علنت وزيرة الدفاع الألمانية أورزولا فون دير لاين، عزمها وضع أسس قريبا لمشاركة الجيش الألماني في مهام داخلية حال تعرض البلاد لهجمات إرهابية. في الوقت الذي استدعت فيه وزارة الخارجية التركية السفير الألماني في أنقرة أمس، على خلفية القيود التي فرضتها السلطات على فعاليات مظاهرة داعمة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مدينة كولونيا الألمانية، منع كلمة أردوغان لأنصاره، حسب مصدر موثوق في أنقرة. وقالت وزيرة الدفاع فون دير لاين، في تصريحات لصحيفة «بيلد» الألمانية الصادرة، الإثنين: «سنقرر في نهاية الصيف مع مؤتمر وزراء الداخلية على مستوى الولايات، طبيعة سيناريوهات المهام التي يتعين أن نتدرب عليها». وذكرت الوزيرة أن الأمر يتطلب وضع تسلسل لانتقال التحذيرات في الحالات الجادة وتحديد الاختصاصات وتوفير العمالة اللازمة، مضيفة أنه سيتم إجراء تدريبات على تنسيق التعاون بين السلطات الاتحادية وسلطات الشرطة في عدة ولايات، مشيرة إلى أن هناك ثلاث ولايات أعلنت رغبتها في المشاركة في تلك التدريبات. واعتبرت فون دير لاين النقاش حول الاستعانة بالجيش الألماني في مهام داخلية لمكافحة الإرهاب، أمرا «سليما ومهما»، موضحة أن الجميع يأمل في عدم وقوع أحداث إرهابية كبيرة تتطلب الاستعانة بالجيش، مشيرة في المقابل إلى أن هجمات باريس جعلت اهتمام الجميع يتركز على ضرورة الاستعداد لمثل هذه الحالات. وفي الصعيد الألماني، وبحسب بيانات الشرطة تراوح عدد المشاركين في التظاهرة الداعمة لأردوغان بين 30 ألفا و40 ألف متظاهر ألماني من أصل تركي. وتمت تلاوة رسالة أردوغان في المظاهرة بدلا من بثها عبر الفيديو. ويشار إلى أن التوترات بين ألمانياوتركيا قد زادت منذ محاولة الانقلاب، التي تلقي أنقرة باللائمة فيها على الداعية فتح الله جولن المقيم بالولاياتالمتحدة، الذي يحظى بتأييد حوالي 100 ألف من الأتباع في ألمانيا. وعلى الجانب الآخر، قالت وكالة أنباء الأناضول الرسمية التركية أمس الاثنين: إن القوات الخاصة التركية اعتقلت 11 فردا هاربين من قوات الكوماندوس ممن شاركوا في محاولة لاحتجاز الرئيس رجب طيب أردوغان أثناء محاولة انقلاب فاشلة الشهر الماضي. وكان هؤلاء الجنود ضمن مجموعة شنت هجوما على منتجع مرمرة في جنوب غرب تركيا الذي كان إردوغان يقضى عطلته فيه. وبحسب الأناضول تم ضبط الهاربين في منطقة أولا في اقليم موغلا بعد إرسال قوات الأمن الخاصة المدعومة بطائرات هليكوبتر وطائرات بلا طيار إلى المنطقة بعد تلقي معلومات من أحد سكان المنطقة. واندلع إطلاق نار لدى اشتباك القوات الخاصة مع الهاربين ولكن لم ترد أنباء عن أي ضحايا.