تمكن بيتر لي من إنقاذ 29 كلبا على الأقل وخمس قطط من مصير بشع، بتحريرهم من أقفاص، قبل أيام فقط من بدء المهرجان السنوي للحوم الكلاب في مدينة يولين جنوبي الصين. وبعد أن تحرك، وناشطون آخرون، باسم الجمعية العالمية للرفق بالحيوان، لفتح الأقفاص الصغيرة التي كانت مكتظة بالحيوانات، قال بيتر لي "إنه أمر صادم أن تفكر أن كل هذه الحيوانات كانت ستتعرض للضرب حتى الموت وتؤكل". وتعد عملية إنقاذ هذه الحيوانات لفتة صغيرة، في ضوء أن الآلاف من الحيوانات سيتم ذبحها من أجل المهرجان الذي يبدأ غدا الثلاثاء (21 حزيران/يونيو). ويقول المنظمون إن المهرجان، الذي يقام بمناسبة الانقلاب الصيفي، هو تقليد قديم فى قوانجشى، وهي منطقة حكم ذاتي على الحدود الفيتنامية. ويقولون أيضا إن هناك فارقا كبيرا بين أكل القطط والكلاب، وذبح الخنازير والماشية للتغذي عليها، ويؤكدون على أن الحيوانات تقتل بطرق إنسانية. ولكن العديد من الصور وأشرطة الفيديو تقص رواية مختلفة. إذ تظهر الحيوانات تُحشَر بالجملة في أقفاص صدئة، وتطبخ وتشوى بينما لا تزال على قيد الحياة، أو تسمم أو تضرب حتى الموت. ثم تسلخ الذبائح وتعرض للبيع في يولين. ورغم أن العديد من هذه الحيوانات تكون ضالة، يقال إن بعضها حيوانات أليفة سرقت من أصحابها. كما أثيرت شكوك حول ما إذا كان تناول هذه الحيوانات لا يعد خطرا على صحة الإنسان، إذ قد يكون بعضها مريضا أو حتى مصابا بالسعار. ويدفع النشطاء بأن المهرجان ليس تقليدا منذ فترة طويلة، ولكنه حدث ابتكرته مسالخ يولين قبل خمس سنوات لتنشيط حركة العمل. ويعد استهلاك الكلاب والقطط - خلافا لبعض الأفكار السائدة في الغرب - غير منتشر على نطاق واسع في جميع أنحاء الصين. هناك بالكاد مطعم في بكين يضع هذه اللحوم على قائمة طعامه، وتلك المطاعم هي التي تميل إلى أن تكون كورية، لا صينية. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن أقل من 20 بالمئة من جميع الصينيين تناولوا في أي وقت مضى، لحوم الكلاب. ويأخذ انتقاد المهرجان بالارتفاع في الصين، حيث يربي كثير من الناس حاليا كلاب البطباط الفرنسية (بودل)، واللابرادور، والقطط، كحيوانات أليفة. ويقول لي إن "عدد الحيوانات التي تذبح في يولين آخذ في الانخفاض، بقدر ما بلغت المبيعات في قطاع لحوم الكلاب في بقية أنحاء البلاد". ومع ذلك، فمن المقرر أن يتم ذبح الآلاف من الكلاب والقطط، مرة أخرى، خلال المهرجان الذي يمتد ليومين هذا العام، وفقا للجمعية العالمية للرفق بالحيوان. وتقول يوفينج شو، مؤسسة جمعية "أمهات بكين ضد القسوة على الحيوان" إن "يولين تمثل إحراجا تاما للصين". وتضيف أن "فشلها (أي يولين) في وقف الذبح الجماعي للكلاب والاستهلاك الشامل للكلاب يدل على أن السلطات المحلية لا تقوم بواجبها لحماية الناس، وبخاصة الأطفال الصغار". وجمع نشطاء حقوق الحيوان 11 مليون توقيع من جميع أنحاء العالم، تدعو لوقف المهرجان. وتم تسليم العريضة إلى السلطات في بكين. وأثارت الحملة رد فعل إيجابيا من الحكومة المحلية في يولين، التي أشارت إلى أنها تريد وضع حد للمهرجان في أقرب وقت ممكن، وفقا للناشطين. ومشيرا إلى أن السلطات كانت أعلنت في السابق أنها عاجزة، يقول لي "مما يثلج الصدر أن نرى هنا بعض التقدم قد أحرز استجابة لحملتنا الجماعية". وكما يقول الناشط "لا تزال هناك فرصة سانحة هنا للحكومة للتحرك لإلغاء هذا الحدث الوحشي، ونحن نتوسل إليهم أن يفعلوا ذلك قبل فوات الأوان لإنقاذ الآلاف من الكلاب والقطط من مصير مروع".