تحية تقدير إلى مسؤول عين حديثا، ونبارك له هذه الثقة الغالية من ولي الأمر، وكلمتي هذه لعلها تجد آذانا صاغية وقلوبا واعية، وما ذلك إلا من أجل صالح الوطن الغالي وصالح المواطن والمقيم على حدا سواء، وما تم اختيار هؤلاء المسؤولين الجدد من قبل القيادة في بلادنا إلا من باب الثقة وحسن الظن بهم، متأملين منهم تقديم الخدمات وتذليلها للمواطن. وأقول لهم في هذه الكلمة التي أتمنى أن تصل إليهم، وأذكرهم بأن الله تعالى قال: (قالت إحداهما يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين) «سورة القصص»، وقال صلى الله عليه وسلم: (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)، فيجب المحافظة على المال العام الذي خصص للمشاريع الضرورية للمواطن والمقيم، وألا يذهب كثيره دون ما خصص له، أو أن يهدر بلا محاسبة ولا مراقبة. إذ يجب أن يشمل التقصي والتفتيش الإداري، وأن تستمر الحملات الخاصة بالكشف حول تلك التلاعبات وعدم إعطاء العمل الإداري حقه، أو إهدار المال العام وأخذه دون وجه حق، وهكذا يجب أن نكون في محاسبة الفساد المالي والإداري، والعمل يدا واحدة لمحاربة الفساد بكافة جوانبه ماليا وإداريا وذلك لتحقيق مبدأ الأمانة والعدل والمساواة ومحاسبة ومعاقبة المخطئ والمقصر. قال تعالى: (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) يجب أن يتحلى المرء بصفة الأمانة حتى يبتعد الناس عن التقصير والإهمال أو خيانة الأمانة التي عرضت على السماوات والأرض وحملها الإنسان فكان ظلوما جهولا، وحتى لا تحدث تلك العواقب الوخيمة جراء التقصير في الأعمال، وعليه أن يبدأ بالمحافظة على بلده ويحسن تصرفاته المتزنة، وألا يسلك مسالك لا تحمد عقباها، ومن الأهمية بمكان الاهتمام بالمجالات الهامة التي تمس حاجة الناس وحياتهم ومصالحهم الضرورية. إذن من هذا المنطلق تجب المحافظة على المال العام الذي هو عصب الحياة كما يقولون وهو أمانة، وألا يكون هناك من لا يأبه من أين حصل على هذا المال؟ أو أن يهدره دون مراعاة، ويجب إنفاقه في المجالات الخاصة به وفق الضوابط المحددة والمتكاملة، وتكون هناك مُحاسبة، فكما تتم مراقبة ومتابعة المتهاون والمتأخر عن انجاز معاملات الناس في المقابل يجب أن نقول للمحسن أحسنت وللمسيئ أسأت. هناك من يعتني ويهتم بالآخرين، إلا أنها قلة توجد قد لا يكون نصب أعينها إنجاز تلك المصالح وقضاء حوائج الناس، فحرصت بعض الجهات والإدارات ولا تزال تحرص وتسعى في التنفيذ والتجاوب مع الأوامر والقرارات الملكية المهمة التي تصب في مصلحة الوطن والمواطن، في بلدنا المبارك، لكن للأسف بالمقابل بقي آخرون لا يسايرون ما خطط له، وما أقر من قرارات هامة. عبدالله عبدالعزيز السبيعي - الدمام