لقد تحدث سمو ولي ولي العهد في الرؤية التاريخية والإستراتيجية التي تتطلع إليها مملكتنا الغالية بحلول عام 2030 بإذن الله ومن بين ما تحدث عنه سمو ولي ولي العهد أهمية الثقافة. ليس عجيبا أو غريبا أن ينظر سمو ولي ولي العهد إلى الثقافة باعتبارها مكونا من مكونات بناء الدول، فلولا الثقافة ما ارتقت الدول. نحن نعلم أن ثقافتنا العربية والإسلامية من أرقى الثقافات ولدينا مخزون تراثي وإرث حضاري كبير وعميق.. ففي مملكتنا مناطق ومحافظات تضم العديد من الآثار التاريخية والحضارية بإمكاننا استثمارها استثمارا حقيقيا لتكون رافدا من روافد المال والسياحة.. والمملكة جديرة بأن تبني أكبر متحف إسلامي يضم آلاف التحف والمخطوطات والوثائق التاريخية. إن تنوع الثقافة والفنون في بلادنا يعد أهم حافز نحو الاستثمار فبإمكاننا أن نبني في كل محافظة المراكز العلمية والتاريخية والثقافية والمتاحف وصالات عرض الفنون الجميلة خاصة في ظل وجود عقول سعودية ناضجة تعي أهمية هذه الجوانب في استكمال بناء الدولة. ولاشك أن التراث الوطني لأي دولة من الدول يعتبر أحد أهم العوامل الاقتصادية ، فها هي دول عربية وأخرى شرقية وغربية استثمرت تراثها الوطني ليصبح أهم عوامل الدخل والمرود المالي.. ورأينا كيف أن ضرب السياحة في تلك البلاد قد أثر تأثيرا بالغا في الدخل القومي والاقتصادي لها. لذلك نتطلع لبناء المراكز العلمية والتاريخية والحضارية والثقافية والمتاحف في كل منطقة ومحافظة؛ لتصبح أحد أهم عوامل اقتصادنا. وفي ظل هذه الرؤية الحكيمة فإنني أوجه ندائي لمقام صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع إلى بناء مركز حضاري يحمل اسم سيدي ومولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ويكون عنوانه ( مركز الملك سلمان بن عبدالعزيز الدولي للمخطوطات وتحقيق التراث ) وأنا على أتم الاستعداد للمشاركة في وضع الخطط والرؤى لهذا المركز والمساهمة فيه.. ولعله يكون أحد تلك التطلعات الثقافية في رؤية المملكة القادمة بإذن الله.