استأنف وفدا الحكومة والانقلابيين الحوثيين وحلفائهم من جماعة المخلوع صالح، أمس الاربعاء، المباحثات المباشرة في الكويت بعد تعليق الوفد الحكومي منذ الاحد مشاركته فيها احتجاجا على سيطرة الانقلابيين على معسكر لواء العمالقة في محافظة عمران، بحسب ما اعلنت الاممالمتحدة. وأرسل مبعوثها الخاص إسماعيل ولد شيخ أحمد صورة على موقع تويتر لممثلي الوفدين وهم يجلسون حول طاولة التفاوض، في وقت رشح فيه تراجع الميليشيات عن الموافقة على الاطار العام للمفاوضات،، فيما قال شربل راجي، المتحدث باسم المبعوث الاممي: ان الجلسة «بدأت بحضور كل الاطراف، بمن فيهم الوفد الحكومي». وذلك غداة اعلان الموفد الدولي ان المباحثات المباشرة ستستأنف «الاربعاء في جلسة عمل مشتركة لمتابعة جدول الاعمال المتفق عليه». وهذه الجلسة هي الثانية من نوعها فقط منذ انطلاق جولة المباحثات في 21 ابريل. واوضح الموفد الدولي ان استئناف المباحثات يأتي بعد «الاتفاق على ان تعمل لجنة التهدئة والتنسيق على النظر في الاوضاع الشائكة ميدانيا وتقديم تقارير عنها للجهات المعنية»، وان الاطراف اتفقوا على «ان تقوم هذه اللجنة بتقصي الاوضاع في لواء العمالقة واعداد تقرير في غضون 72 ساعة عن احداث الايام الاخيرة، مع توصيات عملية يلتزم الاطراف بتنفيذها لمعالجة الاوضاع». وكان الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني، أجرى الثلاثاء في الكويت اجتماعات متتالية مع المبعوث الأممي لليمن ووفدي الحكومة اليمنية والانقلابيين، في محاولة لمنع انهيار المحادثات. وبحث الزياني مع جميع الأطراف أسباب تعليق المحادثات، وسبل استئنافها وفق المسار الذي وضعته الأممالمتحدة استنادا للقرار 2216 وإيجاد الضمانات التي يطالب بها الوفد الحكومي لتثبيت وقف إطلاق النار ومنع تكرار الخروقات وتفعيل اللجان المحلية المكلفة بمراقبة وقف إطلاق النار. من المقرر أن تستكمل الأطراف اليمنية الممثلة في وفد الحكومة اليمنية الشرعية ووفد المتمردين الحوثيين والمخلوع صالح بحث تصورات ملامح الإطار العام الذي اقترحته الأممالمتحدة حول هيكلية وإطار العمل بالنسبة للمحاور السياسة والأمنية والاقتصادية والإنسانية في المرحلة المقبلة. وكان المبعوث الأممي قد تسلم خلال جلسة مباحثات مشتركة مع الأطراف اليمنية عقدت يوم السبت الماضي ورقتين تحملان تصورا شاملا لملامح المرحلة المقبلة لاسيما فيما يتعلق بالترتيبات الأمنية والقضايا السياسة والانسحاب وتسليم السلاح والأسرى والمعتقلين. من جهتها شددت الأممالمتحدة على ضرورة تقوية عمل اللجان المحلية اليمنية والبدء من تعز كنموذج بهدف تثبيت وقف الأعمال القتالية وتأمين الايصال المستمر للمساعدات الانسانية. وقال مبعوث الأممالمتحدة لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد إن الأطراف في المشاورات اتفقت على أن تقوم هذه اللجنة بتقصي الأوضاع في لواء العمالقة، وإعداد تقرير في غضون 72 ساعة عن أحداث الأيام الأخيرة مع توصيات عملية يلتزم الأطراف بتنفيذها لمعالجة الأوضاع. وجددت الأطراف دعمها للجنة التنسيق والتهدئة واللجان المحلية لتثبيت وقف الأعمال القتالية في المحافظات المعنية. وقال ولد الشيخ أحمد في بيان صحفي حصلت «اليوم» على نسخة منه: «إنه انطلاقا من حرصنا وإصرارنا على ضرورة تحييد المسار السياسي لمشاورات السلام اليمنية عن الأوضاع الميدانية، تم الاتفاق على أن تعمل لجنة التهدئة والتنسيق على النظر في الأوضاع الشائكة ميدانيا، وتقديم تقارير مفصلة عنها للجهات المعنية، وسوف يجتمع المشاركون الأربعاء في جلسة عمل مشتركة لمتابعة جدول الأعمال المتفق عليه. وانتهز ولد الشيخ هذه الفرصة لتقديم الشكر لمعالي النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير خارجية دولة الكويت الشيخ صباح خالد الحمد الصباح ومعالي الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور عبداللطيف الزياني لجهودهما الحثيثة خلال اليومين الماضيين ودعمهما المستمر لمشاورات السلام. على صعيد آخر بدأت مدينة المكلا في جنوب شرق اليمن تستعيد نمط الحياة الطبيعية بعدما طردت القوات الحكومية مدعومة من قوات التحالف، عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي الذين سيطروا عليها لزهاء عام، عاش خلاله السكان في ظل الخوف وقيود اجتماعية متشددة.