رفع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، التهنئة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -أيده الله- على إقرار رؤية المملكة العربية السعودية 2030 خلال جلسة مجلس الوزراء أمس. جاء ذلك في تصريح لسموه بهذه المناسبة فيما يلي نصه: إننا لنحمد الله -سبحانه وتعالى- أولا على ما وفقنا إليه في هذا الوطن من التمسك بالكتاب الكريم والسنة المطهرة، ثم نحمده على أن مكننا من إعداد رؤية المملكة العربية السعودية للعام 2030. ويشرفني أن أرفع أسمى آيات الشكر والامتنان لسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله- رئيس مجلس الوزراء على إقرار المجلس هذه الرؤية. إن قصص النجاح دائما تبدأ برؤية، وأنجح الرؤى هي تلك التي تبنى على مكامن القوة. ولقد حبانا الله -سبحانه- وطنا مباركا، فيه الحرمان الشريفان، أطهر بقاع الأرض، وقبلة أكثر من مليار مسلم، وهذا هو عمقنا العربي والإسلامي وهو عامل نجاحنا الأول. كما أن بلادنا تمتلك قدرات استثمارية ضخمة، وسنسعى إلى أن تكون محركا لاقتصادنا وموردا إضافيا لبلادنا وهذا هو عامل نجاحنا الثاني، ولوطننا موقع جغرافي استراتيجي. فالمملكة العربية السعودية هي أهم بوابة للعالم بصفتها مركز ربط للقارات الثلاث، وتحيط بها أكثر المعابر المائية أهمية، وهذا هو عامل نجاحنا الثالث، وهذه العوامل الثلاثة هي مرتكزات رؤيتنا التي نستشرف آفاقها، ونرسم ملامحها معا. في وطننا وفرة من بدائل الطاقة المتجددة، وفيها ثروات سخية من الذهب والفوسفات واليورانيوم وغيرها، وأهم من هذا كله، ثروتنا الأولى التي لا تعادلها ثروة مهما بلغت: شعب طموح، معظمُه من الشباب، هو فخر بلادنا وضمانُ مستقبلها بعون الله. ولا ننسى أنه -بتوفيق الله- ثم بسواعد أبنائها قامت هذه الدولة في ظروف بالغة الصعوبة، عندما وحدها الملك المؤسس عبدالعزيز -رحمه الله- وبعون الله، ثم بعزيمة أبناء الوطن، سيفاجئ هذا الوطن العالم من جديد. وقال سموه: «لسنا قلقين على مستقبل المملكة، بل نتطلع إلى مستقبل أكثر إشراقا، ونحن قادرون على تحقيق ذلك -بإذن الله- بثرواتها البشرية والطبيعية والمكتسبة التي أنعم الله بها عليها. إن مستقبل المملكة مبشر وواعد -بإذن الله- وتستحق بلادنا الغالية أكثر مما وصلت إليه. لدينا قدرات سنقوم بمضاعفة دورها وزيادة إسهامها في تحقيق هذا المستقبل، وسنبذل أقصى جهودنا لنمنح معظم المسلمين في أنحاء العالم فرصة زيارة قبلتهم ومهوى أفئدتهم. نريد أن نضاعف قدراتنا، نريد أن نحول أرامكو من شركة لإنتاج النفط إلى عملاق صناعي يعمل في أنحاء العالم، ونحول صندوق الاستثمارات العامة إلى أكبر صندوق سيادي في العالم، وسنحفز كبريات شركاتنا السعودية لتكون عابرة للحدود ولاعبا أساسيا في أسواق العالم، ونشجع الشركات الواعدة لتكبر وتصبح عملاقة. إننا حريصون على أن يبقى تسليح جيشنا قويا، وفي نفس الوقت نريد أن نصنع نصف احتياجاته العسكرية على الأقل محليا، لنستثمر ثروتنا في الداخل، من أجل إيجاد المزيد من الفرص الوظيفية والاقتصادية. سنخفف الإجراءات البيروقراطية الطويلة، وسنوسع دائرة الخدمات الإلكترونية، وسنعتمد الشفافية والمحاسبة الفورية، حيث أنشئ مركز يقيس أداء الجهات الحكومية، ويساعد في مساءلتها عن أي تقصير. سنكون شفافين وصريحين عند الإخفاق والنجاح، وسنتقبل كل الآراء، ونستمع إلى جميع الأفكار. هذه توجيهات سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -أيده الله- حيث أمرنا بأن نخطط لعمل يلبي كل الطموحات، ويحقق جميع الأمنيات. وبناء على توجيهه -حفظه الله- وبدءا من هذا اليوم، سنفتح بابا واسعا نحو المستقبل، وسنبدأ العمل فورا من أجل الوطن والمواطن ومستقبل الأجيال القادمة. ما نطمح إليه ليس تعويض النقص في المداخيل فقط، أو المحافظة على المكتسبات والمنجزات، ولكن طموحنا أن نبني وطنا أكثر ازدهارا يجد فيه كل مواطن ما يتمناه. فمستقبل وطننا -الذي نبنيه معا- لن نقبل إلا أن نجعله في مقدمة دول العالم، بالتعليم والتأهيل، وبالفرص التي تتاح للجميع، والخدمات المتطورة، في التوظيف والرعاية الصحية والسكن والترفيه وغيره. وقال سموه: «نلتزم بأن نكون من أفضل دول العالم في الأداء الحكومي الفعال لخدمة المواطنين، ومعا سنكمل بناء بلادنا لتكون كما نتمناها جميعا مزدهرة قوية تقوم على سواعد أبنائها وبناتها، وتستفيد من مقدراتها، دون أن نرتهن إلى قيمة سلعة أو حراك أسواق خارجية. نحن نملك كل العوامل التي تمكننا من تحقيق أهدافنا معا، ولا عذر لأحد منا في أن نبقى في مكاننا، أو أن نتراجع لا قدر الله. رؤيتنا لبلادنا التي نريدها، دولة قوية مزدهرة تتسع للجميع، دستورها كتاب الله -تعالى- وسنة رسوله (صلى الله عليه وسلم) ومنهجها الوسطية، وسنرحب بالكفاءات من كل مكان، وسيلقى كل احترام من جاء ليشاركنا البناء والنجاح. في المرتكزات الثلاثة لرؤيتنا: العمق العربي والإسلامي، والقوة الاستثمارية، وأهمية الموقع الجغرافي الاستراتيجي، سنفتح مجالا أرحب للقطاع الخاص ليكون شريكا، بتسهيل أعماله، وتشجيعه، لينمو ويكون واحدا من أكبر اقتصادات العالم، ويصبح محركا لتوظيف المواطنين، ومصدرا لتحقيق الازدهار للوطن والرفاه للجميع. هذا الوعد يقوم على التعاون والشراكة في تحمل المسؤولية. لقد سمينا هذه الرؤية (رؤية المملكة العربية السعودية 2030) لكننا لن ننتظر حتى ذلك الحين، بل سنبدأ فورا في تنفيذ كل ما ألزمنا أنفسنا به، وستكون المملكة العربية السعودية -بإذن الله- دولة كبرى نفخر بها جميعا إن شاء الله تعالى. وأختم بالشكر والعرفان لسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله وأيده بنصره- الذي وجدنا منه التوجيه المستمر، والدعم الكبير لإنجاز هذه الرؤية. كما أشكر سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، سائلا المولى -عز وجل- أن يوفقنا جميعا لما فيه خير هذا الوطن ومواطنيه، وأن يحفظ بلادنا وقائد مسيرتنا، وأن يديم علينا أمننا وإيماننا، وأن يزيد لحمتنا الوطنية تماسكا، وأن يعيننا على العمل الذي يرضيه عنا، ويحقق لنا مزيدا من الرفعة والتنمية والتقدم.