عقد أصحاب المعالي والسعادة الوزراء المسئولون عن الأوقاف بدول مجلس التعاون، اجتماعهم الثالث، أمس، برئاسة وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ، ومشاركة الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وذلك بمقر أمانة مجلس التعاون بالرياض، حيث شدد اللقاء على ضرورة محاربة الإرهاب. وأكد وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في كلمة ألقاها بداية الاجتماع، أن التحديات التي تواجهها الأمة الإسلامية كبيرة جدا، ومثلها التحديات التي يواجهها الإسلام نفسه، مشدداً على أن المسلمين اليوم أمام تحدٍ لم يسبق للأمة أن واجهت مثله في تشويه ديننا الحنيف، بأن يكون تهديده قادماً ونابعاً من داخل لحمته، وهذا نتج عن تشويه كبير لهذا الدين في حقائقه العقائدية، وفي حقائقه التشريعية وفي جماله، وسلوك وأخلاق أهله. وشدد على ضرورة محاربة الأفكار التي تروج لها التنظيمات الإرهابية التكفيرية الضالة، لأن مواجهتها فرض لازم خاصة من حماة الدين، ومواجهة الجماعات الإرهابية والتكفيرية بفعلها اليوم الذي أدى إلى القتل والتفجير حتى في المساجد وحتى للمصلين وحتى للآمنين، دون رعاية لأي نص أو قاعدة شرعية البتة، وهذا مواجهته في نفسه وأيضا مواجهة وسائله لأن الشيء لا تصل إليه إلا بمقدماته ثم مواجهة مقدمات النتيجة واجبة كما نواجه النتائج نفسها، وهذا يتطلب منا الحرص على معرفة الأسباب ومعرفة الوسائل التي توصل إلى مثل هذه النتائج وانضمام الشباب لمثل هذه التنظيمات الإرهابية الضالة. وأوضح أن الأمر يتطلب من الجميع الكثير في الدفاع عن الإسلام أولاً، والتوجه الى البناء الداخلي للإنسان المسلم في مساجدنا، وفيما نمارسه من برامج في الدعوة والإرشاد، وفي التأليف، وفي أنشطة وزاراتنا وجهاتنا ودعاتنا عبر الإنترنت وعبر مواقع وسائل التواصل الاجتماعي، بأن نكون متسمين بما أمرنا به الله جل وعلا في كتابه ومدح أهله أنهم تحلوا بالعقيدة والإيمان، وهم ذوو الألباب وذوو العقول، فإعمال العقل وإرشاد العقل وتصحيح العقل الإسلامي، وإعادة بناء العقل الإسلامي في مداركه بمعرفته للفرق ما بين الفاضل والأفضل وما بين السيئ والأسوأ، وما بين الأولويات وما بين أنواع الفقه، فقه القوة والضعف، فقه المآلات التي تغيب اليوم عن كثير ممن يمارسون الدعوة الإسلامية، لأن الشريعة الإسلامية هي شريعة المآلات.