قال الدكتور مصطفى البرغوثي الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية: إن اتساع حركة BDS العالمية الناشطة في مجال مقاطعة الاحتلال الإسرائيلي أنهى خيار السلام الاقتصادي بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وأضاف البرغوثي ل"اليوم": إن "السلام الاقتصادي خيار فاشل وخادع وكان المقصود منه تفكيك النضال الوطني وحرف الفلسطينيين نحو اتجاهات لا تثمر شيئا، والحياة العملية اثبتت أن هذا الخيار انهار". وأوضح أن المملكة العربية السعودية ساهمت بشكل كبير في نجاح حملة المقاطعة لإسرائيل، خاصة عندما رفضت منح ترخيص لشركتين تعملان في إنشاء القطارات في إسرائيل إحداهما ألمانية والثانية فرنسية، لإنشاء قطار بين المدينةالمنورة ومكة المكرمة، مبيناً أن الشركتين أعلنتا انسحابهما من العمل داخل إسرائيل استجابة لحملة المقاطعة. و"BDS" هي اختصار لحركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على إسرائيل، حتى تنصاع للقانون الدولي والمبادئ العربية لحقوق الإنسان، وأهدافها انهاء الاحتلال واستعماره لكل الأراضي العربية، فضلا عن تفكيك الجدار العازل، والاعتراف الإسرائيلي بالحقوق الأساسية للفلسطينيين والمواطنين العرب في إسرائيل بالمساواة الكاملة، وقيام إسرائيل باحترام وحماية وتعزيز "حقوق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم وممتلكاتهم، كما هو منصوص عليه في قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم (194). وأكد البرغوثي أن إسرائيل ودولا كبيرة كالولايات المتحدةالأمريكية وبريطانيا، يعملون بقوة لإجهاض حملة المقاطعة، حاولوا تمرير مشاريع تمنع مقاطعة إسرائيل اقتصادياً وسياسياً وثقافياً، لكنهم فشلوا في ذلك، مبيناً أنهم يطمحون لأن يصلوا إلى مرحلة يجري عبرها تحريم شامل وكامل على المستويين العربي والدولي لأية بضائع ومنتجات إسرائيلية، مطالباً كل الحكومات بالضغط في اتجاه فرض عقوبات حقيقية على إسرائيل، طالما أنها تنتهك القانون الدولي الإنساني. وبين البرغوثي أن حركة المقاطعة وفرض العقوبات على إسرائيل وسحب الاستثمارات منها، هي أحد أركان الإستراتيجية الوطنية الفلسطينية الجديدة، التي تركز على المقاومة الشعبية لتغيير ميزان القوى وجعل الاحتلال خاسراً، مؤكداً أن الحركة حققت نجاحات كبيرة في ذات السياق، وتتسع بشكل يومي في كل أنحاء العالم. وأشار إلى أن أبرز انجازات حركة ال "BDS" مؤخرا هو إعلان شركة الحراسة البريطانية "G4S" إغلاق مكاتبها في إسرائيل، وخسارتها لملايين الدولارات. وتعمل "G4S" على حراسة السجون التي يعتقل فيها الأسرى والأسيرات الفلسطينيون، وإنشاء وحماية الحواجز العسكرية في الضفة الغربية. خسائر كبيرة وقاطع عدد كبير من الشركات العالمية الشركات الإسرائيلية العاملة في المستوطنات، وحسب البرغوثي فإن حجم الخسائر نتيجة المقاطعة وصلت وفقاً للخبراء الاقتصاديين خلال عام 2015 إلى 31 مليون دولار، مبيناً أنه على الصعيد الفلسطيني انخفضت نسبة استهلاك المنتجات الإسرائيلية إلى 60%. وذكر أن المقاطعة لإسرائيل لا تقتصر على الجانب الاقتصادي، قائلاً: "هناك مقاطعة أكاديمية ورياضية وفنية وثقافية، وأن العديد من مشاهير العالم والفنانين رفضوا الحضور إلى إسرائيل، نحن نتحدث عن عملية متصاعدة يوميا بالإضافة إلى ذلك هناك مقاطعة للأحزاب الصهيونية وقياداتها السياسية". واعتبر البرغوثي أن المقاطعة ساهمت بشكل أساسي في انتفاضة القدس المشتعلة حالياً ضد الاحتلال عبر تعزيز فكر المقاومة الشعبية في ظروف كانت تعيش الحالة الفلسطينية فيها تراجعا حادا.