يعيش الأهلي حالة من التوهان أفقدته توازنه وهزت ثقة لاعبيه في قدراتهم، وأثرت سلبا على مردوده ونتائجه في المباريات السابقة، وفقد على إثرها لقب مسابقة كأس ولي العهد الذي كان بحوزته بعد خسارته في النهائي أمام الهلال، قبل أن يتجرع مرارة الخسارة الأولى في الدوري أمام نجران المكافح من أجل البقاء بعد سنتين وشهرين حافظ خلالها على سجله خاليا من الهزائم في 51 مباراة، ومن ثم يتلقى خسارة ثالثة كانت هذه المرة في دوري أبطال آسيا أمام ناساف كارشي الأوزبكي. فالفريق الذي توج باللقب الرمزي «بطل الشتاء» بعد أن أنهى القسم الأول من دوري المحترفين وهو في صدارة الترتيب العام بفضل المواجهة المباشرة مع الهلال الذي يملك نفس الرصيد من النقاط، تدنى مستواه الفني وتراجعت نتائجه في القسم الثاني بصورة أزعجت عشاقه خصوصا وأنه خلال خمس مباريات وهي حصيلة مبارياته في الدور الثاني لم يحقق خلالها سوى ست نقاط من أصل خمس عشرة نقطة جمعها من فوز وحيد وهزيل على الوحدة الذي يصارع من أجل ضمان مقعد له بين الكبار وثلاثة تعادلات وخسارة مفرطا في استعادة الصدارة في أكثر من مناسبة وكأنها تخطب وده وهو يرفضها. وهذا التراجع الذي لم يتوقعه أكثر المتشائمين فجر براكين الغضب في الوسط الأهلاوي الذي لم يصدق ما يحدث لفريقه وشن هجوما عنيفا على الإدارة وحملها المسؤولية كاملة وطالبها برأس المدرب السويسري كريستيان جروس والبحث عن إداري كفء قادر على السيطرة على زمام الأمور داخل الفريق الذي أضحى يعيش في جو فوضوي بعد استقالة مروان دفتر دار ومن بعده باسم أبو داود، من أجل تصحيح الوضع والمحافظة على حظوظ الفريق في تحقيق بطولة الدوري التي أصبحت مطلبا جماهيريا سيما وأن الفريق لم يحققها منذ أكثر من ثلاثين عاما. ومع أن الإدارة كان لها توجه معين فيما يتعلق ببديل دفتر دار وأبو داود وفيما يتعلق باستمرار المدرب جروس من عدمه، إلا أنها في نهاية المطاف تخلت عن قناعاتها ورضخت للأمر الواقع وعينت طارق كيال ابن النادي، صاحب الشخصية القوية والخبرة الطويلة مشرفا على الفريق الأول ومنحه كامل الصلاحيات وفي نفس الوقت قررت الإبقاء على المدرب جروس بناء على رغبة الكيال. ورغم أن إدارة مساعد الزويهري التي تولت المهمة بعد بداية الموسم الرياضي خلفا لإدارة الأمير فهد بن خالد -المستقيلة-، اتخذت بعض الخطوات التصحيحية في الوقت المناسب، إلا أنها لم تحظ برضى الأهلاويين خصوصا وأن هناك بعض الملفات الشائكة ما زالت عالقة والتي يأتي في مقدمتها ملف تجديد عقود بعض لاعبي الفريق وتحديدا الثنائي المدافع أسامة هوساوي ولاعب المحور وليد باخشوين اللذين دخلا في الفترة الحرة وأصبح من حق أي لاعب التوقيع لأي ناد آخر دون الرجوع لناديه الأصلي. فالإدارة وقبل أكثر من شهرين أكدت أنها توصلت لاتفاق مع اللاعبين وأن تجديد عقديهما بات مسألة وقت إلا أن شيئا من ذلك لم يحدث، وما يؤكد ذلك التصريحات التي أطلقها وكيل أعمال اللاعب وليد باخشوين الذي أكد اتفاق موكله مع إدارة ناديه قبل شهرين ونصف على تجديد العقد، بعد أن وافقت الإدارة على طلبات اللاعب ولكنها فاجأتهم بالصمت خلال الفترة الماضية رغم محاولاتهم لإنهاء الأمر نزولا عند رغبة اللاعب، هذا في الوقت الذي سرت فيه بعض الأخبار المتواترة حول اقتراب أسامة هوساوي من التوقيع لأحد الأندية الكبيرة مشيرة إلى أن ناديي الهلال والاتحاد مهتمان باللاعب ويرغبان في الاستفادة من خدماته، وهذا الملف الشائك وضع الإدارة تحت الضغط خصوصا وأن الجماهير ما زالت تراقب الموقف وتنتظر ماذا تفعل إدارة ناديها قبل أن تقول كلمتها في هذا الجانب والذي قد يعجل برحيلها نهاية الموسم في حالة فشلها في المحافظة على نجوم الفريق.