بعض الظواهر في ملاعبنا، تبهرك لحد الإعجاب، وقد لا يأتي هذا الإبهار من الأندية الكبيرة والجماهيرية، ولا حتى من أندية جميل أو الدرجة الأولى، فقد تتفاجأ بها دون سابق انذار، فتظهر كلوحة سريالية، فيها الكثير من المعاني التي قد لا نستوعبها. تلك اللوحة بألوانها الزاهية، شاهدتها عبر الشاشة، حينما رسمت بكل تفاصيلها في مدينة الورد (الطائف)، فلم استوعب معانيها حتى اللحظة. باختصار.. هي ليلة إعلان صعود نادي وج لدوري الدرجة الأولى، ويا لها من ليلة، حينما زف ما يقارب 16 ألف مشجع ناديهم لإنجاز هو معتاد لأندية كثيرة عبر تاريخ صعودها لهذه المسابقة، ولكن غير المعتاد هو كثافة الجماهير التي فاقت الحضور الجماهيري لمباريات قوية ولفرق جماهيرية في دوري جميل. لقد رسم أهالي الطائف في تلك الأمسية، لوحة لن تغيب عن الأذهان لفترة طويلة من الزمن، فقد جعلوا من صعودهم حكاية، يتناولها الجميع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وأجبروا الإعلام بكافة وسائله على المتابعة بصورة تختلف عن نمطية الصعود للفرق الأخرى. وج القادم من مدينة الورد والمصايف، سيجعل دوري الأولى مختلفا في الموسم القادم، إذا أثبت جمهوره الذي حضر ليلة الصعود، بأن تلك الأمسية هي قاعدة وليست استثناء، حينها سينتظر الجميع صعوده ل(جميل) بكل شغف لأنه سيكون إضافة، وليس مجرد فريق زائر. وأجزم أن موقع نادي وج في مدينة الجمال والسحر الخلاب، سيعطيه ميزة عن بقية أندية الأولى، للاستفادة من لاعبي قطبي الساحل الغربي الاتحاد والأهلي، من اللاعبين المنسقين، أو لاعبي الإعارة، وإذا نجحت إدارة وج في هذا المخطط، فإن مكوثها في دوري الأولى لن يطول، وسيفرح أهالي مدينة الورد بإنجاز سريع وجديد. الطائف تمتلك مدينة رياضية من أروع المدن الرياضية بالمملكة، والحق يقال إنها لم تستثمر بالطريقة المثلى، لا سيما أنها لا تضم سوى ناد واحد، وقد حان الوقت لاستثمار تلك الإمكانات من ملاعب وجماهير بصعود وج للواجهة بتسجيل حضور لافت، وهذا لا يتم إلا بصعود هذا النادي لدوري الكبار. والطائف الاسم التاريخي للورد والرمان، بإمكانها أن تكون وردة غير قابلة للذبول، متى ما سقاهارجال أعمالها ووجهاؤها بالدعم الذي يجعل وردتهم عبيرها فواحا، تزكي بروائحها في كل مكان وزمان. أعود لإنجاز وج الذي جاء تحت إشراف المدرب الوطني فهد الحارثي، والذي أضاف لعبق وردتهم عبقا وبعدا إداريا، يستحق الإشادة بإعطاء المدرب الوطني الثقة التي أصبحت شبه معدومة في معظم أنديتنا. مبروك لأهالي الطائف ولإدارة وج، وللاعبين، وتحية خاصة لجماهيرهم التي جعلت من دوري الثانية صورة جمالية لن ينساها التاريخ.