شكل ثنائيا متناغما في خط الظهر لفارس الدهناء خلال حقبة الثمانينيات والتسعينيات الهجرية مع زميله عبدالهادي الدوسري (غدرة) وساهم تفاهمهما الكبير وأداؤهما الرجولي في مباريات الاتفاق في رسم شخصية قوية لدفاع فريقهما الذي برز فيه قبلهما المدافع الكبير عبدالله يحيى الدوسري الملقب ب«النمنم». مفتاح غريب الدوسري، أحد لاعبي جيل الطيبين هو ضيفنا لهذا الأسبوع وهو الذي قضى في الملاعب مايقارب ال 15 سنة متواصلة منذ عام 1388ه، والذي كشف في حواره عن الكثير والمفارقات مابين اتفاق الحاضر واتفاق الماضي، كان يتنهد عند كل إجابة وكأنما الحنين يراود مخيلته، فتارة يتذكر ذاك الزمن ويبتسم وتارة أخرى يتنهد على حال الاتفاق. يقول: أوقفت السيارة جانباً وبدون أي شعور بكيت عند سماع خبر هبوط الاتفاق الذي شكل صدمة لكل محبيه وخصوصاً من تعودوا على الذهب والانجازات في السابق. مفتاح غريب جعل الحوار «بساط أحمدي»، فقدم النصائح والأسباب والمسببات لكنه أكد على أن عودة الاتفاق لدوري جميل صعبة جداً إلا بشروط!! كيف حالك؟ الحمد لله، الأمور طيبة ومشاغل الحياة في ازدياد. وماذا عن الرياضة؟ أتابعها عبر التلفاز باستمرار وأحرص كثيراً على مشاهدة مباريات فريقي (الاتفاق) رغم قساوة النقل التلفزيوني على دوري الدرجة الأولى. وكيف كانت أيامك في الاتفاق؟ لم يكن هناك ما يسمى بفئة البراعم، دخلت الاتفاق من سن الأشبال وصولاً لفريق الأول حدثنا عن ذاك الزمان؟ يتنهد قبل الإجابة ويقول: أيام أول كانت مليئة بالنجوم، لم أتوقع في يوم من الأيام أن أكون لاعباً اساسياً بجانب نجوم ذلك الجيل، لكن عند انتقال عبدالله يحيى وغدرة للأهلي بعد كأس الملك عام 1988م أتيحت لي الفرصة وبعد توفيق الله اقتنصتها. من هم نجوم تلك الحقبة الزمنية؟ كثيرون، كل لاعب كانت له قيمة أخلاقية وفنية في الملعب وخارجه، أنا تواجدت في زمن عبدالله البلوشي ثم عاد غدرة من الأهلي بعد موسم واحد حيث لم يستطع التأقلم ومسكنا متوسط خط الدفاع في الفريق الاتفاقي. وهل شاركت مع المنتخب؟ تشرفت بتمثيل الوطن في دورة الخليج الرابعة بقطر بعدها ذهبنا لدورة المدرسية بالاسكندرية ثم للتصفيات المؤهلة للدورة الاولمبية بكندا والتي أقيمت في إيران وكنا الفريق العربي الوحيد الذي استطاع أن يهزم العراق في ذاك الزمن رغم أننا لم نكن مع الفريق الأول. وماهي أقوى الفرق المنافسة للاتفاق؟ أقواها كان الأهلي الذي كان يضم أمين دابو وخوجلي وكذلك الهلال بوجود رافنيلو بجانب النهضة والقادسية لكن لم يكونا منافسين كما الأهلي والهلال. وكيف كانت علاقتكم ببعض كلاعبين؟ لم تكن علاقتنا كلاعبين، بل عائلة واحدة ووجودنا في حارة واحدة زاد من علاقتنا ببعض وكانت تنعكس تلك العلاقة في الملعب ولا نفترق إلا وقت النوم فقط. مادياً كيف كانت أموركم؟ لم نفكر في المادة قط، كنا نلعب للشعار، ثم استقطبت إدارة نادي الاتفاق المدرب المصري خليل البحر وأقر مصروف الجيب الذي كان عبارة عن 25 ريال، ثم تطورت الأمور وكانت أعلى مكافأة 500 ريال وكنا مبسوطين للآخر. ومن كان يدفع لكم؟ يقول: والله لم نكن نعلم عمّن يدفع أو يدعم، كل همنا هو أن نحقق الفوز حتى إن في بعض الفترات إن كنت لا أبالغ لم نكن نعرف من هو رئيس النادي، بعيدين عن كل ما يعكر أجواءنا في الملعب. إذاً ما الفرق بين اتفاق زمان واتفاق الحاضر؟ مثل المسافة بين الأرض والسماء!! لا أمدح في زمننا لكن كنا نبحث عن الشهرة والنجومية في ذاك الزمان لذلك كنا نقدم كل ما نملك خلال ال90 دقيقة، اليوم بات اللاعبون يساومون النادي ويقدمون المال على النجومية، فالأحتراف سرق النجومية هذا هو المختصر المفيد وكنت أتمنى لو أن ما يأخذه اللاعب يوازي عطاءه في الملعب!!. وأين أنت الآن من نادي الاتفاق؟ تواجدنا في النادي بعد الاعتزال وكان طيب الذكر الاستاذ عبدالعزيز الدوسري يوجه لنا دعوات لحضور التدريبات والمباريات وكنت أتواجد بجانب زميلي عبدالله يحيى، كادت المشاغل أن تبعدنا لكن التقدير الذي كنا نحظى به كان يجبرنا على التواصل والحضور. وهل اختلف الوضع حالياً؟ بصراحة نعم، الإدارة الحالية لم تتواصل معي شخصياً ومن الصعب أن أفرض نفسي بالتواجد دون دعوة على الأقل. ولماذا لا تحضر بنفسك في المباريات على الأقل؟ حضرت مباراة واحدة، لم أتباعها بدقة لأني طوال جلوسي على المدرج كان الحنين يعود بي للماضي وسرحت بذاك الزمان، وياليت الشباب يعود يوماً!!. وماذا ينقص الاتفاق ليعود كما كان في الماضي؟ الروح، وإعطاء الفرصة للاعبي الأولمبي والاعتماد على أبناء النادي الذين ترعرعوا فيه منذ البراعم، بالمختصر ما يحك جلدك غير ظفرك، عيال النادي أولى. وماهي توقعاتك للفريق؟ هل سيعود لجميل؟ صعبة جداً، الفريق حبة فوق وحبة تحت، مهما تواجدت قوة في الإدارة وقوة في المال فبدون روح لايمكن أن يعود الاتفاق، والعودة حق مشروع لكن بشروط وتضحيات داخل الملعب وترك كل مايدار في الخارج لأصحاب الشأن. وماهي رسالتك لهم؟ رسالتي الأولى للجماهير الاتفاقية وهي تخص ما ناله عبدالعزيز الدوسري، لايمكن يا جماهير الاتفاق أن ننكر الرجل الذي ضحى بماله ووقته من أجل الاتفاق فيكفيكم أن والدته كانت على فراش المرض وهو متواجد مع الفريق، أما اللاعبون فعليهم مراجعة إحساسهم وشعورهم نحو الاتفاق، لا تنسفوا تاريخ نايدكم وتذكروا أنه نادٍ ذو تاريخ عريق، أعطوا في الملعب بقدر ما تأخذون من مال. كلمتك الأخيرة؟ الحمد لله على دوام الصحة والعافية وشكراً لجريدتكم الموقرة التي وقفت بجانب أندية المنطقة وتذكرت كل من أعطى يوماً من الأيام ولو جزءا بسيطا لرياضة المنطقة والوطن. مفتاح ورفيق دربه (غدرة) مفتاح مع عدد من لاعبي المنتخب في فترة سابقة مفتاح غريب