وسط الزحام الذي تشهده مدينتا الدمام والخبر بالمنطقة الشرقية، خصوصاً في أوقات الذروة وتكدس المركبات واحتكاكها ببعضها في مشهد اصبح مألوفا من كثرة تكراره يوميا، رغم محاولات قائديها تسيير الحركة عن طريق تنظيم أنفسهم والالتزام بقوانين المرور والقيادة النظامية، إلا أنه في المقابل يرتكب بعض قائدي سيارات الأجرة "الليموزين" مخالفات مرورية، تزيد الاختناق والفوضى على الطرق وتعرض حياة المواطنين وقائدي المركبات للخطر، وبمرور الوقت تحولت إلى "صداع مزمن" لسائقي السيارات على الطرق. شروط وضوابط وفي الوقت الذي وضعت فيه الجهات المسؤولة عدداً من الشروط والضوابط لسيارات الأجرة؛ بهدف التنظيم والتنسيق في العمل، والحرص على سلامة المواطنين وقائدي السيارات في الطرقات، هناك عدد ليس بقليل من سائقي سيارات الأجرة يخالف قائمة الأنظمة التي وضعتها الإدارة العامة للطرق والنقل ضمن معايير خاصة للسلامة وضوابط وقائية. تدخل سريع «اليوم» رصدت الظاهرة ميدانيا، والتقت عددا من المواطنين،الذين اتفقوا على ضرورة سرعة التدخل وإلزام قائدي سيارات الأجرة بالتقيد بالضوابط والشروط الخاصة للقيادة النظامية، والتي تشمل أدق وأصغر التفاصيل باعتبارها أحد روافد الاقتصاد الداخلي وتمثل الواجهة الأساسية والبارزة في المملكة التي قد تنقل وتصور للضيف أو الزائر نموذجا عن المنطقة، مع ضرورة فرض الغرامات والعقوبات الرادعة التي تمنع تكرار هذه المخالفات وتحذر المتهاونين من ارتكابها، بهدف التقليل من الازدحامات الخانقة والحوادث المرورية، وتيسير حركة المركبات بشكل صحيح وقانوني؛ لحماية المواطنين وقائدي المركبات في الطرق. نشاط تجاري وأوضح محمد الفوزان أن سيارات الأجرة تقوم بتوصيل الأشخاص الذين يحتاجون إلى وسيلة نقل بمقابل مادي، وهذا يعتبر نشاطا تجاريا وبما أن هذا النشاط يقوم على قيادة السيارة، فلا بد من التزام وتقيد قائديها بالضوابط القانونية على مرحلتين، الأولى: من خلال المعرفة الكاملة بكيفية قيادة سيارة الأجرة وقوانين القيادة والانعطاف مع مراعاة ربط حزام الأمان، وعدم تجاوز السرعة القانونية. والمرحلة الثانية: عبر وعي قائد سيارة الأجرة بالحرص على شروط السلامة خارج المركبة وداخلها والتي تشمل ركوب العدد المسموح داخل المركبة، وتنبيه الركاب لربط حزام الأمان لتقليل ضرر الحوادث المرورية "لا قدر الله" إضافة إلى تفقد الأنوار الأمامية وإشارات التنبيه للانعطاف على الجانبين والرجوع للخلف لحماية الركاب والحفاظ على سلامتهم. رقم هاتف واقترح الفوزان، تحديد أماكن تجمع لقائدي سيارات الأجرة المخصصة، لنقل الزبائن أو إنشاء"خدمة الطلب" عن طريق الشبكة العنكبوتية بتطبيق على الأجهزة الذكية أو رقم هاتف يتم تخصيصه لهذا الغرض. مضايقة السيارات وقال عبدالله العمري: إنه في بعض الأحيان يتسبب قائدو سيارات الأجرة بازدحام ومضايقة السيارات؛ لارتكابهم المخالفات المرورية، وتجاوز المركبات بسرعة غير قانونية وتجاهلهم لأهمية استخدام إشارات التنبيه عند الانعطاف الى إحدى الجهات وتحديداً لسيارات الأجرة. انعطاف مفاجئ وأكد العمري أن اغلب سائقي سيارات الأجرة لا يلتزمون بالطريق وعندما يشير أحد الزبائن اليه لخدمة التوصيل، فإنه لا يهتم ابداً بما خلفه من مركبات ويقوم بالوقوف والانعطاف المفاجئ ناحية الزبون بطريقة عشوائية وغير نظامية، قد تؤدي لوقوع حوادث متعددة نتيجة الوقوف المفاجئ والخاطئ، وكل ذلك في سبيل الحصول على المال بأي وسيلة دون مبالاة بحياة الآخرين وسلامتهم، وهذا تصرف غير مقبول أبداً. نقطة تجمع وطالب العمري بضرورة تحديد موقف لسيارات الأجرة يقصده الزبائن الراغبون في التوصيل لمكان ما بعيداً عن العشوائية والوقوف في أي مكان على الطريق، اضافة الى ضبط الأسعار وايقاف تلاعبهم على المستفيدين. قوانين المرور وأشار محمد المسيلم إلى أنه رغم أهمية سيارات الأجرة في تقديم صورة إيجابية عن المملكة للقادمين من الخارج، إلا أن أغلبها لا تتقيد بقوانين المرور بربط حزام الأمان، أو الالتزام بالسرعة القانونية إضافة إلى تجاهل أنظمة السلامة وفحص المركبة من الأنوار وسلامة الاطارات وعمرها الافتراضي، موضحاً إن بعض قائدي سيارات الأجرة يقوم بتحميل عدد زائد على المركبة يتجاوز الحمولة المسموحة للمركبة بغرض كسب المال مما قد يعيق السائق عن رؤية الطريق، كما تزيد هذه المخالفة بالتالي من احتمالية وقوع الحوادث المرورية وتعطيل الحركة. فوضى وعشوائية وحذر فهد الزويد من خطورة عدم تقيد سيارات الأجرة بالأنظمة السليمة للقيادة والممارسة الصحيحة للنشاط التجاري، قد تخلف وراءها فوضى وعشوائية، ولفت الى أن بعض سيارات الأجرة تكون قديمة الصنع ومتهالكة جداً وانوارها ضعيفة واطاراتها تالفة ومنتهية الصلاحية، ولا عجب في تلف أحد الإطارات ورغم هذه الإشكاليات الفنية والميكانيكية حول المركبة، إلا أن بعض العمالة يستمر بممارسة نشاطه التجاري عليها فضلاً عن اعطال العادم وانتشار رائحة الوقود الكريهة وتهريب الزيوت تحت المركبة، رغم ان هذه العلامات تعتبر تنبيها بتعطل السيارة بشكل تام في أي وقت وأي موقع، وبالتالي زيادة تكدس المركبات الأخرى. أمر معتاد ودعا عبدالرحيم العتيبي إلى تكثيف الرقابة وتشديدها على بعض قائدي سيارات الأجرة المتهورين، مؤكدا ان ارتكابهم المخالفات المرورية أو تجاهلهم لأنظمة فحص المركبة أصبح أمرا تعتاد عليه العين وبشكل متكرر في ظل غياب الرقابة والعقوبة الرادعة لهم، مضيفا إن التهاون في مخالفاتهم قد يخلف حوادث مرورية أو تكدسا للسيارات. تغريم المخالفين ومن جانبه، أوضح مدير إدارة الطرق المتحدث الرسمي للإدارة العامة للطرق والنقل بالمنطقة الشرقية، المهندس أحمد بن مهدي اليامي، أن المخالفات العامة التي تنطبق على جميع المركبات بشكل عام مثل: ربط الحزام، أو الوقوف الخاطئ، أو تجاوز السرعة القانونية، والتنقل بين المسارات بشكل خطر، تندرج تحت مخالفات الضبط المروري، مؤكدا أن مخالف أنظمة وزارة النقل يضطر إلى دفع غرامات مالية عن المخالفات ومنها: تشغيل مركبة دون تغطية تأمينية بحسب المعتمد، أو تشغيل مركبة في مدينة خلاف مدينة محل الترخيص الصادرة منها، إضافة إلى استعمال مركبة لمدة زمنية تزيد على عمرها الافتراضي المعتمد، أو أنوارها العلوية مزالة، أو ممارسة النشاط بترخيص منته، أو تشغيل سائق بدون بطاقة سائق أجرة صادرة من الوزارة، أو تدخين السائق داخل المركبة. وأضاف اليامي إن المخالفات تشمل ايضاً عدم تشغيل عداد احتساب الأجرة أو تجول سيارة الأجرة العامة بحثاً عن الزبائن أو استخدام مركبة مظهرها الخارجي أو الداخلي غير لائق، وعدم تجهيز المركبة بأي من المعدات الطبية والفنية، علاوة على الجمع بين أكثر من راكب متفرق في سيارة الأجرة العامة في الرحلة الواحدة وزيادة العدد عن الحمولة المسموحة. وقوف خاطئ ومخالفة للقواعد المرورية المواطن العمري يتحدث للمحرر عن معاناته مع سيارات الأجرة