مع نشوبِ حريق الربيع العربي، واشتدادِ أضلاعه، وقوةِ بساطه، يأتي بستانٌ جميلٌ في وسطه، وينشرُ الأملَ والأمن والأمان في جميع أرجائه. إنه وطني الجميل: المملكة العربية السعودية، بلادٌ حماها اللهُ، وجعلها قبلة الاسلام والمسلمين، ومهبط الوحي، حيثُ تعهد اللهُ بحفظها، ورفع مكانتها، فعلى مرّ التاريخ قصصٌ تُنذِر، وأخرى تخيفُ وتُحذر، أليس لنا في قصة أصحاب الفيل عبرة، وفي عقوبةِ قريش حكمة. ومع ذلك، فهل تغيب عن بال المُرجفين والحاقدين على بلاد الحرمين هذه الدلائلُ والحقائق، ام انهم يحسدوننا على أمننا، وحبنا لولاة أمرنا سمعاً وطاعةً لربنا. فهل يوافق ذو العقل اللبيب، وذو النظر البعيد على هذه التفاهات التي يخرجُ ريحها من حين لآخر. إن فساد مضمونها في ربوع بلادنا الحبيبة، تخريبٌ للعمران والنهضة والتطوير، وفسادٌ في العقول والقلوب، حتى وصل الامر الى تخويف المصلين في أماكن العبادة والتضرع الى الله. فلا حول ولا قوة الا بالله. العجيب أن هذه الفئة الضالة المخربة يدّعون الاسلام، أي إسلام هذا؟ إذا لم يسلم المسلمون من لسانك ويدك؟ ومع عظمة الزمان والمكان، وفي يوم الجمعة عيد المسلمين؟ فهل عقولهم في رؤوسهم عندما قرأوا قول الله تعالى في سورة الكهف: (قال أقتلت نفسا زكية بغير نفسٍ لقد جئت شيئا إمرا). فقتل النفس منكرٌ عظيم، وفسادٌ كبير، فكيف بهم اذ يقتلون الأنفس المطمئنة، وهي ساجدة لربها، مطمئنةٌ في أماكن العبادة والطاعة. مملكتنا الحبيبة: حماكِ الله من كل سوء، فأنتِ بستانٌ جميل، يحبك الكثيرون، ويعشقك العاشقون، فلا هناء لمن أراد بكِ سوءا، بل الويلُ كل الويل له ولأمثاله ممن أشعل نار الفتنة، فهي الجريمة الشنعاء، والمحنة الضرماء. وتباً لدعاة الرذيلة ومسوقي الفتنة البذيئة. فكلنا لك ايتها الارض الطيبة، طاعة لله ثم لولاة أمرنا. فلا مذاهب تفرقنا، ولا عنصرية بغيضة تبعدنا، فكلنا مشتركون في أمن بلادنا والمحافظة عليه، فوطن لا نحميه، لا نستحقُ العيش فيه. فنحن الحصن الحصين بعد الله تعالى لهذا الوطن. فالجميع جنود مجندة في خدمة المليك والوطن، بقيادة موفقة: قائدها سلمان البطولة والرجولة، سلمان الحزم والأمل، مهندس السياسة الحكيمة والفطرة السليمة ومن خلفه ولي العهد شبل ذاك الأسد محمد بن نايف صمام الأمان لهذه البلاد، ومن بعده ولي ولي العهد محمد بن سلمان درع وسند، فأنعم بالوالد وما ولد. مملكتنا الحبيبة: حماكِ الله من كل فتنة وسوء، وحفظ ولاة أمرك، وشعبك الأبيّ. *عضو المجلس السعودي للجودة