عندما تريد أن تتعرف على مستوى ثقافة مجتمع من المجتمعات فإنك تراقب سلوكيات أفراده وترصد افعالهم وأقوالهم لأنها ببساطة تعكس التربية التي تلقوها والثقافة التي يتبنونها. فمثلا مستوى الوعي بالنظام او النظافة او السلامة تستطيع ملاحظته بالطرق والمدارس والأسواق والمجمعات والدوائر الحكومية والمؤسسات الأهلية وذلك برصد العديد من المؤشرات والسلوكيات التي تعكس بوضوح مستوى الثقافة الذي وصل إليه أفراد ذلك المجتمع. مشكلة مضايقة المنازل بسيارات طلاب المدارس وخصوصا المدارس الثانوية هي مشكلة أزلية أفرزتها العديد من الأسباب التي أدت الى الضيق والضجر من ملاك تلك المنازل، بسبب وقوف تلك السيارات أمام منازلهم وغلق أبواب الكراجات والتجمعات الطلابية وما يصدر منها من أصوات مزعجة أو تجمع للتدخين أو تصفية لبعض الخلافات بينهم والكثير من الأهالي تقدموا بشكاوى مختلفة دون جدوى. أقترح هنا بعض النقاط التي تساعد بالبحث عن حلول لتلك المشكلة: 1. البعد عن تخصيص أراض للمباني المدرسية للمرحلة الثانوية بداخل الأحياء المكتظة بالسكان وذات الشوارع الضيقة الفقيرة بتوفير مواقف للسيارات لساكنيها فضلا عن الضيوف من خارج تلك الأحياء. 2. تنفيذ حملات توعوية من وزارة التعليم ومؤسسات المجتمع تبين توصية ديننا الحنيف بأهمية الجار وعدم إيذائه ومضايقته ووجوب احترامه وتقديره ومراعاة ظروفه ومشاعره. 3. توزع المدرسة على طلابها في بداية كل عام مخططا بيانيا للشوارع والبيوت المحيطة بالمدرسة يوضح فيه الاماكن المسموح بها إيقاف سياراتهم والأماكن المحظور عليهم إيقافها فيه. 4. دور المدرسة الريادي بتوعية طلابها بأهمية الوقوف الصحيح وعدم مضايقة جيران المدرسة بسياراتهم او بأصواتهم وتجمعاتهم وتنبيه المخالفين ومحاسبتهم. 5.تعقد إدارة المدرسة اجتماعات ولقاءات تدعو إليها طلاب المدرسة مع أولياء أمورهم وجيران المدرسة للتباحث حول أفضل الطرق والأساليب للوصول الى حلول تناسب جميع الأطراف ويعمل الجميع بجد واجتهاد لإنجاح كل قرار يتم التوصل إليه. 6. تبادر إدارة المدرسة بالتواصل المستمر مع الجهات المعنية مثل المرور والبلديات للتباحث حول ما تم الاتفاق عليه ومشاركتهم بالقرارات او طلب مساعدتهم لوضع حلول لبعض المشكلات لأنها مشكلة مجتمع وليست مقصورة فقط على المدرسة. حفظ الله مملكتنا الغالية ووطننا الحبيب وأبناءه المخلصين من كل سوء ومكروه.