كشف مؤتمر طبي عن زيادة في حالات أورام النساء بالمملكة بعد أن أوضحت الإحصائيات تشخيص 170 حالة جديدة بمرض سرطان المبيض سنويا و160 حالة بسرطان الرحم و110 حالات بسرطان عنق الرحم سنويا، وهو الأمر الذي دعا القائمين على المؤتمر إلى التباحث حول أحدث البروتوكولات والمعايير العالمية لتحسين مستوى الرعاية الصحية، حيث تم توقيع اتفاقية أول برنامج تدريبي يتضمن ابتعاث الأطباء والمختصين السعوديين بالأورام النسائية وذلك من خلال اتفاقية الشراكة مع جامعة سنسناتي الأمريكية للتطوير المستمر والذي يهدف إلى زيادة قدرات الكادر الطبي بالمملكة. جاء ذلك خلال فعاليات المؤتمر السعودي الأول لاستشاريي أورام النساء الذي نظمته مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالحرس الوطني في جامعة الملك سعود بن عبد العزيز في مدينة الرياض أمس الأول بمشاركة أكثر من 200 طبيب ومختص في أورام النساء من المملكة ودول الخليج، والذي شهد وضع أولى اللبنات الأساسية لبناء قاعدة بيانات خاصة بأورام النساء في المملكة وذلك بالتعاون مع الجمعية السعودية للأورام. وأوضح رئيس اللجنة المنظمة بالمؤتمر الدكتور فيصل بن عبدالله الصافي، رئيس قسم الأورام النسائية في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالحرس الوطني بالرياض، أن هذه الإحصائيات تم تشخيص نسبة كبيرة منها في حالات متأخرة، حيث تعد منطقة مكةالمكرمة الأكثر إصابة ثم تليها منطقة الرياض ثم المنطقة الشرقية حسب معلومات السجل الوطني الأخيرة، مبينًا أن المؤتمر عقد بمشاركة نخبة من الأطباء والمختصين المحليين والخليجيين وتناول مستجدات علاج السرطان وفقاً لآخر البروتوكولات والمعايير العالمية، فيما يخص النظم الجراحية والكيميائية والبيولوجية الهادفة والمناعية والهرمونية والإشعاعية التي تعمل على تحسين رعاية مريضات أورام النساء خاصة فيما يخص سرطان المبيض وسرطان الرحم وسرطان عنق الرحم، بالإضافة إلى النظر في سبل الفحص المبكر واستكشاف المرض لوضع الدليل الإرشادي المساعد للعمل به من قبل ذوي الاختصاص بما فيها أطباء الرعاية الأولية وأطباء النساء والولادة وأطباء العائلة. من جهته حذّر الدكتور حامد الحصيني، استشاري طب الأورام بمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض، من مغبة التساهل في إجراءات التشخيص عند الاشتباه بالإصابة من قبل الأطباء، معللا أن 70 في المائة من الحالات التي يتم تشخيص إصابتها بسرطان المبيض يبلغ فيها المرض حالة متقدمة؛ نظرا لتشابه الأعراض في هذا المستوى مع أعراض أمراض أخرى، كالقولون العصبي أو التهاب المعدة قبل أن يثبت التشخيص النهائي الإصابة بالمرض بشكل مؤكد، مبيناً تطور آلية العلاج الموجه وإمكانية استخدامه مصحوباً بالعلاج الكيماوي لاستهداف مسببات نمو وتطور الورم، ليحد من نمو الأوعية الدموية حول الورم السرطاني، ما يزيد نسبة الاستجابة للعلاج ويقلص حجم الورم ويتيح زيادة السيطرة على تطور الورم وزيادة فرص الشفاء في المراحل المبكرة. وأفاد بأن بعض النساء هن أكثر عرضة بدرجة عالية للإصابة بعد سن اليأس، ويساهم التاريخ العائلي في زيادة نسب الإصابة بواقع 10%- 15% خاصة لمن لديهن أقارب من الدرجة الأولى أصبن بسرطان الثدي أو المبيض، فيما يعد التدخين وزيادة الوزن من أهم عوامل الخطورة المرتبطة بنمط الحياة. وأكد الدكتور عبد الرحيم قاري استشاري جراحة الأورام النسائية بمستشفى الملك فيصل التخصصي بجدة أن بعض الأورام النسائية كسرطان عنق الرحم تتميز بظهور فترة ما قبل الإصابة بالسرطان، حيث يمكن أن يتم الكشف عن المرض وعلاجه بسهولة، مبيناً أهمية العمل على الجانب الوقائي بالدرجة الرئيسية من خلال عمل المسحة المهبلية بشكل سنوي او كل سنتين خاصة لمن تتوافر فيهن عوامل خطورة أكبر، كما أن للقاح فيروس الورم فاعلية عالية في الوقاية من الإصابة به. وأشار أن النزيف النسائي بعد سن ال40 من الأعراض المبكرة لسرطان الرحم ولا بد عندها من أخذ عينة من بطانة الرحم وعدم الاكتفاء بإعطاء الأدوية وعمل الأشعة فقط، موضحاً أن الكشف المبكر لأورام النساء يزيد من فرص الشفاء بنسبة عالية تصل إلى 90 في المائة.