وصف مختصون انتشار مرض السكري في أنحاء العالم ب «المشكلة القومية» التي تؤثر في حياة السكان وتعوق الموارد البشرية، منعكسة بشكل سلبي على الدخل القومي. وأشاروا ل «اليوم» ضمن الملف الشهري الرابع عشر «السكري.. القاتل الصامت!»، إلى أن من أسباب الإصابات بهذا الداء توارث الكثير من المجتمعات الخليجية والعربية للجينات المسببة لمرض السكري من جيل إلى جيل ولا بد من تضافر كل الجهود ممثلة في الهيئات الحكومية والمراكز الطبية والمؤسسات الاجتماعية وجميع أفراد المجتمع جنبا إلى جنب، حتى يمكن السيطرة على هذا المرض ومضاعفاته المخيفة؛ وأبانوا أن تبعات مرض السكري تنعكس سلبا على وضع الدولة الصحي والاقتصادي، مؤكدين أن أغلب دول العالم تصرف ما بين 5 إلى 20 في المائة من ميزانياتها على مرض السكري بالتحديد، وهذه المخصصات للمرض تفاقم كلفته ماليا. وأوضحوا أن مرض السكري ينقسم إلى ثلاثة أنواع رئيسية، وهي سكر النوع الأول وسكر النوع الثاني وسكر الحمل، وهناك أنواع أكثر ندرة وتكون عادة بسبب اختلالات جينية بحتة. وشددوا على أن هذا الداء يعد من أكثر أمراض العصر الحديث انتشارا حول العالم، ويرجع ذلك لتفشي داء السمنة، وسهولة الحصول على الأغذية العالية بالسعرات الحرارية والكربوهيدرات وقلة الوعي تجاه ممارسة الرياضة. وقد أكد الدكتور فهد الخراشي مدير الخدمات الصحية بالهيئة الملكية بالجبيل أن الهيئة الملكية تبذل جهودا حثيثة في هذا الأمر المهم للحد من زيادة نسبة الإصابة بالسكري، مشيرا إلى أنه تم تأمين العديد من الأجهزة الطبية وعمل فريق للزيارات في المدينة من خلال المدارس واكتشاف المصابين، إضافة إلى عقد الندوات والمؤتمرات وإصدار التوصيات والأخذ بها. وأشار إلى أن مريض السكري يحتاج لفريق متكامل من الأطباء وليس طبيب السكر فقط، مثل أطباء العيون والأعصاب والكلى والذكورة والتغدية والقلب، ونحرص على توفير كل الكوادر الصحية التي تعنى بمرضى السكري مع إعطاء الأولوية لهم في المواعيد والمتابعة وإجراء العمليات والتدخلات الجراحية بالتنسيق مع الأطباء في التخصصات المختلفة، ومن خلال الإدارة التي لا تألو جهدا في دعم وعلاج المرضى. وحول الأطفال المصابين بالسكري، قال: إنه في 95 % من الحالات ترجع الإصابة إلى النوع الأول من السكري، وفي 5 % من الحالات ترجع الإصابة إلى النوع الثاني. وبناء على دراسة أجراها الدكتور محمد عبدالجبار من أرامكو السعودية في المنطقة الشرقية ونشرت في المجلة السعودية الطبية عام 2010، فقد تضاعف عدد الأطفال المصابين بالنوع الأول من عام 1990 إلى 2007 من 18حالة لكل 10000 طفل في السنة إلى 36 حالة، كما أن هناك ازديادا ملحوظا بنسبة الأطفال المصابين بالسكري من النوع الثاني والمرتبط بالسمنة؛ بسبب ارتفاع معدل السمنة بين الأطفال والتي قد تصل إلى 25% في بعض مناطق المملكة. وعن توابع وعواقب انتشار السكري، أبان أن أبرز مضاعفاته زيادة معدل حدوث الأزمات القلبية وجلطات الشرايين التاجية بمقدار أربعه أضعاف، وزيادة معدل الإصابة بالسكتة الدماغية والجلطات المخية بمقدار الضعف، كما أن السكري هو السبب الرئيسي في حدوث حالات العمى الكلى والفشل الكلوي وبتر الساقين، إضافة إلى العجز الجنسي عند الرجال، وعمليا لا يوجد مرض لا تزيد معدلاته أو على الأقل خطورته في وجود السكري الذي يوثر على مناعة الجسم وحيوية الأنسجة وسلامة الشعيرات الدموية التي تحمل الأكسجين والطاقة إلى كل الخلايا. وفصل الدكتور الخراشي في أسباب الإصابة بالداء، قائلا: في النوع الأول من السكري (من 10إلى 15 % من الحالات) ترجع الإصابة إلى تلف البنكرياس، ومن ثم عدم إفراز الإنسولين بسبب أجسام مضادة للخلايا المفرزة للإنسولين تفرز من الجهاز المناعي بسبب غير واضح. وفى النوع الثاني (85-90 % من الحالات) مقاومة الإنسولين ترجع إلى زيادة الوزن وتراكم الدهون وخاصة في منطقة البطن، الأمر الذي يعوق الإنسولين عن العمل وكأنه غير موجود، ومن المؤسف حقا انتشار السمنة غير المقبولة حتى بين الأطفال. وأبان أنه لم يستطع العلماء معرفة جين محدد مسؤول عن الإصابة بالسكري، مستدركا: لكن لا شك أنها تلعب دورا مهما وخاصة في النوع الثاني، وأغلب الظن أن الوراثة ليست في الإصابة، ولكن في قابلية الإصابة، بمعنى إذا توافرت الأجواء اللازمة مثل السمنة وغيرها في شخص معد وراثيا، فإنه يصاب بالسكري، وبالتالي إذا كان الوالدان مصابين بالسكري فلا يعني بالضروري إصابة الأبناء وخاصة إذا اتبعوا القواعد الصحية. وبالنسبة لعوامل خطورة الإصابة بالسكري، أضاف: السكري من النوع الأول: يقترب بإصابة أحد الوالدين أو الأقارب من الدرجة الأولى بالسكري من النوع الأول، الإصابة بالتهابات فيروسية، تواجد جينات معينة، الرضاعة الصناعية ونقص فيتامين د، أما السكري من النوع الثاني: السمنة وخاصة في منطقة الوسط سببها عدم ممارسة الرياضة أو المشي على الأقل، التوتر النفسي، تقدم العمر، الأمراض الكبدية وخاصة الفيروس الكبدي سي، وأمراض الغدد الصماء مثل الغدة النخامية والدرقية والكظرية، والإصابة بتكيسات المبيض. واسترسل: السكري مشكله قومية تؤثر على حياة السكان وتعوق الموارد البشرية منعكسة بشكل سلبي على الدخل القومي، وبالتالي لابد من تضافر كل الجهود ممثلة في الهيئات الحكومية والمراكز الطبية والمؤسسات الاجتماعية وجميع أفراد المجتمع جنبا إلى جنب حتى يمكن السيطرة على هذا المرض وويلاته. ولفت إلى أن هناك جهودا للتوعية والتثقيف عن أمراض السكري تبذل في هذا المجال منها: نفذ برنامج الخدمات الصحية للهيئة الملكية بالجبيل عدة برامج توعوية تتمثل في التثقيف الصحي للمراجعين بأسباب السكري وعوامل الخطورة والتغذية الصحية، وتشجيع ممارسة الرياضة والرضاعة الطبيعية، ويقوم على ذلك فريق عمل مكون أطباء متخصصين في أمراض السكري والغدد الصماء، وأخصائيات التغذية والمثقفين الصحيين بالبرنامج، وقد قام الفريق طوال الفترة الماضية بعمل ندوات تثقيفية متعددة في المدارس والأماكن العامة وشركات القطاع الخاص وداخل أركان البرنامج، بهدف تثقيفهم وتعريفهم بأمراض السكري وخطرها. وأضاف: نظم برنامج الخدمات الصحية مؤخراً ندوة تعريفية تدريبية لجميع مديري ومديرات والطاقم الإداري بمدارس الجبيل الصناعية، حضرها أكثر من 100 مدعو واختتمت بورشة عمل وحلقات نقاشية حول السكري ومضاعفاته، إضافة إلى عمل برامج المشي التشجيعية بالتعاون مع المراكز الترفيهية في الهيئة الملكية لتحفيز المجتمع على ممارسة الرياضة بدون مقابل، يأتي ذلك بهدف تثقيف وتدريب العاملين بالمدارس على كيفية التعامل مع مريض السكري. كما شاركنا بعدة لقاءات طبية تعريفية ترفيهية للأطفال بهدف تدريبهم على حياة صحية سليمة بعيده عن أمراض السكري للأطفال، وحرص قسم الأطفال وفريق التثقيف الصحي للسكري بالبرنامج على الجمع ما بين التعريف والترفيه للأطفال بالشكل الذي يضمن وصول معلومة طبية وقائية صحيحة. كما تم إصدار العديد من المنشورات الطبية التي تتضمن معلومات طبية وتثقيفية وتعريفية وغذائية على مدار العام، بحيث تصل جميع المنشورات إلى جميع الزوار من خلال توزيعها داخل صالات انتظار العيادات بالمستشفى والمراكز الصحية، وداخل عيادات السكري والأطفال بالبرنامج، كما نحرص على تفعيل قناة الهيئة الملكية بالجبيل بعرض المنشورات التثقيفية بهدف الوصول لجميع شرائح المجتمع بالمدينة، من خلال القناة التلفزيونية، إضافة إلى الوسائل الإلكترونية كالبريد الإلكتروني والرسائل النصية والأخبار الصحفية. وأردف: استضافت الهيئة الملكية بالجبيل ورشة عمل الرعاية الشاملة لمريض السكري لعام 2015 التي نفذتها الجمعية السعودية للسكري والغدد الصماء بالتعاون مع مستشفى المواساة، وبمشاركه فعالة من برنامج الخدمات الصحية للهيئة الملكية بالجبيل ومستشفيات المنطقة الشرقية، وكان هدف الورشة هو تسليط الضوء على أهمية تقليل مخاطر الإصابة بأمراض السكري وكيفية العمل عليها ووضع أسس لتثقيف المجتمع حول أمراض السكري وعوامل الخطورة، بالإضافة إلى التركيز المستمر على تثقيف مرضى السكري وتقييم عوامل الخطورة والكشف المبكر عن أمراض السكري. وتابع: الورشة حضرها ما يقارب 270 شخصاً من بينهم 150 طبيبا وممرضا من برنامج الخدمات الصحية للهيئة الملكية بالجبيل ومعظمهم متخصصون في مجالات السكري والقلب والتغذية السريرية والتثقيف الصحي والتمريض، وقسمت الورشة إلى 9 محاضرات علمية متخصصة متعلقة بالرعاية الشاملة لمريض السكري من تشخيص وأدوية وغذاء وتمارين رياضية وتثقيف، تلاها حلقة نقاش حول أمراض السكري قدمها عدد من الأطباء المتخصصين. وزاد: كانت أبرز التوصيات إنشاء وحدة متنقلة للكشف المبكر عن السكري في المناطق الصناعية بالجبيل، من خلال إنشاء برامج مستمرة لمكافحة السمنة لدى الأطفال والرجال والنساء وخاصة طلاب وطالبات المدارس، وإدخال الأطعمة الصحية في جميع مقاصف مدارس محافظة الجبيل، وإدخال جميع الأطفال من الجنسين المصابين بالسكري من النوع الأول في نادي الابتسامات الحلوة التابع للجمعية السعودية للسكر والغدد الصمّاء، وإدخال الاغذية الصحية والمتوازنة قليلة الدسم في المطاعم التي تقدم وجبات سريعة في الجبيل، بالإضافة لتعاون الجمعية مع مستشفى الهيئة الملكية بالجبيل لإدخال جميع المثقفين الصحيين وأخصائي التغذية وأطباء الرعاية الأولية في دورات تدريبية معتمدة مستمرة. وقال: إن الخدمات الصحية للهيئة الملكية بالجبيل تولي للكشف المبكر أهمية قصوى، ويتم ذلك من خلال عيادات المسح الطبي للأصحاء بهدف الكشف المبكر عن الأمراض المزمنة وأهمها السكري بمستشفى الهيئة الملكية بالجبيل والمراكز الصحية بمدينة الجبيل الصناعية، وتم فحص أكثر من عشرين ألف مراجع على مدار السنوات الثلاث السابقة، وأسهم ذلك في الكشف عن الكثير من الحالات المرضية والآن يتلقون العلاج اللازم بعيادات السكري ببرنامج الخدمات الصحية. ولفت إلى أنهم أجروا ستة آلاف فحص سكري وتوزيع 3000 جهاز سكري مجاني للمصابين بالجبيل الصناعية، وقد نظم برنامج الخدمات الصحية حملات للتوعية والتثقيف خلال عام 2015، وهي: حملة التوعية بمرض السكري لمدة أسبوع، وفعاليات يوم السكري العالمي في المستشفى والمراكز الصحية بمدينة الجبيل، وتم الكشف على 6000 مراجع وتم اكتشاف أكثر من خمسين حالة لا تعلم أنها مصابة، وللأسف بعضها كانت قراءاتهم عالية جدا، وهم مصابون بالفعل ببعض المضاعفات مثل الالتهاب العصبي الطرفي وتم تحويلهم للعيادات المتخصصة، وتم تأمين أجهزة فحص السكر لجميع المشرفين الصحيين بمدارس المدينة لعمل فحوص دورية للطلاب وظهر على العديد منهم أعراض السكري. وأضاف: شارك فريق من الاستشاريين في أمراض السكري والغدد الصماء ببرنامج الخدمات الصحية في العديد من المحاضرات والندوات والمؤتمرات على مستوى المنطقة الشرقية؛ وذلك بهدف تعزيز دور التوعية والتثقيف وتسليط الضوء على المستجدات في أمراض السكري، علماً بأن هذه المحاضرات موجهة لجميع العاملين في القطاعات الطبية. وقال: يتبع برنامج الخدمات الصحية بالجبيل اعلى معايير الجودة المتوافقة مع أحدث البروتوكولات الطبية في العلاج ومتابعة مرضى السكري ويتم تدريب الأطباء والمثقفين الصحيين وفريق العمل بالكامل على الاستخدام الآمن والأمثل للأدوية والعقاقير وحقن الأنسولين كما يحرص البرنامج على توفير كافة الأدوية الخاصة بعلاج السكري سواء كانت أقراصا أو حقن الأنسولين بالإضافة إلى العلاج الأحدث بالمملكة مثل مضخة الأنسولين ودفاتر تسجيل القراءات وزيارات دورية للأطباء المختصين بالسكري بالمستشفى وعيادات الأمراض المزمنة بالمراكز الصحية بالمدينة. وأبان: يحرص البرنامج على استقطاب أطباء مؤهلين ذوي كفاءة علمية ومهنية عالية في أمراض السكري والغدد الصماء وسكري الأطفال وأمراض الأطفال وذلك بهدف توفير خدمات طبية آمنة في التشخيص والعلاج والمتابعة. على الصعيد نفسه، أكدت إخصائية التغذية سارة العيسى، أن الإجهاد النفسي» التوتر» يعتبر من المسببات للإصابة بمرض السكري، مشيرة بقولها «إنها أصبحت من المسببات الرئيسة وخصوصا ضعوطات الحياة الجديدة من أعمال أو غيره». وقالت العيسى إن الإجهاد النفسي يغير مستوى السكر في الدم بطرقٍ متعددة.. وقد لا يستطيع المصابون بالسكري إفراز كمية كافية من الإنسولين للتخلص من كميات السكر الإضافية مما يؤدي إلى ارتفاع مستوى السكر في الدم. وأبانت العيسى، أن الإجهاد النفسي قد يُضعف قدرة الأفراد على ممارسة الأنشطة المتعلقة بالاعتناء بالسّكري، مما يؤثر سلباً على النتائج الصحية، وقد ينسى الأفراد الذين يعانون من الإجهاد النفسي والتوتر، تناول أدويتهم أو فحص مستوى السكر في الدم أو قد لا يملكون الوقت الكافي للتحضير لوجباتٍ صحية. وعلاوةً على ذلك، قد يتوقف بعض الأفراد عن ممارسة التمارين الرياضية أو النشاط البدني عند التعرض للإجهاد النفسي. وأوضحت العيسى، أنه قد يختلف تأثير الضغوطات النفسية والاجتماعية على مستوى السكر في الدم لدى الأفراد المصابين بالنوع الأول من السّكري، حيث انه في حين يرتفع مستوى السكر في الدم لدى غالبية الأفراد، إلا أنه قد ينخفض لدى آخرين. وأضافت أخصائية التغذية أن الضغوطات النفسية والاجتماعية لدى الأفراد المصابين تتسبب بالنوع الثاني من السكري غالبا في رفع مستوى السكر في الدم. كما أنه ومن ناحيةٍ أخرى، يتسبب الإجهاد البدني، والإصابة بالمرض أو التعرض للإصابات، بزيادة مستوى السّكر في الدم لدى الأفراد المصابين بأي نوع من أنواع السكري. ولفتت العيسى، إلى أن هناك الكثير من المعتقدات الخاطئة وبخاصة تلك التي تدور حول طبيعة المرض ومثل هذه المعتقدات تنتشر في مناطق متعددة تختلف فيما بينها حسب المستوى التعليمي والثقافي الذي يتحكم في قبول او رفض هذه الأفكار. من جهته، قال الدكتور ثامر محمد العيسى اختصاصي أول باطنية عامة وغدد صماء وسكري في مستشفى مبارك الكبير في الكويت: يعد مرض السكري من أكثر أمراض العصر الحديث انتشارا حول العالم، ويرجع ذلك لتفشي داء السمنة، وسهولة الحصول على الأغذية العالية السعرات الحرارية والكربوهيدرات وقلة الوعي تجاه ممارسة الرياضة وأيضا بسبب توارث الكثير من مجاميع المجتمعات الخليجية والعربية للجينات المسببة لمرض السكر وتوارثها من جيل إلى جيل يصعب الموضوع أكثر إذا كان الوالدان مصابين بمرض السكر من النوع الثاني وخصوصا في سن مبكّرة، فهذا يجعل فرصة الإصابة بالمرض عند أبنائهم كبيرة. وعن العلاجات الشعبية، قال: لعل هاجس الجميع في إيجاد علاج سريع وعملي لمرض السكري غير الأدوية التي تستلزم زيارات ومتابعة من الطبيب، هو الذي أوجد سوقا شعبيا كبيرا للعلاجات «الشعبية» لمرض السكري. تلك العلاجات تتنوع ما بين غير معتمد ومدروس إلى ما هو كذب واستغفال للناس واستغلال لحاجتهم. لعل أبرز هذه العلاجات هي الأعشاب وهي وإن كان أغلبها غير مضر، إنما فوائدها غير مدروسة أو غير معروف كيفية عملها لدى المريض المصاب بالسكري. بعضها، كالدارسين على سبيل المثال، قد يكون عنصرا مساعدا للأدوية المعتمدة لعلاج مرض السكر لكن بالتأكيد لا يجب أن تكون بديلة عنه. وهذا ينطبق على الكثير من العلاجات التي تسوّق في مواقع التواصل الاجتماعي أو حتى على بعض القنوات التلفزيونية والإذاعية. واسترسل: باختصار، لا يوجد علاج بالأعشاب أو ما شابه يكون بديلا عن العلاجات المعتمدة لعلاج مرض السكر وبالتأكيد لا توجد مثل هذه العلاجات التي تشفي منه. بعض هذه العلاجات المعتمدة أخذت طابع الغش التجاري أيضا، فنسمع كثيرا عن العلاج بالخلايا الجذعية هنا وهناك وهي مازالت تحت التجربة ولا يوجد بعد علاج جاهز يستخدم لهذا الغرض بعد ومطلوب المزيد من الأبحاث لسنوات للوصول لاعتماد لهذا العلاج. وبين: مرض السكر ينقسم إلى ثلاثة أنواع رئيسة، وهي السكر النوع الأول والسكر النوع الثاني وسكر الحمل، وهناك أنواع أكثر ندرة وتكون عادة بسبب اختلالات جينية بحتة. النوع الأول هو عادة يصيب الصغار بالسن وهنا سبب المرض يكون بسبب تعطل عمل البنكرياس نتيجة لوجود التهاب مناعي غير معروف سبب حدوثه بشكل واضح. هنا العلاج يكون الإنسولين فقط لتعويض النقص وعادة يكون المصاب نحيلا ولا يعاني من السمنة. والتطور الحديث في مجال العلاج لمرض السكري النوع الأول ينصب حول تكنولوجيا توصيل الإنسولين للمريض باستخدام المضخات الذكية الحديثة والتي تتطلب القليل جدا من تدخل المريض لضبطها وهي نوعا ما مستقلة في عملها عند تركيبها على المريض وهي ما يطلق عليها الآن «البنكرياس الصناعي». وأضاف: هناك تطور قادم، لكنه ليس جاهزا بعد للاستخدام العام، وهو العلاج بالخلايا الجذعية وهو مجال جديد ومتطور من العلاج ولعله يحقق الشفاء من هذا المرض. والنوع الثاني وهو الأكثر انتشارا بفارق كبير عن الآخرين، يحدث عادة للكبار ما بعد سن المراهقة أو في منتصف العمر وهو السن المعتاد اكتشافه فيه ويكون سبب المرض هو عدم قدرة هرمون الأنسولين على العمل بشكل سليم بسبب وجود تغييرات فسيولوجية في الجسم تقلل من قدرته على العمل وممكن حتى لاحقا أن تقل قدرة البنكرياس على إنتاج الإنسولين، وبسبب احدهما أو كلاهما، يرتفع مستوى السكر. وتابع: التطورات الحديثة في مجال السكري دوما متجددة، وهناك أدوية جديدة تكتشف باستمرار أو يصدر دواء من نفس مجموعة موجودة ومستخدمة لكن أصبح هناك أكثر من دواء في كل مجموعة. فهناك العلاجات التي تعتمد على تحفيز البنكرياس لإنتاج المزيد من الأنسولين بشكل أكثر أمانا وذكاءً من الأدوية السابقة وهناك نوع جديد أيضا يطرد السكري الزائد من البول عبر الكلى إلى البول. وأكد أنه أصبح أكثر وضوحا الآن تأثير خفض الوزن الزائد على تحسين التحكم في السكري والمساعدة على الاستغناء عن أدوية مرض السكري وحتى الشفاء منه، وهي ما حققته أيضا عمليات السمنة بشكل عملي بآخر الأبحاث المنشورة. وأوضح: حمل مرض السكري ينعكس سلبا على وضع الدولة الصحي والاقتصادي وأيضا المعيشة اليومية للأفراد بعدها. وأغلب دول العالم تصرف ما بين 5 إلى 20٪ من ميزانياتها على المرض بالتحديد، مما يجعله أكثر مرض كلفة مالية. وأيضا التكلفة المادية هذه، حققت زيادة هذه السنة مقارنة بالسنوات السابقة ومتوقع أن تزيد بنسبة 20٪ في عام 2040 بحسب آخر تقارير الاتحاد الدولي للسكري. من جهة أخرى، اهتمت الهيئة الملكية بالجبيل بإيجاد طرق للمشاة في أحياء الجبيل الصناعية مزودة بوسائل السلامة المرورية الضرورية التي تنظم العلاقة بين المشاة والمركبات. وقال االمهندس أحمد البلوي مدير عام الشؤون الفنية بالهيئة الملكية لقد تم تخصيص ممشى لكل حي مزود بالإنارة والعناصر الطبيعية كالأشجار والشجيرات والمسطحات الخضراء والأرصفة والأرضيات المستوية أو ذات الميول البسيط بما يناسب حركة المشاة والمقاعد والمجسمات الجمالية لتحقيق المتعة والراحة للمشاة. وقد تحققت الأهداف للجميع بمختلف المستويات بوضع الأسس والمخططات التي أسهمت في إثراء حركة المشاة بما يناسب شرائح المجتمع المتعددة مثل الأطفال والشباب والشيوخ والمعاقين حيث إن النظام المتبع في جميع ممرات المشاة في المدينة سواء كانت متاخمة لطرق العربات أو التي تتخلل النسيج العمراني تمتاز بزراعتها بالعناصر النباتية وأضاف البلوي قائلا: لقد تم تقسيم المنطقة السكنية بالجبيل الصناعية إلى عدد من الأحياء إلى حارات كل حارة لها الممرات الخاصة بها وخاصة المشي وتمثل حركة المشاة خاصة في الأيام الحالية إقبالا كبيرا نظرا لاعتدال الجو وساعد على ذلك العناصر الجمالية المتوفرة وتوافر برادات المياه. لقد روعي في تصميم ممرات المشاة الداخلية (داخل المحلات والأحياء السكنية) سلامة حركة المشاة أولا وتقليل تقاطعها مع الشوارع الرئيسة والتجميعية وكذلك إنارتها جيدا وتنسيقها من خلال نوعية مواد الرصف والتشجير، وألا يتم إعاقة حركة المشاة بأعمدة الكهرباء واللوحات الإرشادية والأشجار وأن يبقى منتصف الممر مفتوحا أمام حركة المشاة وتسعى إدارة التشجير والري في الهيئة الملكية بالجبيل إلى تجميل هذه الممرات بزراعة جوانبها بالنباتات المناسبة وتجميل محيطها بالمسطحات الخضراء التي تضفي بعدا جماليا عليها كما تعمل بشكل دائم على تنظيم هذه الممرات من مخلفات الأشجار حتى لا تعيق المشاة أثناء استخدامهم لها. كما تم توفير ممرات محيطة بالمحلات والأحياء السكنية والتي قامت الهيئة الملكية بالجبيل بتطويرها بغية أن تكون متنفسا للسكان وفراغا رحبا لممارسة رياضة المشي والجري. وقال المهندس البلوي إن الهيئة الملكية بالجبيل قامت بتخطيط ممرات المشاة لتكون بمثابة «شبكة مرور خاصة» موازية لشبكة مرور المركبات، وتستخدم للوصول إلى مواقع خدمية داخل الحي أو في أحياء مجاورة، حيث تم مراعاة تكامل شبكات ممرات المشاة مع بعضها واتصالها في ساحات مفتوحة وفراغات مناسبة وقد سعت الهيئة الملكية إلى توفير هذه الشبكة في مدينة الجبيل الصناعية وتم اعتمادها كضرورة تخطيطية من خلال الخطة العامة للمدينة تحقيقا لمبدأ السلامة والاستدامة، وكذلك لخلق بيئة عمرانية فريدة تعتمد على فراغات حميمة ليستخدمها سكان المدينة مشيرا إلى التخطيط الناجح في شتى المجالات في التخطيط للمناطق السكنية وما تتمتع به من مرافق ترفيهية وسياحية يستفيد منها الساكن وهذا ما حدا بالهيئة الملكية إلى تبني تأكيد اعتبار حركة المشاة وجعلها أحد أساسيات تخطيط المدينة للربط بين أحياء المناطق السكنية بما تحويه من أنشطة ووظائف ولتحقيق أهداف عديدة لتقليص التعارض القائم بين حركة السيارات والمشاة وإيجاد شبكة متتابعة من الفراغات لحركة المشاة كشرايين خضراء وآمنة وممتعة ضمن أنسجة المناطق السكنية. كما اشتملت الخطة العامة لمدينة الجبيل الصناعية على تهيئة المرافق العامة والخاصة بما يخدم الفئة الغالية على نفوسنا جميعاً، فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك من خلال توفير الطرق والممرات الآمنة لهم، حيث روعي التدرج والانحدار الملائم والمطلوب لضمان سلامتهم أثناء تنقلاتهم، الأمر الذي يسهل استفادتهم من المرافق العامة في المدينة. منظر جوي للممرات المحاذية لشواطئ الجبيل الغذاء الصحي يقي من المضاعفات المتزايدة لداء السكري الهيئة الملكية في الجبيل تولي رياضة المشي وبيئتها اهتماما ملحوظا الجمعية السعودية للسكري خلال فعالية صحية سابقة للأطفال