قال الدكتور حافظ دراج استشاري أمراض الغدد الصماء والسكري لدى الأطفال بمستشفى الملك سلمان بن عبدالعزيز، إن سبب السكري عند الأطفال، غير مفهوم بشكل جيد، مرجحا أن تتداخل عوامل جينية وعوامل بيئية في التسبب بالسكري، وغالبية الأطفال الذين يصابون بالسكري ليست لديهم قصة وجود سكري في العائلة. وأبان أنه قد يصاب الأطفال بداء السكري من النوع الأول أو الثاني ولكن وعلى الرغم من ازدياد حالات السكري من النوع الثاني بين الأطفال فإن السكري من النوع الأول ما زال هو الأكثر شيوعاً وتتراوح نسبته بين90 و 95% من حالات السكري عند الأطفال، وينتج عن عدم قدرة البنكرياس على إنتاج الانسولين. وأضاف ل «اليوم» ضمن ملف الشهر الرابع عشر «السكري .. القاتل الصامت!»: يصنف السكري من النوع الأول على أنه من الأمراض المناعية الذاتية، أي أن الجهاز المناعي للجسم يهاجم أنسجة وأعضاء الجسم، وفي حالة السكري يهاجم النظام المناعي خلايا البنكرياس التي تنتج الأنسولين. وقال: شهدت العقود الأخيرة ازديادا ملحوظاً في حالات السكري بين الأطفال في الوطن العربي، ونشاهد بشكل متزايد حالات جديدة بين الرضع، إلا أن هذا المرض ما زال غير شائع. وأبان أن الأعراض الرئيسية هي ذات الأعراض التي نشاهدها عند الكبار وهي: 1- العطش 2- فقدان الوزن 3- الإعياء 4- كثرة التبول. بعض الأعراض التي تميز السكري عند الأطفال: 1- آلام بطنية 2- صداع 3- اضطرابات في السلوك. وأشار إلى أنه في الكثير من الحالات يشخص السكري لدى الطفل عند حدوث الحماض الكيتوني ويتم تشخيص السكري في المستشفى، مشددا على أنه ينبغي أن يفكر الطبيب باحتمال الإصابة بالسكري لدى أي طفل يعاني من قصة مرض غير مفسرة أو آلام بطنية خلال الأسابيع القليلة الماضية، وإذا تم تشخيص السكري ينبغي إحالة الطفل إلى طبيب مختص بالسكري عند الأطفال أو لديه خبرة بالسكري عند الأطفال. وأردف: يحتاج معظم الأطفال المصابين بالسكري إلى المعالجة بحقن الانسولين، ويحتاج كل طفل مصاب بالسكري إلى نظام علاج وجرعات يفصل شخصيا لكل طفل، تستخدم معظم نظم العلاج الحديثة نوعين من الانسولين أحدهما: سريع أثناء النهار، والآخر: بطيء في الليل، وهناك عدد قليل جداً من الأطفال لا يحتاجون الجرعة الليلية ولكنهم سيحتاجونها مع تقدمهم في العمر، ويزداد في الوقت الحاضر استخدام مضخات الإنسولين التي تزود الطفل بجرعات صغيرة متعددة من الانسولين السريع، وغالباً ما يحتاج الطفل خلال العام الأول بعد التشخيص إلى جرعات صغيرة جداً من الانسولين وتسمى هذه الفترة فترة شهر العسل. وتابع: إن معالجة السكري من النوع الأول بالانسولين هي أمر ضروري للبقاء على قيد الحياة، وكذلك فإن السيطرة الجيدة على مستويات سكر الدم وتجنب حدوث هبوط السكر، للوقاية من المضاعفات التي قد تصيب الطفل بسبب الهبوط المتكرر في سكر الدم. وتطرق إلى دور الوالدين في معالجة علاج السكري عند الطفل، قائلا: إن وجود طفل مصاب بالسكري يضع الوالدين تحت ضغط كبير، لذلك فإن القدرة على الحصول على دعم فريق السكري هو أمر في غاية الأهمية، وإن فهم النواحي المختلفة للسكري وعلاجه يتطلب الكثير من الصبر، ولكنه سيعود بالفائدة على الطفل المصاب وعلى العائلة ككل. واسترسل: بوسع فريق السكري مساعدة الوالدين على تعلم كيفية إعطاء حقن الانسولين، معرفة أعراض وعلامات هبوط وارتفاع سكر الدم وكيفية التصرف في أي من الحالتين، ضمان توفر الغلوكوز بشكل دائم في المتناول، قياس مستويات سكر الدم، وتعليم الطفل القيام بذلك حالما يصبح بعمر مناسب، تعليم الطفل حقن نفسه بالانسولين حالما يصبح بعمر مناسب، أي بحدود 9 سنوات، مراجعة الطبيب بشكل دوري، وبشكل خاص عندما يصاب الطفل بأي مرض، لأن ذلك قد يتطلب تعديل جرعة الانسولين، إبلاغ المدرسة وأصدقاء الطفل حول إصابته بالسكري وحول أعراض هبوط السكر وكيفية التصرف عند حدوث الهبوط. وحول النظام الغذائي، أجاب: غالباً ما يحتوي فريق السكري على أخصائي تغذية/ حميات مدرب، ومن المهم إعطاء الطفل غذاء متوازناً يحتوي على كمية كافية من الألياف والنشويات، وكذلك البروتين والدهون حسب احتياجات الطفل التي تحدد حسب عمر ووزن الطفل، وعندما يصبح الطفل والوالدان على دراية بكيفية استجابة الجسم لتناول الطعام وتلقي جرعة الانسولين، يصبح بإمكانه تناول الحلويات بشكل معتدل على أن يتم حساب محتواها من السعرات الحرارية التي يحتاجها. وأضاف: ينبغي أن يتعرف الوالدان والقائمون على رعاية الطفل المصاب بالسكري على أعراض وعلامات المضاعفات الحادة التي قد تصيب الطفل، وهذه المضاعفات هي انخفاض سكر الدم وارتفاع سكر الدم. انخفاض السكر: عندما يكون مستوى سكر الدم أقل من 70 مغ/ مل ويعتبر الانخفاض شديداً عندما تكون قيمة سكر الدم أقل من 40 مغ/ مل ، وتنبع خطورة انخفاض السكر من كون السكر هو مصدر الطاقة الرئيسي للدماغ. أسباب انخفاض سكر الدم: زيادة جرعة الانسولين، وعدم تناول الطعام في الوقت المحدد بعد أخذ الانسولين، وعدم توافق كمية الطاقة المعطاة للطفل مع جرعة الانسولين ومستوى النشاط الحركي الذي يقوم به (أثناء ممارسة الرياضة على سبيل المثال). وتحدث عن أعراض وعلامات انخفاض السكر، معددا أبرزها: الشحوب، الرجفة، التعرق، الشعور بالوهن، زيادة ضربات القلب، الجوع، الهياج، صعوبة في التركيز، سرعة الانفعال والغضب، تغيم الرؤية، فقدان الوعي بشكل مؤقت، الهذيان، الاختلاج، الغيبوبة. وأشار إلى أن معظم الأطفال يشعر بعلامات منذرة لحدوث الانخفاض، ولكن قد لا تكون عند بعضهم أية أعراض أو علامات منذرة ويصابون بالاختلاج أو يفقدون الوعي بشكل مفاجئ بشكل خاص أولئك المصابون بالسكري منذ وقت طويل. وبين أنه تعالج حالات انخفاض السكر الطفيفة بإعطاء 10 – 20 غراما من السكر على شكل عصير محلّى أو حليب، أو حبوب سكر الغلوكوز. أما الحالات الأكثر خطورة (أي عندما تنخفض قيمة السكر عن 40 مغ) فيجب أن تعالج عن طريق إعطاء الغلوكوز وريدياً أو حقن هرمون الغلوكاغون في العضل أو في النسيج الدهني تحت الجلد، ويمكن تعليم الأهل طريقة إعطاء حقن الغلوكاغون في المنزل، بينما ينقل الطفل إلى المستشفى. وعما يمكن فعله حيال انخفاض سكر الدم، أجاب: أن يتعلم الأهل وكذلك الطفل، أعراض وعلامات الانخفاض، وقياس سكر الدم في حال الشك بوجود انخفاض، أن يحتفظ الطفل المصاب بالسكري بكمية مناسبة من السكر لاستخدامها عند الحاجة، تحليل سكر الدم بشكل منتظم، الالتزام بمشورة فريق السكري حول كمية ومحتوى ومواعيد الوجبات، زيادة مدخول الطاقة قبل ممارسة الرياضة والاحتفاظ بكمية مناسبة من السكر في المتناول. وفي حال انخفاض السكر أثناء النوم، قال: إنه يمثل مشكلة جدية لصحة الطفل بسبب صعوبة اكتشاف هذا الانخفاض، لذلك إذا شكا الطفل من الصداع عند الاستيقاظ أو كان عكر المزاج أو بدت عليه علامات الهياج والغضب، يجب قياس سكر الدم وإعطاء السكر عند الحاجة، وتحليل سكر الدم في الليلة التالية بحدود الثالثة فجراً. لتجنب حدوث انخفاض السكر أثناء النوم ينصح بقياس السكر عند الساعة العاشرة أو الحادية عشرة ليلاً فإذا كان مستوى السكر بحدود 110 مغ ينصح بإعطاء الطفل وجبة خفيفة. وعن أسباب ارتفاع سكر الدم، أشار إلى الأسباب التالية: * تناول كمية من النشويات / أو السكريات أكبر من تلك الموصى بها. * التوقف عن استخدام الانسولين أو إغفال بعض الجرعات. * أخطاء في الجرعة أو طريقة حقن الانسولين. * الإصابة بمرض حاد، كالتهاب اللوزات أو البلعوم أو التهاب المجاري البولية. * الشدة النفسية، بشكل خاص في فترة الامتحانات وفي مرحلة البلوغ. واختتم حديثه قائلا: يترافق ارتفاع السكر الناتج عن التوقف عن استخدام الانسولين مع ارتفاع الأجسام الكيتونية (الخلونية) التي تنتج عن استخدام الجسم للأحماض الدهنية كمصدر للطاقة، وتظهر الأجسام الخلونية في تحليل البول، وارتفاعها يشكل حالة طارئة يجب علاجها في المستشفى. أما ارتفاع السكر الناتج عن زيادة استهلاك النشويات مع الاستمرار بحقن الانسولين فلا يترافق مع ارتفاع الأجسام الخلونية ويتطلب العلاج ولكن لا يشكل حالة طارئة. يبقى أن أشير إلى ارتفاع السكر الظاهري الذي يحدث بسبب الجفاف الناتج عن زيادة التعرق، و/ أو عدم تناول كمية كافية من السوائل مما يزيد من تركيز السكر في الدم، ويعالج هذا الارتفاع بإعطاء الطفل كمية كافية من الماء. تناول الوجبات السريعة يرفع مستوى سكر الدم ويزيد خمول الجسم