«وراء كل عظيم امرأة».. هذه المقولة المأثورة التي لا تزال تتحقق يوما بعد يوم حتى باتت «مضرب المثل» وقولا يتردد على الألسنة في كل مناسبة تتزامن مع ظهور عمل عظيم لشخصية ما، سواء على مستوى الوطن أو العالم؛ لكن لدى نبوغ فتاة أو امرأة في العالم أجمع يحتفى بها وقلما مَن يبحث عن الشخصية العظيمة التي تقف وراء هذا الإنجاز الذي حققته تلك المرأة، فقد يكون أيضا "وراء كل امرأة عظيمة.. رجل". ومن هنا جاءت المبادرة التي أطلقها صندوق الأمير سلطان بن عبدالعزيز لتنمية المرأة، بالتزامن مع اليوم العالمي للمرأة، ليكون عنوانها "لأنك سندي"، في إشارة صريحة وواضحة إلى أن إنجازات المرأة السعودية أو المرأة عامة في العالم أجمع وراءها شخصيات ضحت بالكثير والكثير؛ من أجل أن تحقق المرأة هذا الإنجاز وأن تصل لمنصة التتويج أو ترتقي درجات سلم الإبداع. والسؤال: من أبرز هذه الشخصيات التي تقف وراء إبداعات المرأة؟ كثير من النساء صرحن بهذا علانية لدى تكريمهن أو إتاحة الفرصة لهن بذكر من وراء إنجازاتهن فقلن: إنه أبي، أو زوجي أو أخي وبعضهن فاجأ العالم بقوله: إنه ابني الذي شجعني وكان "سنداً" بعد الله فيما وصلت إليه من إنجاز وإبداع رغم تقدمي في العمر. وبالعودة لمبادرة "لأنك سندي" التي تستهدف تكريم الرجال المساندين للمرأة السعودية والذين كانوا شركاء في تنميتها ونجاحها، حيث تمكن الحملة النساء المشاركات فيها من تكريم الأب أو الزوج أو الابن أو الأخ الذي كان سنداً لهن على كافة الأصعدة العلمية والمهنية والاجتماعية، وذلك بعد الانتهاء من مرحلة المشاركة وإجراء الفرز والتصويت. وتأتي المبادرة إيماناً من الصندوق بأن الرجل شريك وداعم للمرأة في تحقيق أهدافها وترسيخاً لقيمة الوفاء وحفظ الجميل، لرجل كان سنداً للمرأة سواء كانت ابنة أو أختا أو زوجة أو أما! وقف بجوارها فذلل لها الصعاب وضحى بالكثير من الوقت والمال وغيرهما من أجل أن تبدع وتنجز ولم يكتف بذلك فكان محفزاً لها لإكمال طريقها نحو النجاح وتحقيق الطموح. ولأجل ذلك أطلق صندوق الأمير سلطان بن عبدالعزيز لتنمية المرأة حملة "لأنك سندي"، لتكريم رجال وقفوا خلف نجاح زوجاتهم، أو بناتهم أو أخواتهم أو أمهاتهم فكانوا سنداً لهن، ليأتي التكريم بمثابة "شهادة شكر وعرفان" لشريك وسند وداعم للمرأة؛ لكن في صورة تخرج عن النمطية المعتادة في التكريم إذ تستهدف الحملة تكريم الرجل والمرأة معاً. لماذا هذا التوقيت؟ جاءت حملة "لأنك سندي" في الوقت المناسب خاصة بعد الإنجازات الكثيرة التي حققتها المرأة السعودية على الصعد كافة؛ لتؤكد أن النساء الناجحات في المملكة في ازدياد وغالبية تلك النجاحات لا بد وأن يكون الرجل شريكاً ومسانداً للمرأة فيها، فالمرأة السعودية -وبفضل الدعم المقدم لها- وصلت للعديد من المناصب، ويكفيها ما حققته أخيرا إذ تشير الإحصائيات إلى أن مجالس الإدارة والمناصب القيادية للنساء في المملكة في ازدياد، كما أن نسبة القوى العاملة النسائية السعودية تتجاوز 40%. وتهدف الحملة إلى بث رسالة قوية للمجتمع السعودي والعربي والعالمي، بأن "الرجل خير سندٍ" لتحقق المرأة النجاحات والإبداعات، فهو شريك فاعل وأساس في تمكينها من أداء رسالتها بفعالية ونجاح، وفعلا يستحق أن تقول له المرأة بحب وود: "إنك سندي"!