للإعلام دور في إبراز مشكلة التوفيق بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل شكل اقتحام وسائل الاعلام الحديث المجال التعليمي نقلة نوعية في العملية التعليمية والتربوية، وأثار الكثير من النقاش والجدل حول دورها ومدى ملاءمتها للواقع التعليمي لطلابنا، فيرى البعض أنها أداة لإصلاح النظم التربوية التقليدية، وأداة لملاءمة تزايد الطلب في مجال التدريب مع حاجيات عالم العمل المتطورة، وأنها ساهمت في قلب مبادئ التعليم وتطوير المناهج، فيما يرى الآخرون أنها تشكل جزءا من الغزو الثقافي لمجتمعاتنا وقيمنا الأخلاقية. همٌ عام وأوضح محمد الحسين الخبير بالشأن الاعلامي أن هناك قسما ليس بالقليل من أولياء أمور طلابنا ينظر إلى التعليم على أنه من مهام الحكومة، وليس هما أسرياً يشارك فيه كل بيت، وهنا تبرز أهمية الاعلام في اقتناع جميع أفراد المجتمع بأن التعليم هم عام وطريقنا نحو الرقي والتقدم، فإعلامنا مطالب بتغيير الكثير من الأفكار حول التعليم كونه مجرد وسيلة للحصول على شهادة تيسر السبيل إلى فرصة العمل، وترسيخ فكرة أن التعليم الناجح ليس هو الذي يخرج موظفين بل أناسا قادرين على التفكير الخلاق وحل مشكلات المجتمع وقضاياه. وأضاف الحسين: إن التعليم ما زال يواجهه صعوبات في هذا المجال من خلال سوء فهم الكثير من القائمين على التعليم لوظيفة ودور الإعلام المدرسي، وهو ما جعلهم لا يعطون له الاهتمام اللازم ويبرز ذلك من خلال عدم الاهتمام بالتوثيق والإعلام والمجلات الإعلامية وغيرها، وعدم تخصيص برامج ضمن المناهج الدراسية للطلاب لتقديم الحصص الإعلامية، وعدم الاهتمام بتوزيع الأدلة الإعلامية على الطلاب. تدفق معلوماتي بدورها تقول شيماء السعد رائدة نشاط: أصبح لزاما على المدرسة التحكم في التدفق المعلوماتي لتمكين الطلاب من التأقلم مع الثورة التقنية والمعلوماتية للإعداد الصحيح لهم وتنشئتهم التنشئة السليمة، ليكونوا قادرين على التمييز بين المفيد والضار تعليميا وتربويا في خضم هذا الكم الهائل من المعلومات المتدفقة عبر وسائل الاعلام الحديث. وأَضافت السعد: على المدرسة أن تواكب هذا التطور بإدخال العملية الإعلامية وتقنيات الاتصال ضمن النشاطات التربوية الأساسية لبلوغ أهدافها وغاياتها المنشودة المتمثلة في تكوين طالب مندمج في مجتمعه ومنضبط وفق قيمه وقوانينه ومتفتح على العالم، فالإعلام التربوي لا يمكن فصله عن العمل التربوي بل هو جزء لا يتجزأ منه، تربطه علاقة وظيفية بالتوجيه المدرسي والمهني بل يعتبر أحد أركانه الأساسية الذي بواسطته يتم الارتقاء بالطلاب إلى مستوى الاختيار واتخاذ القرارات المناسبة فيما يخص مستقبله الدراسي والمهني وحتى الاجتماعي. تعزيز القدرات فيما يرى عبدالرحمن الدوسري مرشد طلابي أن التعليم يواجه مشكلة في التوفيق بين مخرجاته واحتياجات سوق العمل، وهنا يبرز دور وسائل الاعلام والتي هي بمثابة المعلم والأستاذ الجامعي لأغلب فئات المجتمع، وتعزز القدرات لدى الطلاب وتزودهم بالمعلومات وتيسير تدفق المضامين التعليمية لهم. واعتبر الدوسري أن التعليم عبر وسائل الإعلام يعد وسيلة مهمة لتنمية مهارات الطلاب، حيث استطاعت برمجة عقل وروح وعواطف واتجاهات الطلاب نحو البحث عن المعرفة وتلقيها من مصادرها المختلفة وإعادة تكوينها بما يتناسب مع قدراتها وميولهم واحتياجاتهم. يساهم الاعلام المدرسي في التوعية والتوجيه احد أوجه الإعلام المدرسي