للبر معنى عظيم يتسع له صدر العالم كله، تتوق إليه النفوس السوية، آخذة ومعطية، ويصلح عليه أمر الحياة، وتستقر به البشرية. وللبر في بلاد الحرمين الشريفين انطلاقة شريفة المقصد والمبدأ، فقد نشأت على ثراها المبارك كيانات تجاوزت حدود العفوية في آليات العطاء، إلى المؤسسية في البناء، والاحترافية في العمل، والتأهيل العالي المتخصص للعاملين في ميادينها الفسيحة الرحبة؛ حتى أضحت مؤسساتها نماذج عليا بين مثيلاتها على مستوى العالم. وجمعية البر بالأحساء التي تخطر في عَقدها الرابع بكل أريحية وإقدام وتقدم، نمت وتكاملت وتقدمت؛ حتى حصدت - بفضل الله تعالى - المركز الأول في جائزة الملك خالد الخيرية بكل جدارة، لتتوج عطاءها الممتد على رقعة الأحساء الشاسعة، بمدنها وقراها ومراكزها وهجرها. ليست الجوائز في العمل الخيري هدفا، لكنها تمنح العمل شهادات جودة وإتقان، وتزيد ثقته في سلامة الطريق والمنهج، وتفتح أمامه آفاقا جديدة من خلال المعايير التي تتبناها الجائزة في نظامها الأساس. وإذا كانت الجائزة بحجم جائزة الملك خالد، فإنها تصبح وساما على صدر الجمعية، بل علامة جودة على خارطة الأحساء كلها، التي أنجبت هذا النجاح من خلال أبنائها وبناتها البررة. ومن خلال الأيدي العليا التي أعطت ولا تزال تعطي بسخاء في مجالات العمل الخيري من خلال مراكزها الثلاثة عشر، وتؤكد دورها الريادي الذي نهضت به؛ لذلك فإني أهدي هذا النجاح لأحساء السماحة والعلم والبر. أهنىء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - على هذا المستوى الرفيع الذي وصلت إليه مؤسسات القطاع الثالث؛ متكاملة مع القطاعين الحكومي والخاص في خدمة الإنسان على أرض المملكة العربية السعودية، بل وفي كل أرض وصل إليها خيرها العميم. وأهنيء صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود أمير المنطقة الشرقية - حفظه الله - بفوز جمعيتين من جمعيات المنطقة الشرقية بجائزة الملك خالد، جمعية البر بالأحساء وجمعية بناء لرعاية الأيتام في الخبر، وهو دليل تشجيعه وحرصه على العمل الخيري الاجتماعي، وهو ما دأب عليه حكام هذا البلد الكريم، منذ نشأته على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله وطيب الله ثراه. شكرا لكم أيها الداعمون ولو بشق تمرة، شكرا لكم أيها العاملون والعاملات في كل قطاعات الجمعية، فمن بين أناملكم نبت هذا النجاح والفوز - بتوفيق الله تعالى - شكرا لكم أعضاء مجلس الإدارة والمدير العام وفريق العمل في إدارة الجمعية على جهودكم الدؤوبة التي نقطف اليوم ثمراتها اليانعة. رحم الله الملك خالد بن عبدالعزيز رحمة واسعة، وجعل أعمال هذه المؤسسة الكبرى في موازين حسناته، فكم أطعمت من فقير، وكم أسست من مشروع، وكم أسهمت في إعلاء بناء في عالم البر والخير والنماء، في ربوع بلادنا المجيدة.