المدرسة هي المحضن الأول مكرر للطالب والذي يأتي بعد البيت في الأهمية وقوة التأثير وقد يتفوق عليه، ذلك ان الطالب يقضي فيها ما يقارب سبع ساعات من كل يوم مدرسي والتي هي أهم ساعات يومه فهي أوله وأبكره وأكثر اللحظات ارتفاعاً لقدرات الطالب وقوة تلقيه واستيعابه، وهي محضن العلم والعمل والأخذ والعطاء والتعارف والتعريف. إن جميع من تحيطه أسوار ذلك المحضن وتحتويه من قائد أو معلم أو طالب أو غيرهم هم مؤثرات مباشرة أو غير مباشرة على بعضهم البعض، وهم قدوات تجد صداها عند من اقتدى بها. التعليم مسؤولية وأمانة يقع عليها قيام أجيال ونهضة أمم وإن التهاون بها وإهمالها لهو خطوة البداية لنهاية أمة. التعليم منبر يوازي منابر الدعوة بل يقيمها ويقومها لتكون منابر علمٍ وعمل ترتقي بالفكر البشري للسمو.. فحين بدأت رسالة محمد عليه الصلاة والسلام وقبل أن يؤمر بدعوة الناس لعبادة الله أُمر ب (اقرأ) لتكون دعوته عليه الصلاة والسلام على هدى وبصيرة وعمل يغلفه العلم ويحميه. جميعنا يؤمن بأهمية التعليم ولكن هل نؤمن بما يتوجب علينا من مسؤولين وأفراد في سبيل تطوير التعليم في الوطن.. من يظن أن المسألة لا تخصه فقد جهل حق ذاته ووطنه، ذلك ببساطة ووضوح أن التعليم هو أكسير حياة العزة والتفوق الذي يضخ فيها الطموح والهمة والذي بدونه أو بتهميش دوره سنعيش على هامش الحياة. لقد أكرمنا الله في ظل الحكم السلماني بوزير للتعليم صاحب فكر ونظرة مختلفة جداً عمن سبقوه، فكان من الجميل والمفترض مني ومنك أن نعمل سوياً وأن نجتمع على فكر رجل واحد لنعينه على النهوض بعجلة التعليم ودفعها قدماً للأمام.. وإن المطلع عن قرب وبعين الحق يرى اختلافاً وتطوراً غير مسبوق ينعم به التعليم اليوم في بلادي. وما شهده المجال التعليمي في المدة الزمنية القصيرة الماضية من نهضة ونشاط يمنحنا الكثير من التفاؤل والثقة بأن صرح التعليم سيكون مركز التغيير الإيجابي الذي ستنعم به البلاد في المستقبل.. برامج تم تطبيقها وأخرى يجري العمل على ذلك وتعاون وزاري مع وزارات الوطن الأخرى إيماناً بأن التعليم لا ينحصر في وزارته الخاصة، بل هو منطلق كل وزارات الوطن الأخرى في سبيل النهضة الوطنية المتكاملة.. ثمة حكومة حكيمة ووزارة تؤازرها على المضي قدماً لترقية المشروع التعليمي من كونه مجرد مهنة لجعله أعظم مهمة من مهمات الحياة. ولكن (لأن اليد الواحدة تعجز عن التصفيق) فإن تلك المهمة العظيمة والرسالة المجيدة لن تصل لمبتغاها ولن تحقق مناها ما لم تجد من ولاة أمور المتعلمين التعاون المنشود والبذل المطلوب.. اليوم تم فتح جميع ابواب ال(تواصل) بينك وبين الوزارة وليس الإدارة أو المعلم فحسب.. ومدت إليك جميع الأيدي الكريمة الحريصة على أبنائك.. إنها تنتظر منك صحوة فكر وحياة قلب تمد بها يدك بعطاء فكري ودعم توعوي يعين المسؤولين على الوصول إلى أهدافهم المأمولة على أتم صورة.. (اقتراحك، صوتك، توجيهاتك، أفكارك، استبيانك، تفهمك، استفسارك، ابداعاتك، مبادراتك، حضورك) أي من ذلك هو تعاون عظيم منك وهو محل اهتماماتهم الفاضلة حين يتوافق مع المصلحة العامة للجميع.. حين نقدر العلم ومن يقوم عليه من الوزير إلى حارس المدرسة ونجل عملهم ونتعاون معهم لإتمامه حينها فقط سنعمر حضارة لا تهدم ونصنع جيلا لا يهزم ..وإن وزارة يقدر فيها الوزير عمل الحارس ويشيد به تستحق منا كل تقدير واهتمام وفخر.. ولن نعدم منها الخير والتقدم لأبنائنا بإذن الله.. لذلك أناشدك عزيزي ولي أمر الطالب أن تقرب يدك من أيدي المسؤولين لنُسمع العالم أجمل (تصفيق) وأروع تحية عُزفت بكفي مسؤول ومواطن.