فرضت السياسة نكهتها على جدول أعمال القمة الاقتصادية الأكبر عالميا، مع بدء اجتماعات قمة قادة دول مجموعة العشرين أمس، والتي تختتم اليوم، إذ كان من المقرر أن يتقدم بحث الوضع الراهن للاقتصاد الدولي ووضع خارطة طريق من شأنها إيجاد طرق لزيادة المرونة الاقتصادية العالمية وزيادة التجارة والاستثمار ومساعدة البلدان ذات الدخل المنخفض، وكذلك الوضع الحالي للطاقة، غير أن أولويات القمة تناقش الإرهاب العالمي وأزمة اللاجئين الآخذة في الاتساع إلى جانب إيجاد السبل لرفع معدل التنمية في دول العالم واحتواء الخطر المتزايد لتغير المناخ. وترأس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود "حفظه الله"، وفد المملكة لقمة قادة دول مجموعة العشرين. ولدى وصول خادم الحرمين الشريفين إلى مقر القمة كان في استقباله فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس الجمهورية التركية. ثم التقطت الصور التذكارية لخادم الحرمين الشريفين، وقادة دول مجموعة العشرين المشاركين في القمة. بعد ذلك، توجه قادة رؤساء وفود الدول المشاركة إلى قاعة غداء العمل، حيث بدأت أعمال القمة بجلسة تحت عنوان "التنمية والتغير المناخي". وأكد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى تركيا، الدكتور عادل بن سراج مرداد، أن مشاركة السعودية في قمة العشرين بتركيا تأتي للأهمية التي تتبوأها بقيادة خادم الحرمين الشريفين على الساحتين الإقليمية والدولية سياسياً واقتصادياً. وأضاف: إن القمة تأتي في ظل ظروفٍ اقتصاديةٍ وسياسية حرجة يشهدها العالم الذي ينتظر من القمة أن تطرح توصيات عملية في الشأن الاقتصادي للإسهام في نمو الاقتصاد العالمي وإخراجه من حالة الركود الراهنة. وجاء في مسودة بيان ختامي أمس أن قادة مجموعة العشرين سيتفقون على أن الهجرة مشكلة عالمية لا بد من التعامل معها بطريقة منسقة، ويعد ذلك نصرا دبلوماسيا لتركيا وأوروبا. وسيتفق القادة، ووفقا للمسودة، على أن جميع الدول يجب أن تشارك في مواجهة أزمة المهاجرين من خلال قبول أعداد منهم وتقديم الإغاثة لهم. ويتوقع أن يبلغ عدد المهاجرين من الشرق الأوسط وافريقيا مليون مهاجر هذا العام وحده.وضغطت تركيا وأوروبا اللتان تأثرتا أكثر من غيرهما بأزمة المهاجرين من أجل أن تعترف المجموعة التي تضم أقوى 20 اقتصادا في العالم بعالمية المشكلة، وأن تساعد في مواجهتها ماليا رغم معارضة من الصين وروسيا والهند. وجاء في مسودة البيان: "ندعو جميع الدول للإسهام في مواجهة هذه الأزمة، وأن تشارك في الأعباء التي تفرضها بوسائل تشمل توطين اللاجئين، كما تشمل أشكالا أخرى مثل الإغاثة الإنسانية وجهود تضمن قدرة اللاجئين على الحصول على الخدمات والتعليم وفرص كسب العيش". ويتعين أن تقر جميع دول المجموعة مسودة البيان لينشر اليوم. وجاء في المسودة أن قادة مجموعة العشرين سيتفقون أيضا على تعزيز تمويل المنظمات الدولية التي تساعد المهاجرين، كما طلبت أوروبا، وأن تواجه الأسباب الأساسية للهجرة مثل الحرب في سوريا. كما جاء في مسودة البيان الختامي لقمة مجموعة العشرين أنه من المقرر أن تتولى ألمانيا رئاسة المجموعة في نهاية العام القادم.ووفقا للمسودة، من المقرر أن تنظم جمهورية ألمانيا الاتحادية اجتماع قمة رؤساء دول وحكومات المجموعة في عام 2017. وجاء في المسودة أيضا: "إننا سعداء أيضا بأننا سوف نلتقي في ألمانيا في عام 2017". يشار إلى أن الصين تتولى رئاسة المجموعة من تركيا، التي تنظم فعاليات القمة هذا العام في مدينة بيليك، في الأول من ديسمبر القادم. وسوف تعقد قمة مجموعة العشرين العام القادمة في مدينة هانجتشو الواقعة شرقي الصين. ..و لدى وصوله مقر انعقاد القمة ..و خلال استقباله أردوغان له أمس في مقر انعقاد القمة الملك وأردوغان في لقطة أمام شعار القمة الرئيس الأمريكي وأردوغان في لقطة أمام شعار القمة الرئيس التركي أردوغان لدى استقباله الرئيس الأمريكي باراك أوباما