دان الرئيس الامريكي باراك أوباما في كلمة أمام الجمعية العامة للامم المتحدة من يؤيدون (مثل روسيا وايران) بقاء بشار الاسد رئيسا لسوريا ووصفه بأنه "طاغية قاتل الأطفال". وقال : إن بعض الدول تفضل الاستقرار على النظام الدولي الذي ينص عليه ميثاق الاممالمتحدة، وتحاول فرضه بالقوة، وأضاف : "يقال لنا : إن هذا الوضع هو المطلوب للتغلب على الفوضى، وهو السبيل الوحيد للقضاء على الارهاب أو لمنع التدخل الخارجي". وتابع : "استنادا لهذا المنطق، علينا ان ندعم طغاة مثل بشار الاسد الذي يلقي البراميل المتفجرة لقتل الاطفال الابرياء لان البديل أسوأ بالتأكيد". إلا أن أوباما تدارك انه "مستعد للعمل مع أي دولة بما فيها روسيا وايران لحل النزاع" في سوريا لأن "الولاياتالمتحدة لا ترغب في العودة الى الحرب الباردة" مع روسيا رغم العقوبات الغربية المفروضة على موسكو لتدخلها في النزاع الاوكراني. وأعقبت كلمة الرئيس الروسي فلاديمر بوتين كلمة نظيره الأمريكي، واعتبر بوتين أن رفض التعاون مع النظام السوري سيكون "خطأ كبيرا". وقال في أول مداخلة له في الاممالمتحدة منذ عشر سنوات : "سيكون خطأ كبيرا عدم التعاون (مع نظام الأسد)، وزعم بوتين أنه "لا أحد سوى القوات المسلحة (التابعة ل) الاسد تقاتل فعلا تنظيم (داعش) ومنظمات إرهابية أخرى في سوريا". ودعا بوتين الى تشكيل "تحالف واسع ضد الإرهاب" للتصدي له في سورياوالعراق، وقال: إن هذا التحالف سيكون "شبيها بالتحالف ضد (الزعيم النازي أدولف) هتلر" إبان الحرب العالمية الثانية الذي شاركت فيه خصوصا الولاياتالمتحدةوروسيا، لافتا الى ان الدول العربية "ستؤدي فيه دورا رئيسا". وقال الرئيس الأمريكي : إن "الولاياتالمتحدة مستعدة للعمل مع أي دولة بما في ذلك روسيا وإيران لإيجاد حل للصراع (في سوريا) لكن يجب أن نقر بأنه لا يمكن العودة إلى الوضع القائم قبل الحرب بعد كل ما أُريق من دماء وبعد كل هذا القتل". وأضاف أوباما : "نعم الواقعية تُملي علينا أن هناك حاجة للتسوية لإنهاء القتال وفي نهاية المطاف القضاء على تنظيم (داعش) لكن الواقعية تتطلب أيضا انتقالا مُرتبا بعيدا عن الأسد ولزعيم جديد وحكومة شاملة تعترف بأنه ينبغي أن تكون هناك نهاية لهذه الفوضى حتى يتسنى للشعب السوري البدء في إعادة البناء". وطالب أوباما دول العالم باحترام النظام الدولي، قائلا : "بعد 70 عاما من ميثاق الأممالمتحدة، يجادل البعض بأن المنظمة لم تعد صالحة، وأن الدول ينبغي عليها العودة إلى الأساليب القديمة في التعامل مع بعضها البعض، على هذا الأساس، نرى أن بعض القوى الكبرى تؤكد نفسها بطرق تخالف القانون الدولي. ووفقا لهذا المنطق، فإننا يجب أن ندعم طغاة مثل بشار الأسد، الذي يسقط براميل متفجرة على أطفال أبرياء، لأن البديل أسوأ!". وفيما يتعلق بالشأن الأوكراني، أدان أوباما ما اعتبره العدوان الروسي على سيادة أوكرانيا، وقال : "نحن ندرك التاريخ العميق والمعقد بين روسياوأوكرانيا، لكن لا يمكننا أن نقف في موقف المتفرج بينما تنتهك السيادة والسلامة الإقليمية لدولة بشكل صارخ. وإذا حدث ذلك دون عواقب في أوكرانيا، فمن الممكن أن يحدث لأية دولة موجودة هنا اليوم"، ورغم ذلك، شدد أوباما على أن الولاياتالمتحدة لا "ترغب في العودة إلى الحرب الباردة" لكن بدلا من ذلك تريد أن تقوم روسيا بحل الأزمة دبلوماسيا. وفيما يتعلق بليبيا قال أوباما : إن التحالف "كان من الممكن أن يفعل المزيد" لتجنب حدوث فراغ في القيادة بليبيا. وأضاف : "في أي مكان ينهار فيه النظام تماما يتعين أن نتصرف. لكننا سنكون أشد قوة عندما نتصرف معا"، وتابع : "في إطار مثل هذه الجهود فإن الولاياتالمتحدة .. فإننا سوف نفعل دائما ما علينا. سنفعل ذلك مدركين دروس الماضي .. ليست دروس العراق فحسب، لكن أيضا نموذج ليبيا عندما شاركنا في تحالف دولي بتفويض من الأممالمتحدة لمنع وقوع مذبحة. حتى بعد أن ساعدنا الشعب الليبي في وضع نهاية لحكم طاغية فإنه كان يتعين على تحالفنا وكان من الممكن له أن يفعل المزيد لملء الفراغ المتروك. ويأتي اعتراف أوباما النادر بالخطأ في تحقيق الانتقال بليبيا بينما تحاول الأممالمتحدة قيادة مفاوضات لإنهاء القتال بين حكومتين تتنازعان السلطة ومن وراء كل منهما أطراف مسلحة في نزاع وضع البلاد على شفا الانهيار. وأعقب الرئيس الروسي في كلمته، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الذي أعلن انه "لا يمكننا ان نساوي بين الضحايا والجلاد" في سوريا، مستبعدا الاسد من أي حل سياسي للنزاع وحمله مسؤولية الفوضى في سوريا التي تشهد "مأساة ناجمة عن تحالف الارهاب مع الديكتاتورية". وقال : إن "لا أحد يمكنه ان يتصور حلا سياسيا" بوجود بشار الأسد رئيسا "علينا ان نبذل كل ما هو ممكن للتوصل الى انتقال سياسي في سوريا، هذا الانتقال يلحظ رحيل بشار الاسد، لم يتغير شيء". وأضاف هولاند : "قالت روسيا وايران انهما راغبتان في المساهمة في حل، وبالتالي علينا العمل مع هذه الدول لنقول لها ان الحل لعملية انتقالية في سوريا يجب ان يلحظ رحيل الاسد". وانتقد هولاند "وهم الأسد" الذي يسعى الى "الايحاء بأننا اذا كنا ضد داعش فاننا مع الأسد .. كلا!". ومن على منبر الأممالمتحدة، دعا الرئيس الايراني حسن روحاني الى تشكيل "جبهة موحدة" لقتال داعش في العراقوسوريا، معتبرا أن طهران "مستعدة للمساعدة في احلال الديموقراطية في سوريا" وفي اليمن. من جهته، أكد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو ان بلاده مستعدة للعمل مع جميع الدول بما فيها روسيا من أجل انتقال سياسي في سوريا والحاق الهزيمة بداعش، لكنه اضاف "في سوريا الجديدة، ينبغي ألا يكون هناك مكان للأسد ولداعش".