البوصلة تتجه من جديد إلى إيران، وحديث أحد مسؤولي بعثة الحج الإيرانية ل «الشرق الأوسط» حول الارتداد العكسي ل 300 حاج إيراني وتسببه في حدوث فاجعة التدافع في مشعر منى، يفتح بابًا واسعًا لإعادة تأمل المشهد والمتسبب فيه، وكل هذا أيضاً كانت له مؤشرات «صوتية» تناقلها الحجاج عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وغدًا ستظهر نتائج التحقيقات بما يمعن في التأكيد. نعم، فالتاريخ دون خلال مواسم حج سابقة حضورًا غير مشرف لعدد من بعثات الحج الإيرانية، ولا أرى -حقيقة- أي جديد في الحاصل اليوم. الجديد والمزعج في واقع الأمر هو أن يكون بيننا من يوجه لومه لآلية التنظيم وخطط التفويج، في ذروة تفرغ الإعلام الطائفي المسيس لمهمة اصطياد أي عبارة أو «تعليق» ممن يعتقد -شق كبير من المجتمع- أنهم «مصلحون»! والمصيبة في تمادي هؤلاء من باب السذاجة، وهي مصيبة من صدق نفسه وظن فعلاً أنه «أبوالعريف» القادر على الخوض في علم النفس، علم الاجتماع، علم الفلك.. وقريبًا علم الفضاء! عزيزي «أبوالعريف» إن كل ما لديك هو منبر في (تويتر) أو سنابشات يتحلق حوله آلاف المتشابهين، ولا يرتجون منك أكثر من تكرار «معارف» محددة على بصائرهم، وذلك لمساعدتهم على التسميع! وعندما تزعم أن لك رأياً فيجب أن تتذكر أن الرأي يكون فيما تختص به (وهذا غير منطبق عليك) أو فيما خبرته من باب الحتمية (تعليم، صحة، نقل.. إلخ). لكن أن تتمادى في تصديق ذاتك وتلوم في منطقة إدارة الحشود وإدارة الأزمات وتجربتك لم تتعد «زحمة الدائري» فهنا تكمن الكارثة! هذا من ناحية. ومن ناحية أخرى، يتساءل شاب هنا كان يحسن الظن فيك ويقول: «ما الذي يجنيه أبوالعريف من لوم إخوة له وكيف يتجرأ على الحديث فيما لا علم له به؟».. وأنا بدوري أسألك: هل لديك جواب مقنع لهذا الشاب؟ ومن حقنا أن نتساءل طمعاً في قبس من معرفتك، كيف لا! وأنت من شرب بحور العلم واحتواها على اختلافها! فاجئنا فضلا بعدد الدورات التي حصلت عليها من المعاهد والجامعات المتخصصة في الأزمات والطوارئ في طوكيو أو كاليفورنيا أو حتى تايوان! هل سينتظر الجمهور طويلا؟ أم ستخرج أنت وكل أبو عرّيف مثلك للاعتذار على مسمع ومرأى من الملأ؟!