أدلى الناخبون في سريلانكا بأصواتهم، أمس، لانتخاب برلمان جديد فيما يعد استفتاء على محاولة الرئيس السابق ماهيندا راجاباكسه للعودة مع سعي التحالف الإصلاحي الذي أطاح به من السلطة للفوز بتفويض أقوى. ويسعى راجاباكسه رجل الدولة القوي إلى سدة حكومة يقودها حزب حرية سريلانكا الذي ينتمي إليه. لكن الرئيس مايثريبالا سيريسينا الحليف الإصلاحي السابق لراجاباكسه والذي هزمه في الانتخابات في يناير، يرأس الآن الحزب ويستبعد ذلك. وألقى هذا التنافس الشخصي المعقد بظلاله على الحملة الانتخابية في سريلانكا التي يبلغ عدد سكانها 20 مليون نسمة والتي لها تاريخ من التناحر السياسي الذي غالبا ما تحول إلى أعمال عنف وصلت إلى حد اغتيال زعمائها. ويسعى سيريسنا في تحالف حزبي مع حكومة يقودها الحزب الوطني المتحد للانفصال عن هذا الماضي المضطرب بإجازة إصلاحات تهدف إلى إضعاف رئاسته وجعل الحكومة أكثر انفتاحا ومساءلة. وقال ناخبون في بداية الاقتراع في وسط كولومبو: إنهم أدلوا بأصواتهم من أجل المصالحة والحكم الرشيد مبدين تعاطفهم مع الحزب الوطني المتحد بزعامة رئيس الوزراء رانيل ويكرمسينغ. واحتشدت الأقلية التاميلية والمسلمة وراء الائتلاف الذي يقوده الحزب الوطني المتحد، والذي يقول محللون: إنه يحظى بأفضل فرصة لتشكيل أكبر تكتل في البرلمان المؤلف من 225 عضوا. وقال محلل سياسي: إن حصول الحزب الوطني المتحد على تفويض أقوى سيساعد على استكمال "العمل الذي لم يكتمل" من عملية الإصلاح التي تعثرت لأن الحزب وحلفاءه يفتقرون الآن إلى الأغلبية. ومن المقرر أن تظهر نتيجة التصويت، اليوم الثلاثاء، بعد أن تم في يوم الانتخاب نشر 200 ألف عنصر من الشرطة والمسؤولين والمراقبين المدعومين بقوات خاصة في ست من 22 دائرة انتخابية لمنع العنف. ويحق لأكثر من 15 مليون ناخب مسجل الإدلاء بأصواتهم لاختيار أعضاء البرلمان البالغ عددهم 225 عضوا. وقال مراقبو الانتخابات: إنهم تلقوا أكثر من 1500 شكوى كما تم الإبلاغ عن ثلاث وفيات مرتبطة بالانتخابات أثناء الحملات الانتخابية. وأكدت الشرطة عدم وقوع حوادث خطيرة عشية فتح مراكز الاقتراع.