أطلقت شركة مايكروسوفت الأربعاء الماضي رسميًا نظام تشغيلها الجديد «ويندوز10» بشكل مجاني لكافة مستخدميها في 190 دولة حول العالم على ترقية مجانية لمستخدمي النسخ الأصلية من نظامي ويندوز 7 و8.1. وتم تصميم نظام التشغيل الجديد ليعمل على الحواسيب الشخصية، والحواسيب المحمولة، والحواسيب اللوحية، والهواتف الذكية، وذلك جزء من خطة مايكروسوفت، لكسر سيطرة شركتي آبل وجوجل على سوق الأجهزة الذكية. ويأتي النظام الجديد بعدة أنواع وإصدارات مختلفة منها (Windows 10 Home) والذي يعتبر أقل الأنواع كلفة ولا يوفر بعض المميزات المتخصصة في الشبكات والأعمال إنما للاستخدام المنزلي والشخصي فقط وهي النسخة المتوفرة لجميع الأجهزة المكتبية والشخصية واللوحية والهجينة، وهي النسخة التي وفرتها مايكروسوفت على شكل ترقية مجانية لمستخدميها العاملين على نظامي ويندوز7 وويندوز8. أما نسخة (Windows 10 Pro) فهي تتميز عن سابقتها باحتوائها على بعض الخدمات الإضافية مثل (remote desktop connection) وتوفر إمكانية التحكم في التطبيقات والتحديثات الخاصة بخدمة (Business service)، ويأتي النظام أيضًا بنسخة مخصصة للهواتف الذكية وهي (Windows 10 Mobile) والذي سيكون متاحًا للهواتف وأيضًا بعض الأجهزة اللوحية التي تحتوي على شاشة أقل من 8 بوصات. وستوفر مايكروسوفت أيضًا نسخة (Windows 10 Enterprise) للأعمال المتوسطة والكبيرة، والتي سوف تحتوي على مميزات (Windows 10 Pro) إضافة إلى احتوائها على مميزات أخرى مثل (operating system deployment) و(comprehensive device and app management) الخاصة بقطاع الأعمال وهي من ضمن النسخ الخاصة التي ستتاح عبر الشراء وليست مثل النسخة المجانية القابلة للترقية. كما أطلقت مايكروسوفت نسخة مخصصة للدراسة وهي نسخة (Windows 10 Education) والتي سوف تكون متوفرة للمدارس وموجهة بشكل خاص للتعامل مع الطلاب والمدرسين، حيث ستحتوي على كافة خواص إصدار (Windows 10 Enterprise) والتي ستكون متاحة عبر (academic Volume Licensing)، كما وفرت مايكروسوفت عددًا من النسخ الأخرى للأجهزة ذات مواصفات ضعيفة ونسخة لبعض الأجهزة الخاصة مثل أجهزة الصراف الآلي ونقاط البيع وإنترنت الأشياء. ويتميز النظام الجديد بسرعة تشغيله، واستعادة التشغيل بسرعة ذلك ليمكن البطارية من العمل لفترة أطول، كما يوفر أمانًا أكبر للمستخدمين، حيث يشتمل على برامج (Window Hello) و(Microsoft Passport) و(Window Defender) للحماية من البرمجيات الضارة، بالإضافة إلى أنه ستكون هناك تحديثات مستمرة لحماية أمن المعلومات من خلال دعم الجهاز طوال فترة عمره، وتم تصميم النظام بشكل شبيه بالنظام السابق حيث يعمل مع لوحة المفاتيح والشاشة اللمس. بالإضافة إلى ذلك سيوفر نظام «ويندوز10» عدة خصائص من بينها (Cortana)، وهو مساعد رقمي شخصي شبيه بتقنية أبل «سيري»، حيث يساعد المستخدم على إنجاز الأعمال عبر كافة الأجهزة، ويقوم المساعد الشخصي بتعلم الأداء الشخصي بما يمكنه من تقديم توصيات مناسبة، وسرعة في الوصول إلى المعلومات والمذكرات الهامة من خلال الكلام أو الكتابة، كما يقوم برنامج (Window Hello) بالترحيب بالأشخاص بأسمائهم، ويمكنهم من الدخول إلى الحاسب الشخصي دون الاضطرار لكتابة كلمة المرور، وذلك عبر التحقق من الخصائص الحيوية. كما سيساعد النظام الجديد المستخدمين على إنجاز الكثير من المهام بجهد أقل مقارنة بالإصدارات السابقة من ويندوز عبر المتصفح الجديد (Microsoft Edge)، والذي يوفر خصائص الطباعة المدمجة والمشاركة وعرض القراءة، والمتكامل مع المساعد الشخصي (Cortana) للوصول لنتائج سريعة ومحتوى يستند على اهتمامات وأفضليات المستخدم، ويتميز المتصفح بسرعته وإمكانية تخصيصه ليمكن المستخدمين من التركيز فقط على المحتوى الذي يهم كل منهم والتعامل بشكل فاعل مع الإنترنت. ويتميز النظام الجديد بآلية التناغم والمزامنة مع الأجهزة الأخرى العاملة بنظام بنفس النظام عبر خاصية التواصل الأجهزة من تحويل وتمكين الإجراءات التي تتم باستخدام الحاسب اللوحي إلى الحاسب الشخصي والعكس، والهواتف العاملة بنفس النظام وجهاز (Xbox). وقامت مايكروسوفت بتبني إستراتيجية توفير نظامها الجديد مجانًا إلى وضعه على أكبر عدد ممكن من الأجهزة، لتقوم الشركة بعد ذلك بتعويض أي عائدات مفقودة عن طريق بيع الخدمات، مثل حزمة أوفيس السحابية ومتجر التطبيقات، وذلك بسبب ما تواجهه مايكروسوفت من منافسة شديدة من نظام التشغيل (iOS) التابع لشركة آبل، ونظام أندرويد من جوجل، والتي تستحوذ على حصة الأسد من سوق الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية. واستفادت مايكروسوفت من تجربة المستخدمين لكل من نظامي «ويندوز7 و8» والذين يتجاوز تعدادهم أكثر من مليار ونصف مستخدم؛ لذا طورت النظام الجديد ليجمع تجربة النظامين، حيث لا يزال الشريط الجانبي (Windows Charm) موجودًا في النظام الجديد، وهذا ما يوضح رؤية الشركة على الإبقاء على بعض العناصر من «ويندوز8» في النظام الجديد في نسخة الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية، بالإضافة إلى أسلوب العرض (task view) الذي طورته الشركة عبر تكبير الأزرار ليكون مناسبًا وأسهل في التعامل مع الأجهزة الذكية وأجهزة الكمبيوتر التي تتوفر بها ميزة شاشات اللمس.