جدّد شهر رمضان المبارك حركة البيع والشراء في سوق «الخالدية» الشعبي بمنطقة تبوك بعد توقف دام لأكثر من 330 يومًا، لاسيما وقد ارتبط هذا السوق بتقاليد الشهر الفضيل في كل عام. ويبدأ السوق نشاطه مع بداية الشهر الكريم محققًا دخلًا ماديًا جيدًا للباعة الذين يسارعون مع هذه البداية المباركة لإعداد الوجبات والمأكولات الشعبية التي عرفت بها المنطقة، فيما يشهد السوق عقب صلاة العصر نشاطًا اقتصاديًا ملحوظًا من الزبائن الذين يحرصون على التبضع من المحال التي تقدم لهم من المأكولات لتكون ضمن موائد إفطارهم اليومية. وتجولت «واس» في أركان السوق لترصد الحركة الشرائية فيه بعد أن التقت ببعض الباعة والمتسوقين الذين تحدثوا عن السوق، وما يحتويه ويوفره من منتجات وفرص كثيرة للعمل ومصادر متنوعة للدخل. وقال أحد ملاك البسطات بالسوق خليل عبده الكعبي: إنه يعمل منذ 6 سنوات بشكل دوري مع مطلع الشهر الفضيل عادًا السوق أنه فرصة للقاء أهالي تبوك الذين اعتادوا فيه على تقديم الوجبات الشعبية الرمضانية، مبينًا أنه يقوم بإعداد مختلف الأكلات الرمضانية التي يفضلها الأهالي والزوار ويحرصون على تواجدها ضمن أصناف مائدتهم الرمضانية مثل المعجنات من اللقيمات، والهواري، والسمبوسة، والرقائق التي يدخل في صناعتها البيض والخضروات والأجبان والحلويات بمختلف أصنافها. من جهته قال أحد الباعة عبدالله العسيري: أبيع في هذا السوق منذ أكثر من خمس سنوات، وأعرض أنواعًا كثيرة من التمر، مثل (السري، والحلوة، والبرني، والعجوة)، التي تتراوح أسعارها ما بين 25 ريالًا حتى 100 ريال للكيلو، مبينًا أنه يحضر إلى السوق يومياً قبيل صلاة العصر، ويقوم بترتيب التمور وعرضها بأسلوب يتيح للجميع التعرف على الأصناف الموجودة. أما البائع عبدالإله المالكي الذي يعدّ من أقدم ملاك البسطات في السوق فقد قال: إن السوق بمظهره الحالي جيّد لكن ينقصه العمل التنظيمي الذي سيجعله أفضل، ويفتح مجالاً أوسع لقدوم الكثير من المتسوقين الذين يعانون من ازدحام سوق الخالدية. وأبان المالكي أنه يحضر إلى السوق بصفة يومية، ويعد الحنيذ الذي يجد قبولاً كبيراً من مرتادي السوق، بخلاف الذين يقصدون مكاني للحصول عليه بشكلٍ دوري كل عام، موضحاً أنه يقوم بذبح أربع إلى خمس من الأغنام، ومن ثم إعداد لحمها حنيذاً. من جانبه أكد أحمد الشهري أحد المتسوقين إلى أنه يحرص على الحضور عقب صلاة العصر مباشرةً لسوق الخالدية لشراء السمبوسة والحنيذ بشكل أساسي وبعض المأكولات الأخرى التي توصي بها العائلة من حين لآخر. وعن مقارنة السوق بما هو عليه الآن، قال الشهري: قديماً كان السوق أقل تنوعاً وأكثر تخصصاً في الأكلات الشعبية، أما الآن نجد الأكلات الحديثة والمتنوعة، مرجعاً ذلك إلى رغد العيش الذي تنعم به البلاد بفضل من الله تعالى. ويحظى سوق الخالدية بمتابعة الجهات المعنية في تبوك، ووضعت خططها الإشرافية والرقابية الخاصة به في شهر رمضان المبارك، من خلال اعتماد برنامج عمل مكثف لمراقبة ما يعرض للمستهلك من المواد الغذائية المختلفة، ومعرفة مدى صلاحيتها للاستخدام الآدمي إلى جانب القيام بالدور الأمني المعني بتسيير حركة المرور من وإلى السوق ومراقبة اشتراطات السلامة والأمن.