قالت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة: إن عدد اللاجئين والنازحين بسبب النزاعات في العالم بلغ عام 2014 نحو ستين مليونًا، وهو رقم قياسي منذ بدأت الأممالمتحدة تسجل اللاجئين في بداية الخمسينيات من القرن الماضي. وأشارت المفوضية في تقريرها السنوي إلى «زيادة مذهلة» في عدد الأشخاص الذين أرغموا على الفرار من مواطن النزاع، حيث بلغ 59.5 مليون نازح ولاجئ في نهاية العام الماضي مقابل 51.2 مليون في العام 2013. وأضافت إن هذا العدد كان قبل عشر سنوات في حدود 37.5 مليون، مؤكدة أن الزيادة في عدد النازحين واللاجئين بين 2013 و2014 هي الأعلى التي تحصل في سنة واحدة. وسجل التقرير نزوح 38.2 مليون داخل بلدانهم في العام 2014 بزيادة نحو خمسة ملايين عن العام 2013. وخلص التقرير إلى أن نحو 42.5 ألف شخص نزحوا أو لجأوا يوميًا في العام 2014، وهو رقم أكبر بمقدار أربعة أضعاف مقارنة بالعام 2010. كما سُجل 1.6 مليون طالب لجوء في العام الماضي بزيادة قدرها أكثر من 50% مقارنة مع العام 2013. وأضاف إن 126.8 ألف لاجئ فقط هم من تمكنوا من العودة إلى ديارهم في العام 2014، وهو أقل رقم سجل منذ 31 عامًا. وأوضحت المفوضية أن الوكالات الإنسانية تعجز عن الاستجابة لمتطلبات اللاجئين، وقال المفوض الأعلى للاجئين أنطونيو غوتيريس للصحفيين: «ليست لدينا الإمكانيات والموارد لمساعدة جميع ضحايا النزاعات»، وأضاف: «لم نعد قادرين على إعادة لم الشمل». واعتبر أن الأمر المزعج أنه «يبدو أن هناك عجزًا تامًا من قبل المجتمع الدولي للعمل بشكل جماعي على وقف الحروب وبناء السلام وحفظه»، وقال: إنه لا يتوقع أي تحسن للوضع في العام الجاري. وقال التقرير: إن هذا العدد الهائل من اللاجئين والنازحين جاء بسبب بؤر النزاع الكثيرة في العالم، وذكر منها سوريا والعراق واليمن وأفغانستان وجمهورية أفريقيا الوسطى وميانمار وجنوب السودان وأوكرانيا ونيجيريا والكونغو الديمقراطية وبوروندي. وسجلت سوريا أكبر نسبة للنازحين واللاجئين بنحو 12 مليون لاجئ ونازح (نحو ثمانية ملايين نازح وأربعة ملايين لاجئ)، وأزاحت بذلك أفغانستان التي ظلت على رأس هذه القائمة منذ أكثر من ثلاثة عقود. وحسب التقرير فإن تركيا أكبر بلد استضاف لاجئين في العام الماضي بنحو 1.59 مليون لاجئ، وأزاحت بذلك باكستان التي كانت على رأس القائمة منذ عشر سنوات، وتستضيف الآن 1.51 مليون لاجئ.