محافظ الأحساء يستقبل الرئيس التنفيذي المعين لشركة مطارات القابضة    نائب أمير الشرقية يطلع على جهود اللجنة اللوجستية بغرفة الشرقية    أمانة الشرقية: إغلاق طريق الملك فهد الرئيسي بالاتجاهين وتحويل الحركة المرورية إلى الطريق المحلي    مشاريع تنموية تنفذها بلدية شري لتعزيز العمل البلدي لعام 2024م    الطائرة الإغاثية السعودية ال 20 تصل إلى لبنان    مبادرة لتشجير مراكز إسعاف هيئة الهلال الأحمر السعودي بمحافظة حفر الباطن    أمير الباحة يستقبل مساعد مدير الجوازات للموارد البشرية و عدد من القيادات    "منشآت" و "كاوست" يوقعان مذكرة تفاهم لدعم وتمكين رواد الأعمال    محافظ جدة يشرف أفراح آل بابلغوم وآل ناصر    «الإحصاء»: ارتفاع عدد ركاب السكك الحديدية 33% والنقل العام 176%    السعودية بصدد إطلاق مبادرة للذكاء الاصطناعي ب 100 مليار دولار    أمطار رعدية متوسطة إلى غزيرة على عدد من المناطق    الذهب يقترب من أدنى مستوى في أكثر من 3 أسابيع    هاريس تلقي خطاب هزيمتها وتحض على قبول النتائج    إصابة فلسطيني برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحام بلدة اليامون    منتخب الطائرة يواجه تونس في ربع نهائي "عربي 23"    العام الثقافي السعودي الصيني 2025    الإعلام السعودي.. أدوار متقدمة    المريد ماذا يريد؟    «البيئة» تحذّر من بيع مخططات على الأراضي الزراعية    الاتحاد يصطدم بالعروبة.. والشباب يتحدى الخلود    هل يظهر سعود للمرة الثالثة في «الدوري الأوروبي» ؟    الإصابات تضرب مفاصل «الفرسان» قبل مواجهة ضمك    البنوك المركزية بين الاستقلالية والتدخل الحكومي    أمير تبوك يبحث الموضوعات المشتركة مع السفير الإندونيسي    ترمب.. صيّاد الفرص الضائعة!    القبض على مخالفين ومقيم روجوا 8.6 كيلو كوكايين في جدة    أربعينية قطّعت أمها أوصالاً ووضعتها على الشواية    ترمب.. ولاية ثانية مختلفة    «بنان».. سفير ثقافي لحِرف الأجداد    السينما السعودية.. شغف الماضي وأفق المستقبل    اللسان العربي في خطر    إيلون ماسك: خطط خارقة للمستقبل    ربَّ ضارة نافعة.. الألم والإجهاد مفيدان لهذا السبب    الجلوس المطوّل.. خطر جديد على صحة جيل الألفية    سيادة القانون ركيزة أساسية لازدهار الدول    درّاجات إسعافية تُنقذ حياة سبعيني    التعاون يتغلب على ألتين أسير    العين الإماراتي يقيل كريسبو    ليل عروس الشمال    القابلة الأجنبية في برامج الواقع العربية    الدراما والواقع    يتحدث بطلاقة    «الجناح السعودي في اليونسكو» يتيح للعالم فرصة التعرف على ثقافة الإبل    ولي العهد يستقبل قائد الجيش الباكستاني وفريق عملية زراعة القلب بالروبوت    التعاطي مع الواقع    رينارد يعلن قائمة الأخضر لمواجهتي أستراليا وإندونيسيا في تصفيات مونديال 2026    الإصابة تغيب نيمار شهرين    التكامل الصحي وفوضى منصات التواصل    تقاعد وأنت بصحة جيدة    الأنشطة الرياضية «مضاد حيوي» ضد الجريمة    الداخلية: انخفاض وفيات حوادث الطرق بنسبة 50%    ولي العهد يستقبل قائد الجيش الباكستاني    تطوير الشرقية تشارك في المنتدى الحضري العالمي    فلسفة الألم (2)    سلام مزيف    همسات في آذان بعض الأزواج    دشنها رئيس هيئة الترفيه في الرياض.. استديوهات جديدة لتعزيز صناعة الإنتاج السينمائي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الجبيل .. دور ريادي للشركات الصناعية في حرب المخدرات
خطر المخدرات.. ليس الإرهاب وحده يخطف شبابنا «7»
نشر في اليوم يوم 15 - 06 - 2015

تتحلى الشركات الصناعية في الجبيل بدور ريادي في مكافحة المخدرات عبر تنظيم برامج عميقة ومؤثرة حول مخاطر هذه الآفة، وإبراز وجهها السلبي في هدم المجتمعات وتدمير المكتسبات الوطنية.
وقال ل «اليوم» المهندس بدر بن محمد العطيشان محافظ الجبيل، ضمن الملف الشهري العاشر «خطر المخدرات .. ليس الإرهاب وحده يخطف شبابنا » : إن للشركات الصناعية ومختلف القطاعات الحكومية والأهلية في الجبيل، أدوارا ريادية انطلاقا من مسؤوليتها الاجتماعية المتميزة برعاية وتنظيم برامج تحارب المخدرات وايضاح تأثيرها على الفرد والمجتمع.
وأشار إلى أن هذه البرامج استهدفت طلاب المدارس وطلاب الكليات وموظفي الشركات وإقامة مسرحيات وعروض تمثيلية حية تجسد واقعا مأساويا لعدد من الأسر عانت ويلات المخدرات, تحاكي قصص المهربين والمدمنين المقبوض عليهم وعينات لجميع أنواع المخدرات والمسكرات وأدوات تهريبها.
وقال: إن آثار المخدرات المدمرة لا تقتصر على الفرد وحده، بل تطال أفراد أسرته وتمتد إلى أفراد المجتمع ويتحول المتعاطون إلى عدوانيين وانتهازيين ومغالين في ردود أفعالهم، حيث تعاني غالبية أسرهم الاضطهاد والعنف والمشاكل المفجعة.
وأضاف أن المخدرات لها مخاطر كبيرة محليا وعالميا وتكلف البشرية خسائر تفوق ما تفقده أثناء الحروب المدمرة.
مشيدا بدور حكومتنا الرشيدة للتصدي لها وإصدار العقوبات للمخالفين.
وأشار إلى أن الإدمان لم يعد مشكلة محلية تعاني منها بلدان بعض الدول الكبرى أو الصغرى محليا أو إقليميا، بل أصبحت مشكلة دولية, تتكاتف الهيئات الدولية والإقليمية لإيجاد الحلول الجذرية لاستئصالها، وترصد لذلك الكفاءات العلمية والطبية والاجتماعية، لمحاولة علاج ما يترتب عنها من أخطار إقليمية ودولية، وتنفق الأموال الطائلة للتضييق على تفشيها وانتشارها.
حيث تسبب المشكلات الجسيمة والنفسية والاجتماعية والاقتصادية، التي تحتاج إلى تضافر الجهود المحلية والدولية لمعالجتها.
وأشار العطيشان الى الجهود المبذولة في محافظة الجبيل التي تعمل فيها جنسيات متعددة من مختلف دول العالم، بإقامة الندوات والمعارض في مختلف القطاعات والكليات والمدارس بصفة مستمرة طوال العام، إضافة الى الاسابيع المحددة حيث يجب علينا جميعا أن نحمي أبناءنا ومستقبلنا الحضاري من هذا الخطر الذي خلف مشكلات مجتمعية متعددة ومركبة، وولد عصابات سرقة وجرائم عنف ودعارة، ورفع معدل السجناء والعاطلين عن العمل، كما خلف العديد من المطلقات والأطفال المحرومين.
ذل المخدرات
وقال الشيخ أحمد بن محمد الجراح مدير إدارة الأوقاف والمساجد والدعوة والإرشاد بمحافظة الجبيل: لما كانت المسؤولية مشتركة بين وزارات الدولة وأجهزتها فإن وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ممثلة في فروعها وإداراتها في المدن والمحافظات لها دور كبير في مكافحة المخدرات عن طريق التوعية والدعوة والإرشاد.
وزاد: نحن في إدارة الأوقاف والمساجد والدعوة والإرشاد بالجبيل كغيرنا من سائر فروع الوزارة وإداراتها نتلقى التوجيهات المستمرة بالتطرق للحديث عن خطر المخدرات وبيان أثرها السيئ على الفرد والمجتمع من خلال خطب الجمعة والمحاضرات والكلمات الوعظية في المساجد والمدارس والدوائر الحكومية خصوصاً في الأوقات التي يزداد فيها صلف أهل الباطل من المروجين مثل أيام الاختبارات والإجازات وبدورنا نوجه الدعاة والخطباء وأئمة المساجد بالحديث عن خطر المخدرات وكشف عوار من وراءها.
ولقد كرم الله الإنسان على غيره من المخلوقات، كرمه بالعقل وزينه بالفهم فكان العقل من أكبر نعم الله - تعالى - على الإنسان به يميز الخير من الشر وبه يتمتع وبه يهنأ وبه يدبر شؤون حياته.
وإذا فقد الإنسان عقله لم يفرق بينه وبين سائر الحيوانات ومن فقد أو أفسد عقله كان عالة على أهله ومجتمعه.
وتابع: لهذا فإن حفظ العقل من الضرورات الخمس التي أجمعت الشرائع السماوية على وجوب حفظها، ففاقد العقل بالسكر أو جرعة مخدر أو استنشاق مسكر يسيء إلى نفسه ومجتمعه ويوقع مجتمعه وبني قومه في وهدة الذل والدمار فيخل بالأمن ويروع المجتمع ويكون بمثابة قنبلة موقوتة.
وأبان: لم تفشُ آفة المخدرات والمسكرات في عصر من العصور كما فشت في هذا العصر ولقد قام أعداء الإسلام بزج كميات رهيبة من المخدرات إلى بلاد المسلمين حسداً من عند أنفسهم يريدون للأمة أن تهلك في وحل المخدرات وكان التركيز الأكبر لهؤلاء الأعداء على بلادنا المباركة وشبابنا وكم انحدر في غوائلها من الشباب، والمملكة العربية السعودية أولت هذا الداء الوبيل عناية فائقة وخصصت جهازاً خاصاً لمكافحة المخدرات يحظى بعناية تامة من ولاة أمرنا - وفقهم الله - نسأل الله - تعالى - أن يحمي بلادنا من كل سوء، وأن يقي شبابنا شر المخدرات والمسكرات.
تسمم مزمن
إلى ذلك، قالت مرام السبيعي ماجستير مستشار نفسي: يدخل الطب النفسي في ميدان علاج الادمان من منطلق مسؤوليته في دعم مستوى الصحة النفسية لدى أفراد المجتمع، من خلال العمل الجاد لتأهيل مدمني المخدرات ومساعدتهم على الانخراط الفاعل في المجتمع، ولا يمكن بأي حال من الأحوال فصل آثار الادمان السيكولوجية عن آثاره الفسيولوجية.
كما أنه لا يمكن علاج المدمن من إدمانه دون الرجوع إلى الأسباب المؤدية للوقوع في فخ المخدرات.
وأضافت : عرفت منظمة الصحة العالمية عام 1973 أن الاعتماد حالة من التسمم الدوري أو المزمن الضار للفرد والمجتمع والذي ينشأ بسبب الاستعمال المتكرر للعقار الطبيعي أو المصنع، ويتصف بقدرته على إحداث رغبة أو حاجة ملحة لا يمكن مقاومتها للاستمرار في تناول العقار لتجنب الآثار المزعجة المترتبة على عدم توافره. كما يتصف بالميل نحو زيادة كمية الجرعة ، ويسبب حالة من الاعتماد النفسي أو العضوي على العقار.
وقد يدمن المتعاطي أكثر من مادة واحدة ، كما يؤدي الاعتماد إلى حدوث رغبة ملحة فى الاستمرار على تعاطي العقار والحصول عليه بشتى الوسائل الممكنة، وضرورة زيادة الجرعة بالتدريج وبشكل مستمر نتيجة لتعود الجسم عليه، وإن كان بعض المدمنين يداوم على جرعة ثابتة، وحدوث اعتماد نفسي واعتماد عضوي على العقار المستعمل وظهور أعراض نفسية وجسمية مميزة لكل عقار عند الامتناع عنه فجأة وهو ما يعرف طبياً بالأعراض الانسحابية.
واسترسلت: من أجل فهم معنى الاعتماد على المخدر لابد من التطرق إلى شقين أساسيين للاعتماد وهما : الاعتماد العضوي وهو ما يعرف بالتكيف وتعود الجسم على المادة المخدرة وتظهر مجموعة من الاضطرابات عند التوقف عن تعاطي المادة المخدرة.
وتجدر الإشارة إلى أنه لا توجد عقاقير تسبب اعتماداً عضوياً فقط دون أن يسبقه اعتماد نفسي لدى المدمن.
أما الاعتماد النفسي وهو الشق الأهم لأن علاج المدمن من الآثار الانسحابية العضوية لا يكون كافيا دون علاج الاعتماد النفسي على المخدر لأنه أحد أهم الأسباب التي تدفع المدمن إلى الرجوع للتعاطي بعد اختفاء الأعراض الانسحابية من الجسم وعلاجها.
إن الاعتماد النفسي هو ما يعرف بالشعور بالرضا مع دافع نفسي يتطلب التعاطي المستمر أو الدوري للمادة المخدرة لاستثارة المتعة أو نتيجة الاعتقاد الخاطئ بأنها تخفف القلق أو التوتر أو الاكتئاب أو تساعد في الهروب من المشاكل.
ظاهرة معقدة
وبينت: هناك نظريات متعددة تناولت الإدمان وأسباب انتشاره وأساليب التعامل معه كظاهرة اجتماعية ونفسية مركبة ومعقدة، ولم تتفق فيما بينها على متغير واحد كمسبب رئيس للوقوع في فخ الإدمان، غير أنها أشارت إلى تفاعل أكثر من سبب نفسي واجتماعي وثقافي كمتغيرات مؤثرة تساعد على الاعتماد أو الإدمان.
فالفرد نفسه وعمره وحالته النفسية وسماته الشخصية، وظروف وأساليب التنشئة الاجتماعية بالإضافة للثقافة والقيم الدينية والأخلاقية السائدة والمحيط الاجتماعي جميعها أسهمت في انتشار هذه الظاهرة.
واختتمت حديثها قائلة: إن علاج المدمن لا يكون فقط بعزله وسحب المواد المخدرة من جسمه والاكتفاء بإعطائه المسكنات والمهدئات.
فالتشخيص الدقيق الذي يشمل دراسة شخصية المريض والاضطرابات النفسية التي يعاني منها وتقديم علاج متكامل يتضمن العلاج الدوائي والنفسي بأساليب متعددة ، خصوصا العلاج الجماعي الذي أثبت فاعليته في علاج المدمنين.
كما أن إعداد برامج التأهيل النفسي والمقدمة من قبل المختصين المدربين بما يتناسب وكل حالة هو السبيل الأمثل لمساعدة المدمن على الضبط الذاتي والبعد عن أسباب التعاطي والتوافق مع المجتمع ومواجهة الظروف الضاغطة وبالتالي الثقة في النفس والوصول إلى الصحة النفسية.
من جهته، قال الدكتور حسن بن علي القحطاني عضو التوعية بالمديرية العامة لمكافحة المخدرات : ليس من العيب ولا يعتبر مصدر قلق للأسرة ان يوجد لديهم ابن معاق أو مصاب بأخطر مرض في عالم الطب، لكن من العيب وكثيرا ما نحاول التستر عليه، ووضع التبريرات لتصرفاته أن يوجد بين أفراد الأسرة مدمن للمخدرات، بل ويعتبر مصدر خوف وإزعاج لهذه الإسرة.
وكم من انسان صاحب وجاهة أو مكانة اجتماعية يتكلم معي وهو يشعرك بخجله مما حدث لابنه من وقوعه في المخدرات، ويحاول وضع التبريرات لنفسه، بعدم تقصيره في التربية، أو النفقة.
التعامل مع المدمن
وأردف: أقول لكل من اكتشف ان ابنه يتعاطى المخدرات عليك بعدة أمور:
الإيمان بالقضاء والقدر، وأغلب الناس نسي ان القدر نوعان خير وشر، فهل آمنت بالشر كإيمانك بالخير.
وقد قال نبيكم (صلى الله عليه وسلم) ( وأن تؤمن بالقدر خيره وشره)، نبينا نوح عليه السلام، من أولي العزم، وأفضل الرسل.
وقد كان ابنه كافرا، ولم يقدح ذلك في مكانته، أو رسالته، فهون على نفسك فلستَ بأفضل من نوح عليه السلام، اعلم أن ما من داء إلا وأنزل الله له دواء.
فالإدمان مرض، وله علاج، لا تيأس ،وكن متفائلا وأبشر بالخير - بإذن الله - بادر باستشارة أهل الاختصاص، وكن صريحا معهم.
وقد تم تدشين الرقم الموحد لمركز استشارات الإدمان (1995) فلا تتردد في الاتصال.
من أصعب القضايا في التعامل مع المدمن اقناعه بأنه مدمن، لذلك قد تحتاج الأسرة في بعض الأحيان الى مواجهته بشيء مما يستخدمه أو يتعاطاه لإقناعه بالعلاج، الشك مرض ملازم للمدمن، لذلك فاحتضانه وإحساسه بمكانته يجعلانه يثق في الشخص الذي أمامه للمصارحة والبحث عن أفضل طرق الإقلاع التي منها العلاج، العلاج بالإيمان يقينا سيقضي على كل ما نراه، الكلمة أعلم أنها واسعة وشاملة جدا لكنها واسعة وشاملة لكل مشاكلنا فى الوقت الحالى، ولو وضع الجانب الدينى فى البرنامج العلاجى سيكون إن شاء الله عاملا أساسا.
وزاد: أذكر مرة استشارني شخص في انسان مدمن، وقد وصل لمرحلة متطورة من الإدمان، ففقد وظيفته، وزوجته على وشك الانفصال، وأصبح لديه الرغبة في العلاج، وبعد وضع الترتيبات لادخاله مستشفى الأمل بجدة في بداية الاسبوع (السبت) وكان يسكن خارجها، اقترحت عليه ان يذهب به الى مكة المكرمة لتأدية العمرة، وفعلا يقول: اعتمرنا ومكثنا يومين في الحرم على ماء زمزم والقرآن الكريم والصلاة وعند حضورهم الى الأمل كانت نتيجة الإدمان بسيطة جدا لم تستدع تنويمه، بل اكتفوا بصرف بعض الأدوية والمراجعة على فترات من الوقت، وقد عاد لحالته الطبيعية السابقة ولله الحمد.
وأوصى القحطاني الاسر بعدد من التوصيات قائلا: أهمية بناء علاقة جيدة بينكم وبين أولادكم، أظهروا لهم حرصكم عليهم واهتمامكم بهم وبما يفعلون وصادقوهم ولا تأمروهم.
أبقوا خطوط الاتصال مفتوحة وأنصتوا لهم، واهتموا بما يقولون وحسسوهم بخطر المخدرات واجعلوا الأطفال يشعرون بالمسؤولية، بتكليفهم بمهام في البيت، وساعدوا الأطفال في التغلب على المحرضين على تعاطي المخدرات الذين يعلمونهم أن المخدرات تساعدهم على الدراسة بشكل أفضل وقد يشجعونهم على تجربة المخدرات، بقولهم: هذه المرة فقط، وشجعوهم على ممارسة أنشطة رياضية أو هوايات وعلموهم استخدام وقت فراغهم بشكل خلاق.
أفكار خاطئة
من جانبه، قال الدكتور محمد بواج السبيعي، رئيس مركز ايثار للدراسات والبحوث الاجتماعية: من الطبيعي ان تكون هناك أسباب جذابة وأفكار خاطئة وأوهام مغلوطة تدفع الانسان الى الانزلاق في وحل المخدرات، وتعاطي المخدرات نتيجة الى الافكار والاوهام والمعتقدات الشائعة حول الدور الذي تلعبه وما يرتبط بالتحول من الكآبة الى السعادة أو الشعور باللذة والنشوة، وأنها تنسي الهموم، وتشعره بالقوة والشجاعة وتجعله يعمل فترات أطول دون تعب وتجعله يبدع ويحفظ دروسه وتنشط الفرد جنسيا وتجعله يشعر بالنشوة، ثم يتبعه سلوك التعاطي وما ينتج عنه من آثار ومشكلات صحية وأسرية واجتماعية.
وأشار إلى الدور الإعلامي المثير والانفتاح الفوضوي، والاطلاع العبثي وما يعرض على الشاشات من أفلام ومسلسلات وبرامج ووسائل التواصل الاجتماعي وبعض المواقع الهابطة على شبكة الانترنت.
وكذلك الفراغ وعدم استثماره بالشكل الصحيح، حيث تفيد دراسة لمركز اسبار للدراسات والبحوث والإعلام «الشباب السعودي ومشكلات الفراغ» في ان الفراغ (4-6 ساعات في اليوم) ما نسبته 43% لدى الذكور و37% لدى الاناث، والفراغ (7-12ساعة في اليوم) ما نسبته 24.2% لدى الذكور و15.3% لدى الاناث.
وللوقاية من الوقوع في المخدرات والمؤثرات العقلية، أجاب: لابد من عمل وطني لا يقتصر على جهة رسمية فقط وإنما على جميع الجهات والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية ويحتاج إلى جهود مخططة تتكامل فيها الأدوار ضمن شراكة مؤسسية تستوعب كل المبادرات، وفق الأسس العلمية والمعايير العالمية المعتمدة، وأن تكون هناك استراتيجية وطنية لمكافحة المخدرات، ووضع البرامج والمهرجانات والمؤسسات التطوعية لاستثمار الطاقات البشرية وأوقات فراغهم طول العام بما يعود عليهم بالنفع والفائدة - بإذن الله - وليس أسابيع وأوقاتا معينة.
وقال: إن تضافر الجهود من جميع الجهات بالتوعية الفكرية بالطرق الحديثة وتطبيقات الاجهزة الذكية بأساليب مسلية كافلام كرتون وبرامج ومهرجانات ومعارض يشارك فيها المشاهير، وتصميم البرامج الوقائية التعليمية الملائمة التي تنشر الوعي بالمدراس والجامعات.
وأكد على أهمية أن تستعيد الاسرة دورها ومسؤوليتها بالتواصل والتحدث مع الأبناء حول أخطار تعاطي المخدرات وإساءة استعمالها، والانصات الجيد عند تحدث الأبناء عن أصدقائهم وسلوكهم وممارساتهم حتى لا يشكلوا ضغطا عليهم للاستخدام الخاطئ للمخدرات.
يجب على الآباء والأمهات ان يكونوا قدوة حسنة لأبنائهم، وتقوية العلاقة المستقرة،
وان يتم وضع البرامج وفتح مراكز صحية ذات طابع سري في جميع المدن للمعالجة والتخلص من الإدمان لمن أخطأ الطريق بحيث يتم احتواؤهم والتعامل معهم بأساليب علمية وتهيئة أسرية وتزويدهم بالمهارات اللازمة للتعامل مع هذه الحالات، بحيث تكون الباب الآمن - بعد الله - بإعادة تأهيل المتعافين من التعاطي، وإعادة تأهيلهم الفكري والسلوكي والنفسي وتدريبهم على الاندماج في المجتمع وتزويدهم بالمهارات في الاعتماد على الذات في مواجهة ظروف الحياة وتجنب المواقف الضاغطة لتعاطي المخدرات ومنعه من التفكير فيها.
وأبان: تتضاءل المشكلات والتحديات بالمواجهة، وتتضاعف بالتجاهل، وكل يوم هو بداية وصفحة جديدة لكل انسان في هذه الحياة ليواجه التحديات.
لا تخجل
في السياق نفسه، قالت الدكتورة سحر رجب المستشار النفسي والأسري والمدرب ومستشار دولي معتمد لإزالة المشاعر السلبية: على الأسر ألا تخجل أو تخاف عندما تظهر أعراض الإدمان على أبنائها وأن يلحقوهم بالمصحات، فكل شيء يكون بمنتهى السرية.
وأشارت إلى أنه لا بد من التوعية وعدم ترك الحبل على الغارب من الأهالي ونقف معهم وبجوارهم ونساندهم دومًا في كل أمر، المتابعة مفروضة بهذا الأمر وكل أمر فبدايته صغيرة ونهايته أليمة لا تخجل من أن تطلب العلاج والمساندة ممن هو أكبر منك ومتعلم أفضل ولديه خبرات تفيدك وتصقلك.
ونبهت إلى أن الخروج الزائد وغير المقنن من الفتيات والشباب أمر مشكوك فيه، الحرص واجب عندما يأتي ابنك أو ابنتك بشكوى فاستمعوا لهما، وعلموهما الصواب من الخطأ، وما هي السلبيات وما هي الإيجابيات، ولا تغلقوا الآذان عند سماعهم، ولا يكون النهر ديدنكم وعدم إيجاد وقت لسماعهم، فقد تأتي النار من مستصغر الشرر.
واختتمت حديثها: بعد كل هذا علينا بالدعاء لهم والالتفات لتربيتهم التربية الصالحة، والبحث لهم عن رفقة صالحة تعينهم وتعين عليهم.
ووضع الدكتور خليفة البوعينين المهتم بالشأن المحلي أربعة محاور للتربية الأسرية في الوقاية من انحراف الأبناء.
مشيرا إلى أن الوقاية من المخدرات تأتي من خلال التربية السليمة، وهي خير من علاج، وانحراف الأبناء بعد وقوعهم في وحل المخدرات، لهذا يجب على الوالدين الالتفات لأبنائهما وملاحظة تصرفاتهم واحتواؤهم بكل ما تعنيه الكلمة من معنى وأولها التخفيف من ظاهرة الاستغراق في متابعة ما تنقله الأجهزة الذكية وتخصيص الوقت الكافي للاجتماع بأفراد الأسرة والاستماع لهم وتشجيعهم على مبادراتهم الحثيثة وأفكارهم النيرة التي تسهم في كل عمل إيجابي يصب في مصلحة الأسرة والمجتمع ومنها على سبيل المثال العمل التطوعي.
وأضاف: عندما نتأمل مهمة الوالدين التربوية في العموم نجد أنها - للأسف - لا تراعي التطور والتغيير مع نمو الطفل ومروره بمراحل عمرية مختلفة تتشكل على أثرها شخصيته بنسبة 90% خلال السنوات السبع الأولى من عمره.
فيما تكتمل الشخصية بتمام السنة الحادية عشرة من العمر، ليبدأ الطفل بعدها البحث عن تحقيق شخصيته في المرحلة العمرية من 12 الى 18 سنة، وهذا - بلاشك - يحتم علينا أن نراعي تنشئة الطفل في سنين عمره المبكرة الى سن المراهقة.
ولو استرجعنا أعمار الذين وظفتهم عصابة داعش الإرهابية لوجدنا أن أغلبهم يتراوح عند المرحلة العمرية من 12 – 18 سنة.
لهذا يجب علينا كوالدين ان ندرك أهمية التوجيه التربوي للأبناء منذ نعومة أظفارهم وبلوغهم سن المراهقة وألا نغفل عن الاهتمام بأبنائهم ومراقبة تصرفاتهم. فالوقاية خير من علاج الانحراف وهذا يتطلب من الأبوين الإلمام التام بكيفية تفسير سلوك الأبناء وطريقة التعامل معهم وتجنب الشدة والفظاظة والتعنت في فرض رأي الوالدين على الأبناء وتذكر دائما انه كما لكل مشكلة حل فلكل موقف أسلوب مناسب للتعامل معه واحتوائه.
وهناك أربعة (4) محاور يجب على كل أب وأم أن يأخذاها في الحسبان عند تربية الأبناء وهو ما سميته «نموذج التربية المتوازن»: التربية الدينية والنفسية والفكرية والاجتماعية.
ومحاور هذا النموذج لا تخفى على كثير من الآباء والامهات - ولله الحمد - لكننا نغفل عن التأكد من تفعيل كل محور من محاوره بقدر متساوِ من المحاور الأخرى فلا نهمل واحدا على حساب الآخر.
محاور التربية
وشرح قائلا: التربية الدينية - ولله الحمد - نعيش في بلد دستوره القرآن والسنة النبوية الشريفة، لذا يجب علينا الحرص على التنبيه والتذكير بالصلاة وأهميتها كما قال تعالى: «وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها» وفي الحديث الشريف : «مروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر» لتأكيد ان التربية الدينية أساسها أداء الصلاة كونها تنهى عن الفحشاء والمنكر وهذا لا يعني ان التربية الدينية محصورة فقط في الصلاة، بل شاملة لكل تعاليم ديننا الحنيف.
وأضاف أن التربية النفسية تعتمد بالدرجة الأولى على مراحل تطور الشخصية من مرحلة ما قبل الولادة والحالة النفسية للأم مرورا بالمرحلة الأولى خلال السنة الأولى التي يبحث فيها الطفل عن كسب الثقة. تليها المرحلة الثانية من سنتين الى ثلاث سنوات التي تؤسس شخصية اعتمادية وفي حالة إهمالها يتحول الطفل للشخصية الاتكالية. ثم تليها المرحلة الثالثة بين الأربع وخمس سنوات لتعكس جانب المبادرة في شخصيته أو التردد في القيام بأي مهمة.
أما المرحلة الرابعة فهي مرحلة الجدية والمثابرة التي يحاول ان يبرهن إمكاناته ومواهبه بين السادسة والحادية عشرة، ثم المرحلة الحرجة بين الثانية عشرة والثامنة عشرة التي يبحث فيها عن هويته ودوره في الأسرة فإن لم يجده بحث عنه خارج البيت وهنا مكمن الخطر. وأوضح ان التربية الفكرية مرحلة هامة في تطوير شخصية الأبناء، لكننا أهملناها وأوكلناها لما ينهله من علم ومعرفة في بيئة المدرسة فقط وفي باقي أوقات اليوم أشغلناهم بأجهزة ذكية وألعاب إلكترونية تبرمج أفكارهم وتضيع أوقاتهم.
وبعدنا كل البعد عن القراءة وأولها قراءة آيات الله بتدبر وكذلك الكتب المفيدة مع تشجيعهم على الإبداع والابتكار.
ولفت إلى أن التربية الاجتماعية مرحلة تنمي الجانب العاطفي لدى الأبناء من صلة الرحم والأقارب والتواصل مع الأصدقاء الأخيار والمشاركة في العمل التطوعي وغير ذلك من أعمال الخير. ولا نستغرب ميول الأبناء لقضاء معظم وقتهم في إشباع الجانب الاجتماعي خصوصا في المرحلة العمرية ما بين 12 و18 سنة.
وتحقيق التوازن بين هذه المحاور ليس أمرا سهلا، حيث يتطلب من الوالدين تحديد رؤية شاملة للأسرة وأخرى خاصة بكل فرد لأن التعامل مع كل شخصية فردية له توجه مغاير سواء للابن أو الابنة، فلكل إستراتيجية وطريق معينة يجب أن نتبعها معهم في ظل إرادتهم وقناعتهم كي يحافظوا على توازن شخصياتهم وهذا يختلف باختلاف المرحلة العمرية.
فهل بدأنا نطبقها منذ سن الولادة؟ أم في عمر مختلف يحدد معطيات الرؤية لكل فرد في الأسرة ويجب أن يحرص الوالدان على الالتزام بتبني المراحل الأربع وتطبيقها على أنفسهم فهما القدوة التي يتأملها الأبناء كصمام أمان لجدوى تربيتهم.
محافظ الجبيل في إحدى مناسبات التوعية بالمخدرات
إطلاق مسيرة بالدراجات النارية حول مكافحة المخدرات بالجبيل
مسرحية تثقيفية تجسد آلام الوقوع في المخدرات


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.