تعتبر المملكة أهم وأكبر دولة بترولية في العالم من حيث احتياطيات البترول، والإنتاج، والصادرات، والطاقة التكريرية؛ فالمملكة تمتلك وبحسب آخر الاحصاءات العالمية 16% من الاحتياطيات العالمية، و11% من الإنتاج العالمي، وأكثر من 15% من مبيعات البترول في الأسوق العالمية. ولقد وصل إنتاج المملكة من النفط الخام في شهر أبريل الماضي إلى عشرة ملايين برميل باليوم، بعدما وصل إلى نحو 10.3 مليون برميل يوميا في مارس الماضى، متجاوزاً المستوى المرتفع السابق 10.2 مليون برميل يوميا المسجل في أغسطس 2013، وهذا يثبت ويبرز عزم المملكة على حماية حصتها السوقية في وقت تشهد فيه أسواق النفط تقلبات وتعافياً ما زال غير مستقر. وتلتزم المملكة دائماً بعدم تعرض أسواق النفط لاهتزازات تؤثر على مستقبل النفط كأكبر مصدر للطاقة في العالم. وفي نفس الإطار فإن المملكة قادرة على حماية إنتاجها ومصالحها في حفظ زبائنها، خاصة مع وجود وفرة كبيرة من النفط في الأسواق وتقلص الطلب. وفي الجهة الأخرى، ترتبط المملكة بعلاقات تعاون وثيقة مع منظمات الطاقة الدولية، مثل الوكالة الدولية للطاقة التي تضم الدول الرئيسة الصناعية الأكثر استهلاكاً للطاقة. فالمملكة تؤمن بضرورة التعاون الدولي المثمر وتعمل جاهدة على ايجاده؛ لأنه يساهم في توفير مناخ ايجابي يهدف إلى استقرار السوق البترولية الدولية، ويعزز أهمية ودور النفط كمصدر أساسي للطاقة، يعتمد عليه العالم في رخائه وتقدمه. وعلى الرغم من الإنتاج السعودي الأكبر في العالم، إلا أن احتياطيات المملكة -بفضل الله- لم تتغير بل ارتفعت لتثبت للعالم أنها الأكبر من حيث الإنتاج والاحتياطيات ولعقود قادمة. وتقدَّر احتياطات البترول الثابتة في المملكة بحوالي 261 بليون برميل. وعلى الرغم من أن المملكة تنتج سنوياً حوالي 3.6 بليون برميل إلا أن احتياطياتها المؤكدة من النفط لم تنخفض بفضل الجهود الكبيرة التي تقوم بها شركة أرامكو السعودية من التنقيب واستكشاف حقول أخرى. وبحسب التقرير السنوى الأخير لأرامكو، فإن احتياطيات المملكة من النفط كانت في عام 2010م تقدر بحوالي 260 بليون برميل. وبإنتاج 3.6 بليون برميل سنوياً، فهذا من شأنه أن يضغط على الاحتياطيات ويخفضها بنهاية عام 2014م إلى حوالي 245 بليون برميل. ولكن أرامكو أعلنت في تقريرها الأخير أن الاحتياطيات السعودية المؤكدة من النفط قد ارتفعت الى 261.1 بليون برميل. ولقد ذكرت أرامكو أنها تمكنت من خلال برنامج التنقيب الذي تنفذه من اكتشاف ثمانية حقول جديدة، وهو أكبر عدد من الحقول التي تكتشفها الشركة خلال عام واحد في تاريخها. وأشارت أرامكو إلى أن هذه الحقول تتكون من 5 حقول للغاز بالإضافة إلى حقلين للنفط، وهما: حقل السعداوي، وحقل الناقة، مع حقل واحد للنفط والغاز، وهو حقل "القدقاد"؛ وبذلك يصبح عدد الحقول لدى أرامكو 129 حقلاً. وعلى صعيد متصل، استطاعت أرامكو أن تنجز حفر عدد من الآبار في مياه البحر الأحمر؛ مما أكسبها فهماً أعمقَ للمنطقة، وهذا يساعد على تسجيل احتياطيات جديدة قابلة للاستخلاص. ويؤكد كبار المسؤولين في أرامكو أن هدفهم الأسمى هو توفير الطاقة للمملكة وللعالم بصورة مأمونة ومستدامة وموثوقة. وعلى الرغم من أن عام 2014 كان استثنائياً سواء على الصعيد الاقتصادي والجيوسياسي أو على صعيد تقلبات سوق النفط، إلا أن أرامكو السعودية استطاعت عمل الكثير ومن أهم هذه الإنجازات زيادة الاحتياطيات السعودية من النفط والغاز الطبيعي، والعمل على جعل أرامكو شركة عالمية رائدة ومتكاملة للطاقة والكيميائيات.