كشف الدكتور صالح الشبل، أستاذ التسويق المساعد في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، أن أقوى أنواع التسويق اليوم وأكثرها تأثيراً هي أحاديث «سوالف» الناس، مؤكداً أن انتشار استخدام وسائل التواصل والتفاعل الاجتماعي دعمت قوتها لتصبح الأكثر أثراً ومردوداً في عملية التسويق. وأوضح الشبل في أمسية رواد الأحساء التي نظمتها لجنة شباب وشابات الأعمال بغرفة الأحساء مؤخراً، أن أحاديث «سوالف» الناس لا تتم من فراغ بل لابد وأن يمنحوا ذلك السبب الذي يجعلهم يتكلمون ويتكلمون عن محلك أو منتجك أو خدمتك، مؤكداً أن التسويق لم ولن يكون ذلك العلم الذي يزدهر في فترة ثم يختفي، بل هو علم قديم قدم الإنسان. وأشار في محاضرته التي جاءت بعنوان «خلطة تسويقية» الى أن السبب الرئيسي وراء نجاح أية مؤسسة أو مشروع تجاري يرجع إلى قدرة الفرد أو المالك على خلق قاعدة عملاء من خلال تقديم المنتج أو الخدمة بنجاح وكفاءة عالية وبطريقة غير مكلفة، مبيناً أن أهم عاملين في أي منشأة تقوم هما التسويق والابتكار. وبيّن المحاضر أن التسويق هو عملية دراسة السوق وتحديد ما الذي يريده الناس ويحتاجونه ويستخدمونه ويقبلون على شرائه ثم بعد ذلك تقديم هذا المنتج أو هذه الخدمة في الوقت المناسب وبالطريقة المناسبة والسعر المناسب، مؤكداً على أهمية عملية تحليل السوق لما له من دور إيجابي في تمكينك شخصياً أو تمكين شركتك من إحضار المنتجات والخدمات إلى السوق في الوقت المناسب. وأشار إلى أن عملية التسويق بالإضافة إلى كونها علما وفنا فهي أيضا مهارة يمكن تعلمها، حيث يمكنك تحسين مهارتك التسويقية من خلال عمل بعض التغييرات والتعديلات البسيطة فيما تقوم بعمله في الوقت الحاضر، مشدداً على أهمية تحديد شريحة عملائك الأساسيين لأنك إذا أردت أن ترضي الجميع فلن ترضي أحداً. ولفت الشبل إلى أن الفروقات بين المنتجات والخدمات موجودة ولكنها أصبحت لا تعني شيئاً في عالم اليوم، مبيناً أنه يجب التركيز على تقوية الصفات القوية في أي منتج وليس تبديد الموارد والجهود في تقوية الصفات الضعيفة في المنتج، مبيناً أن التجربة البائسة مع منتج أو خدمة هي شرارة الابتكار لذلك تعد الملاحظة والبحث التسويقي هما أول خطوة في التسويق. وأوضح أن عناصر ومكونات وصفة المزيج التسويقي تعتمد على أربعة أجزاء رئيسة هي: المنتج والتسعير والتوزيع والترويج، مشيراً إلى أن الإبداع في التسويق ما هو إلا نتيجة لحالة التساؤل المستمر عن الوضع الحالي والبحث عن طرق مبتكرة لتغيير أو تطوير تلك العناصر، مبيناً أن التسويق الابتكاري هو إضافة منتجات أو خدمات جديدة أو اجراء تعديلات على الموجودة منها. وتناول الشبل بعض النقاط المهمة في عالم التسويق اليوم، مثل كيفية خلق ميز تنافسية في عالم اليوم المليء بالمنافسة والصراعات والتجاذبات الشديدة، صور اعداد وتصميم الاستراتيجية التسويقية القائمة على احتياجات العميل، دراسة السوق والبيئة التسويقية، صناعة الصورة الذهنية والخريطة الذهنية، كيفية التنافس والفوز في أسواق متنوعة وكيفية جمع وإدارة المعلومات والبيانات من أجل خدمة العملاء بشكل أفضل. ونوّه الدكتور الشبل في ختام محاضرته بدور الابتسامة في مجال التسويق، مبيناً أنها وسيلة فعالة يعبر من خلالها العاملون في المنشأة لعملائهم عن الابتهاج والسرور بمقابلتهم وتقديم الخدمة لهم، ما يؤدي إلى زيادة رضا العميل، وكسب ولائه وانتمائه للمنشأة ومنع تسربه للمنافسين، مستشهداً بقول نبينا صلى الله عليه وسلم الكريم «تبسمك في وجه أخيك صدقة»، لافتاً إلى المثل الصيني الذي يقول «إذا كنت لا تستطيع الابتسامة فلا ينبغي أن تفتح محلاً». من جهته، أوضح صلاح المغلوث، عضو مجلس إدارة الغرفة رئيس لجنة شباب وشابات الأعمال، أن برنامج رواد الأحساء يمثل أحد برامج اللجنة الهادفة إلى تنمية وتطوير قدرات الشباب والشابات ورفع مستوى كفاءة وتنافسية رواد ورائدات الأعمال بالأحساء بما يسهم في خدمة وتنمية القطاع ودفع جهود تنميته وتذليل العقبات التي تواجهه ونشر ثقافة المشاريع الناشئة والصغيرة. وأشار المغلوث إلى أن ضيف الأمسية الدكتور الشبل هو من بين أميز الأكاديميين الشباب الذين يبذلون جهودا كبيرة ورائدة في سبيل خدمة وتنمية قطاع رواد ورائدات الأعمال بالمنطقة وتنمية معارفهم وصقل تجاربهم، وهو ما يمثل فرصة للاطلاع والوقوف على أفكاره وطروحاته ومبادراته الرائدة في مجالات ريادة الأعمال والعمل الطوعي والاجتماعي. يذكر أن تلك الأمسية تأتي ضمن برنامج أمسية مجلس رواد الأحساء الذي تتبناه اللجنة لدعم وتشجيع رواد وشباب وشابات الأعمال من خلال تطوير معارفهم وتنمية أعمالهم وتعزيز روح المبادرة لديهم وذلك عبر المبادرات والفعاليات العامة والدورات المتخصصة وعرض التجارب الناجحة التي تلامس واقع وتطلعات شباب وشابات الأعمال بالمنطقة. يُشار إلى أن الدكتور صالح الشبل حاصل على الماجستير والدكتوراة في التسويق من جامعة تكساس في أرلينغتون بالولايات المتحدةالأمريكية، وحصد في عام 2011 المركز الأول لجائزة جامعة الملك فهد للبترول والمعادن لاستخدام التكنولوجيا في التدريس، وشارك في العديد من المؤتمرات الدولية، ونشر في صحيفة الوول ستريت جورنال، وهو متحدث رئيس في العديد من فعاليات تيدكس حول المملكة. الدكتور الشبل يكرم من قبل غرفة الأحساء