افتتح نائب الرئيس الأميركي جو بايدن لقاء عالي المستوى، حول التطرف في العالم، دعت إليه الولاياتالمتحدة، ويشارك فيه ممثلون عن حوالى سبعين بلدا، بالرد على منتقدي البيت الأبيض الذين يعتبرون أن مكافحة التطرف يجب أن تركز على الوسائل العسكرية. وكان يجري الإعداد للقمة التي يستضيفها الرئيس باراك أوباما لثلاثة أيام في البيت الأبيض منذ أشهر غير أنها اتخذت أبعاداً أكبر بعد سلسلة الاعتداءات المتشابهة التي ضربت عدة دول، بينها هجومان على مركز ثقافي وكنيس في كوبنهاغن، أسفرتا عن قتيلين في نهاية الأسبوع الماضي. وقال بايدن متوجها إلى مجموعة من المسؤولين الدينيين والاجتماعيين والأمنيين من جميع أنحاء العالم: "إننا بحاجة إلى أجوبة تتخطى المستوى العسكري، إننا بحاجة إلى أجوبة تتخطى القوة". وتابع: "علينا جميعاً بما في ذلك الولاياتالمتحدة أن نعالج المسألة انطلاقاً من القاعدة فصاعداً" مشدداً على ضرورة "إشراك مجتمعاتنا وإشراك جميع الذين هم معرضون للتطرف". وواجه البيت الأبيض انتقادات أخذت عليه عدم تركيز القمة بشكل واضح على محاربة التطرف تحديداً أو على توسيع الجهود العسكرية للتصدي للمجموعات الإرهابية مثل تنظيم داعش. ويرى خصوم أوباما الجمهوريون أن تفادي الرئيس استخدام تعابير مثل "التطرف" على أثر هذه الهجمات يظهر أنه لا يفهم طبيعة الخطر. وتشدد الإدارة الديموقراطية في المقابل على أن هذه الاعتداءات لا تمت إلى الإسلام، و"لا تبرير لها إطلاقاً" في أي ديانة. وقال مسؤول أميركي كبير: "إننا واضحون تماماً بأننا لا نعتقد أنها تمثل الإسلام"، مضيفاً: "بإمكانكم بالتالي إطلاق عليهم الصفة التي تشاؤون، نحن نسميهم إرهابيين". وتبحث قمة البيت الأبيض سبل التصدي للذين "يلهمون أفرادا أو مجموعات، ويحولونهم إلى متطرفين ويمولونهم أو يجندونهم" من أجل ارتكاب أعمال عنف. وستتناول المناقشات تبادل المعلومات ومكافحة "المواد التي تدعو إلى التطرف العنيف" على مواقع التواصل الاجتماعي، إضافة إلى تقييم فعالية هذه الاستراتيجيات. وتتركز الاجتماعات على الجهود الأميركية للتصدي للتطرف على الأراضي الأميركية. وقال بايدن، مفتتحاً اللقاء: إن "التركيز هو على منع التطرف العنيف من إيجاد موطن له في مجتمعات الولاياتالمتحدة". وتابع: "إنني لست أقول للصحافة ولا لأي من ضيوفنا، إنني أعتقد أن أميركا لديها رد على كل الأسئلة، لكننا نملك خبرة أكبر بكثير، هذا كل ما في الأمر". واعتبر بايدن أن تقليد الولاياتالمتحدة باستيعاب المهاجرين قد يكون أحد أسباب تجنيب البلاد هجمات مثل تلك التي ضربت الدنمارك وفرنسا وبلجيكا، وكذلك كندا واستراليا، وقال: "نحن بلد مهاجرين وقوتنا تكمن في أننا مكان اندماج". وأثنى على رئيس بلدية روتردام المسلم أحمد أبو طالب، الذي شارك في الاجتماع، ووجه انتقادات شديدة إلى منفذي الهجمات في أوروبا. والأربعاء، ستنضم هيئات القطاع العام والمنظمات غير الحكومية ومدن حول العالم، إلى الاجتماع. وقال مسؤول بارز في الإدارة الأميركية: إن هذه القمة "تتعلق ببناء شبكة شاملة للقتال ضد التطرف العنيف". وسيتم التركيز اليوم، على الجهود الدولية وسيطلق وزير الخارجية الأميركي جون كيري المناقشات. ومن المقرر، أن يتحدث في القمة وزير الداخلية البريطاني، ومسؤولون من الإمارات ومسؤولون وعلماء دين من سوريا وغيرهم. أخطاء أوباما وفي سياق ذي صلة، قال رئيس وكالة الاستخبارات القومية الأمريكية السابق، ليون بانيتا، إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، اقترف عدة أخطاء في حملته ضد تنظيم "داعش." وأوضح بانيتا في مقابلة مع CNN: "لا يوجد شك لدي الآن في أن هناك أخطاء ارتكبت، الرئيس ارتكب أخطاء، وأعتقد أن الرئيس تعلم من هذه الأخطاء، ولكن الأمر سيستغرق وقتاً، أنا متفائل من الجهود المبذولة في العراق، وأعتقد أن هذه الجهود ستثمر بدفع داعش خارج العراق." وتابع قائلاً: "السؤال الأكبر في ذهني الآن هو سوريا، وبالضبط كم من الوقت سيستغرقنا حتى نتمكن من مواجهة داعش في سوريا؟ لأنهم إن كانوا يتمتعون بمكان آمن هناك فسيتسببون بالمزيد من المشاكل لوقت أطول." ورداً على تصريحات مسؤولين أمريكيين بأنه لو تدخل أوباما ضد الرئيس السوري، بشار الأسد عندما تجاوز الخط الأحمر الذي وضعه، فإن ذلك كان ليؤدي بداعش لبسط سيطرته على دمشق، أجاب بانيتا: "كلا أبداً."