اللهم ارحم عبدك الصالح عبدالله بن عبدالعزيز رحمة واسعة، فنحن نحبه، اللهم ارض عنه فقد كان الأقرب إلى قلوبنا، اللهم تغمده بواسع رحمتك فقد كان الأب الحنون والأخ العطوف والصديق الوفي يحمل همومنا ويتلمّس جراحنا وآلامنا وأحزاننا نحبه ويحبنا؛ (إذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَبْدَ نادى جِبْرِيلَ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحْبِبْهُ فَيُحِبّهُ جِبْرِيلُ، فَينَادِي جِبْرِيلُ فِي أهل السَّمَاء، إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الْأَرْضِ) حديث قدسي. اللهم قهِ عذابك يوم تبعث عبادك، يا حنان يا منان يا واسع الغفران، اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه، فقد تحمّل الكثير من أجلنا. رجل العطاء والإغاثة والبذل، قدم الكثير للداخل والخارج، حتى أصبحنا رابع دولة في العالم في إغاثة المتضررين بعد الله. اللهمّ يمّن كتابه، ويسّر حسابه، وثقّل بالحسنات ميزانه، وجازه عنا خير الجزاء، وثبّت على الصّراط أقدامه، وأسكنه في أعلى الجنّات بجوار حبيبك ومصطفاك- صلّى الله عليه وسلّم-، فهو من حقق لنا الرخاء والطفرة الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية الضخمة في كل مناحي حياتنا. طفرة تُعتبراً مفصلاً في تاريخ المملكة، من مدن اقتصادية، ومدن طبية، ومدارس، وجامعات، وبعثات خارجية ولأكبر الجامعات في العالم. بعثات مباركة أحدثت نقلة كبيرة في النمو والتطوير في جميع المجالات، اللهمّ ارحم عبدالله بن عبدالعزيز وانظر إليه نظرة رضا وارض عنه، فإنّ من تنظر إليه نظرة رضا لا تعذّبه أبداً واجزه عنا خير الجزاء. اللهمّ أمّنه من فزع يوم القيامة وهولها، واجعل نفسه آمنة مطمئنّة، كما جعلنا آمنين مطمئنين في وطننا ننعم بالأمان والأمن والاستقرار. اللهم أنزله منزلاً مباركاً وأنت خير المنزلين، اللهم أنزله منازل الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً. فكم فقيراً آواه بره! وكم محتاجاً شمله عطفه وإحسانه! اللهم ارحم عبدك التقي العادل ونوّر قبره ووسّع مدخله وآنس وحشته كما كان لشعبه مؤنساً وحبيباً ورحيماً وسنداً للضعيف وناصراً للمظلوم. اللهم ارحم من كان يشعر بما نعاني دون أن نتكلم، فكان لساننا الذي ينطق بما يجول بخواطرنا والقلب الذي يسمع أنين أفئدتنا، اللهم املأ قبره بالرضا والنور، والفسحة والسرور. فقد كان لنا- نحن النساء- نصيراً، وأصبح عصرنا ذهبياً، فلم تعد المرأة مهمشة، بل شاركت أخاها الرجل في كل المجالات التي تتفق وديننا وشريعتنا، ولحبها للمغفور له، أثبتت جدارتها فكانت عند حسن ظنه- رحمه الله-. في الشورى شاركت، وفي خطوة غير مسبوقة عُيّنتْ نائبة لوزير التربية والتعليم زيادة في رفع معنوياتنا. اللهمّ ارزقه بكلّ حرفٍ في القرآن حلاوة، وبكلّ كلمة كرامة، وبكلّ آية سعادة، وبكلّ سورة سلامة، وبكل جْزءٍ جزاء. وأعماله- رحمه الله في هذا الشأن- خير شاهد، فشفّع فيه يا خالقي ومولاي القرآن. اللهمّ إنّه صبر على البلاء فلم يجزع فامنحه درجة الصّابرين الّذين يوفّون أجورهم بغير حساب، فإنّك القائل: (إنّما يوفّى الصّابرون أجرهم بغير حساب). اللهمّ إنّه عبدك وابن عبدك خرج من الدّنيا وسعتها وأحبّائه فيها، إلى ظلمة القبر، اللهم اجعل عن يمينه نوراً حتّى تبعثه آمناً مطمئنّاً، فهو من سعى بكل إخلاص وأمانه ودين ووطنية بأن يجعل لنا وزناً وحجماً كبيراً وقوة في وجه كل من تسوّل له نفسه المساس بأمننا. رحل عنا جسداً وبقي روحاً وعملاً طيباً وذكرى عطرة لن ننساه ولن تنساه الأجيال من بعدنا والتاريخ يشهد. إنه قائد استثنائي، له قيمة كبيرة في العالم، فلم يسبق لزعيم من قبل أن تتوافد كل هذه الوفود من ملوك وقادة العالم للمشاركة في تشييعه أو في التعزية فيه. خسرنا بفقد عبدالله بن عبدالعزيز، وكسبنا بسلمان بن عبدالعزيز، فأيده اللهم بنصرك واحفظه وأعنه ووفقه واجعله خير خلف لخير سلف، ووفق ولي عهده الأمين وولي ولي العهد. * تربوية/مديرة