كشفت مسؤولة في مركز الأميرة الجوهرة للطب الجزيئي وعلم المورثات والأمراض الوراثية التابع لجامعة الخليج العربي عن قرب افتتاح قسم تحليل جينات الأجنة قبل الحمل في المركز بهدف الحد من انتقال الأمراض الوراثية السائدة والمتنحية إلى الأجيال المقبلة. وأوضحت الدكتورة مريم فدا استشارية الجينات الوراثية في مركز الأميرة الجوهرة للطب الجزيئي وعلم المورثات والأمراض الوراثية أن تخصص (تحليل جينات الأجنة قبل الحمل) يهدف إلى فحص الأجنة بعد التلقيح الصناعي عبر زراعة الأجنة غير المصابة بالأمراض الوراثية كالسكر والثلاسيميا والأمراض السرطانية في رحم الأم، لتجنب الحصول على طفل مصاب بتلك الأمراض التي عادة ما يحمل جيناتها المصابة أحد الأبوين أو كلاهما. وكانت الدكتورة فدا نالت درجة الامتياز في تخصص (تحليل جينات الأجنة قبل الحمل) من مركز («Reproductive Genetic Innovations «RGI) في مدينة شيكاغو في ولاية إلينوى الأمريكية، كما تعتبر الدكتورة فدا أول خليجية حاصلة على تخصص (تحليل جينات الأجنة قبل الحمل) بدرجة امتياز، وهو ثاني تخصص تحصل عليه بعد التخصص في الجينات الوراثية كتخصص رئيسي، والتخصص في الجينات السرطانية كتخصص متفرع من تخصص الجينات الوراثية من جامعة إدنبرا في سكوتلندا. إلى ذلك يعتبر هذا التخصص من أهم التخصصات في مجال علم الجينات في العالم للحد من الأمراض الوارثية وخصوصًا في دول مجلس التعاون الخليجي كفقر الدم المنجلي (Sickle Cell Disease)، وفقر دم البحر المتوسط (الثلاسيميا) وأنواع السرطانات المختلفة كسرطان الثدي والقولون. وفي هذا السياق جددت الدكتورة فدا دعوتها إلى تبني الفحص الجيني للكشف عن الأمراض الوراثية والسرطانية، والشروع في الفحص الجيني للجينات الوراثية اقتداء بالعديد من التجارب المتقدمة في باقي الدول، مؤكدة أن الفحص الجيني يكشف عن الجينات التي تحمل الطفرة الوراثية والتي يمكن انتقالها للجنين، وهو الأمر الذي يساعد في الوقاية المبكرة ومحاصرة الأمراض الوراثية المختلفة الآخذة بالانتشار على المستوى المحلي والعالمي بمعدلات مقلقة. ويوصي الأطباء باللجوء إلى التشخيص الجيني ما قبل الزرع إذا كان هناك احتمال لإصابة الجنين ببعض الأمراض، إذ يعتبر هذا التشخيص وسيلة للتحليل الجيني لعدد من الخلايا للجنين في يومه الخامس، مما يقلل من احتمال توريث الأبوين العيوب الجينية إلى أبنائهما.