أرجو أن يعذرني القارئ لأنني سأُضيف إلى هذا المقال فقرة سبق وأشرت إليها في المقال السابق لأنها ترتبط بمضمون ما سأكتب. قلنا: سيب بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم قدّم أكبر وأثمن هدية لأستراليا عندما سحبها من المواجهات الأوروبية الشاقة وضمّها إلى القارة الآسيوية من خلال طبخة مسمومة وفاسدة بلعتها دول آسيا وما زالت تعاني منها.. فمنتخبات وأندية قارة أستراليا باتت تتسيّد صدارة البطولات الآسيوية.. فهذا ويسترن سيدني يفوز بكأس آسيا على حساب فريق الهلال.. وذاك أوكلاند سيتي النيوزيلندي يحرز المركز الثالث في كأس قارات العالم الأخيرة في المغرب.. وصار للمنتخب الاسترالي مقعد ثابت في كل مونديال على حساب دول آسيا. ولكن للانصاف والأمانة، لابد أن نعترف أن كرة القدم في شرق آسيا سجّلت طفرة ملفتة وبخطوات قياسية متسارعة.. ونتيجة لتخطيط سليم ومتقن ومهنية عالية.. ووفق نظام احترافي ممنهج ومدروس.. ساهمت في إنجاحه شركات عالمية كبرى وشهيرة في اليابان وكوريا والصين دعمت وساندت خطط التطور.. بالمقابل كان ولا يزال نظام الاحتراف في دول غرب آسيا ناقصاً ومتعثراً ولم يؤد إلى الطموحات البراقة.. والأهداف المرجوة نتيجة أفكار قديمة وبالية.. والزج بتطبيقات ونظريات وبرامج أكل الدهر عليها وشرب.. واجتهادات ما أنزل الله بها من سلطان. لذلك طفت على السطح فوارق كبيرة بين منتخبات دول شرق آسيا ودول غرب آسيا على صعيدي دورات الالعاب الاولمبية ونهائيات كأس العالم، فمثلاً الكوريتان والصين واليابان سبقوا دول غرب آسيا بأشواط بعيدة ليس في كرة القدم فحسب، وإنما في الألعاب المختلفة الجماعية والفردية وباتوا في صدارة دول العالم في الجمباز والتجذيف والسباحة والغطس وزوارق الكاياك وألعاب القوى وألعاب القوة أي (ملاكمة ومصارعة ورفع أثقال وتايكوندو والسومو والجمباز والرماية وألعاب الكرات الطاولة والطائرة والدراجات والريشة الطائرة... إلخ) كما نجحوا في تنظيم دورات أولمبية صيفية وشتوية ومونديال 2002 بين اليابان وكوريا ج. أما في كرة القدم، فقبل دخول نظام الاحتراف أي في السبعينيات والثمانينيات كان التفوق الآسيوي في كرة القدم لمنتخبات غرب آسيا من خلال دول السعودية والعراق والكويت وإيران، لكن بسبب غزو الاحتراف وانتشاره تراجعت كرة القدم الآسيوية في الغرب وتقدمت في الشرق.. حتى أن مستوى الدول المغمورة رياضياً، تطور أيضاً بشكل ملحوظ حسب امكاناتها؛ مثل ماليزيا واندونيسيا وفيتنام وتايلند والهند وباكستان والفلبين وسنغافورة. وخلال السنوات ال 15 الأخيرة، كانت حصة الأسد في الفوز والتأهل لبطولات كأس امم آسيا والمراكز المتقدمة في كرة القدم من نصيب منتخبات غرب آسيا.. ولا يزال المنتخب الياباني يتمسك بالمركز الاول في عدد مرات الفوز بالكأس (أربع مرات) وتأتي السعودية وإيران ثانياً ولكل منهما الفوز (ثلاث مرات).. وهذا التفوق لشرق آسيا طغى على بطولات الأندية أيضاً... وإلى اللقاء (يتبع).