حذرت دراسة طبية حديثة من تسبب استخدام القارئ الإلكترونى في القراءة قبل الخلود إلى النوم في أضرار على ساعات ونوعية النوم. وعكف فريق من الباحثين البريطانيين على مراقبة عادات وطبيعة نوم عدد من المشاركين فى الدراسة لمدة ثلاثة أسابيع، طلب منهم عدم استخدام القارئ الالكترونى فى ساعات المساء والليل بسبب الضوء المنبعث منه، وذلك لإضرارها بنوعية وساعات النوم بسبب قمعها لهرمون النوم، فضلا عن التحولات فى الساعة البيولوجية ويقلل من القدرة على الاستيقاظ فى نشاط صباح اليوم التالى. ورصد الباحثون خلال الدراسة التي أجريت فى مستشفى «برمنجهام» البريطانية بالتعاون مع كلية طب بجامعة «هارفورد» فى واشنطن ونشرت فى دورية «الأكاديمية الوطنية للعلوم»، 12 متطوعا بالغا لمدة 3 أسابيع وتم عقد مقارنة بين عدد منهم استعان بالقارئ الإلكترونى قبل الخلود إلى النوم، بينما المجموعة الأخرى استعانت بالكتاب الورقى التقليدى، وتبين أنه بعد الانتهاء من القراءة سواء بواسطة القارئ الالكترونى أو من كومبيوتر لوحى، استغرق المتطوعون وقتا أطول بواقع 10 دقائق للخلود إلى النوم مقارنة بالأشخاص الذين لجأوا للقراءة من الكتاب الورقى التقليدى، كما لاحظ الباحثون أن حركة عين أفراد المجموعة الأولى كانت أسرع مقارنة بأقرانهم ممن استعانوا بالكتاب الورقى، وأوضحت الأستاذ المساعد للطب السلوكى فى جامعة ولاية بنسلفانيا والمشرف على تطوير الأبحاث الدكتور آن مارى تشانج، أن الضوء المنبعث من الأجهزة الإلكترونية يحتوى على تركيز أعلى من الضوء الأزرق لتصل ذروته إلى 450 نانومتر بخلاف تكوين الضوء الطبيعى، وهو ما يؤدي لتأثير أكبر على النوم وإيقاعات الساعة البيولوجية بصورة يومية . ولاحظ الباحثون أن قرّاء الكتب الإلكترونية كانوا ينامون بتأخير ساعة مقارنة بالآخرين، وكانوا أقل انتباها مقارنة بالآخرين في صباح اليوم التالي حتى بعد النوم لثماني ساعات، وأشاروا إلى أن دراسات سابقة أظهرت وجود أثر سلبي للضوء الأزرق الصادر من الأجهزة اللوحية على تخزين الميلاتونين، إلا أنها لم تدرس أثر ذلك على النوم بحد ذاته، وأبدوا قلقا من تسبب استخدام الأطفال والمراهقين لهذه الأدوات في إطالة أمد النقص في النوم.