يزداد بريق لمعانه كالنجوم في سماء الوطن، ولن ينسى مهما باعدت بيننا وبين سموه المسافات فهو قريب في قلوب محبيه ووطن الوفاء على الخير يجمع، وإن باعد الدهر فذكراه لا تصدأ مع الزمن، تخلده الأقلام في صفحات الكتب، والأمير جلوي عرفته في أول لقاء في الاثنينية بالإمارة وتعرفت في تلك الليلة بالشيخ عبدالله العثمان وتأصلت علاقتي بسماحته، ورتب لقائي الأول واللقاءات الأخرى بسموه، هذه اللقاءات ترسخت في ذاكرتي وأعطتني انطباعاً وافياً أعجز وصفها في عجالة هذه السطور، وما يتميز به من ورع وتواضع وحسن استقبال وبشاشة في وجه مرتاديه والتحدث مع الأعيان أو المراجعين بكل أريحية والاستماع لآرائهم وخواطرهم، وجدت في الأمير سمة التدين والبساطة مع قوة الهيبة، وإذا تحدث فحديثه لا يمل بل نسترسل مع سموه مندمجين لحديثه، نجده يوجه وينصح ولا أنسى قبل اللقاء مع سموه حينما أخبرني الشيخ عبدالله أن الأمير جلوي حدد لنا وقتاً قبل موعد لقائه بالمراجعين، حيث قضينا في مكتب سموه الخاص بالإمارة ما يعادل ربع الساعة انتابني خلال اللقاء شعور بالارتياح حينما أثنى على اثنينية النعيم الثقافية بالأحساء وعلى القائمين عليها وعلى برامجها وقال إنه يتابع أنشطتها ودعا لنا بالتوفيق. وإذا رجعنا لمهام سموه نجد بصماته واضحة حافلة بالإنجازات شهدها الوطن في شماله ثم شرقه كنائب لأميرها على مدى أحد عشر عاماً يؤدي مهامه بجدارة وإخلاص انعكس أثره على الثقة الملكية التي هيأته بقرار خادم الحرمين الشريفين تعيينه أميراً لمنطقة عزيزة علينا أرضاً وشعباً، فهنيئاً لمنطقة نجران بأميرهم الجديد، ونرجو لسموه التوفيق والسداد، ولمنطقة نجران العز والازدهار.