فتاة كانت لها علاقة حب بشاب، فتقدم للزواج منها فرفضته أمها، وأجبرتها على الزواج من ابن عمها، باعتباره أنه من نفس العائلة ومن أسرة غنية، ولكنها اكتشفت بعد زواجها منه بأن لديه علاقات نسائية مع بنات الهوى، وأنه بخيل ماليا، فلما واجهته بالعلاقات أنكر في بداية الزواج ولكنه أقر بها بعد ذلك، وقال لها هذا ما يسعدني فإن شئت صبرت وإن شئت طلقتك، فرجعت لأمها ورفضت فكرة الطلاق؛ خوفا من كلام الناس، واستمرت تقاوم انحرافه لمدة عشر سنوات ولكنها يئست من تغييره، فبدأت تفكر بالعودة للشاب الذي تحبه قبل زواجها، فدخلت علي باستشارة وعرضت علي ما تفكر فيه، فقلت لها: إياك أن تفعلي ولا تعالجي الخطأ بخطأ مثله، فإن هذا الفعل يغضب الله تعالى، فاقترحت عليها في حالة رغبتها بالرجوع للشاب الذي كانت تحبه أن تطلب الطلاق من زوجها ثم تتزوج ممن كانت تحبه، قالت: إن الشاب الذي كنت أحبه إلى الآن لم يتزوج من حبه لي، ورفض أي زواج من بعدي، قلت لها: إذن أنصحك بالطلاق فهو خير لك، وانتهى اللقاء. وبعد سنتين رجعت ،وقالت أريد أن أصارحك بشيء، قلت لها: تفضلي، قالت: الصراحة لقد تواصلت مع الشاب الذي كان يحبني وصار لي سنتين أخرج معه في نهاية الأسبوع، وهو يصرف علي ويشتري لي الهدايا، قلت لها: وهل تم الطلاق بينك وبين زوجك؟ سكتت، ثم ترددت فقالت: الصراحة لا، استمريت مع زوجي ومع عشيقي، قلت لها: إذن بدأت المعركة، قالت: أي معركة؟ قلت: لقد أدخلت نفسك بمعركة مع الله تعالى بفعل هذه الكبيرة، قالت: ماذا أفعل فأنا أخشى كلام الناس وأهلي كذلك، فماذا يقولون عني (مطلقة، مجنونة تركت زوجها صاحب المنصب، مغفلة تركت مصدر عزها لأنه له وجاهه بالبلد، ظالمة شتت ولديها) وغيرها من العبارات التي تعمل مفعول السكاكين وأنت تعرف مجتمعنا وتعرف كلام الناس، فسكت. فقالت: اخترت أن أستمر بعلاقتي مع زوجي كواجهة اجتماعية، ويعيش كل واحد منا حياته الخاصة لوحده، قلت: ولكنك جعلت المجتمع وكلام الناس مقدما على كلام رب الناس، أما زوجك فإن الله سيحاسبه، وأنت تعرفين عقوبة الزناة، فقد رآهم النبي -صلى الله عليه وسلم- ليلة الإسراء والمعراج (بالتنور يحرقون) فزوجك قبل أن يكون من سكنى التنور، وأنت المفروض ألا تقبلي بهذا، وانتهى اللقاء. وبعد خمس سنوات رجعت إلي وهي تبكي بكاء مرا وتقول: لقد توفي أحد أولادي بحادث سيارة، وفقدت أعز أبنائي علي، وبقي لي ولد واحد فقط، فسكت ولم أتكلم، فبادرت هي بالحديث وقالت: أعرف ماذا تريد أن تقول، أنك دخلت في معركة تحاربين بها الله تعالى بسبب استمراري مع العشيق بعلاقة محرمة، قلت: أولا عظم الله أجرك بوفاة ولدك، وثانيا: إن الله تعالى يرسل للعبد رسائل في الدنيا؛ حتى يفيق من غفلته ويرجع لربه، فقد تكون الرسالة (خسارة مالية أو مرضا أو وفاة عزيز أو مصيبة)، كل هذه رسائل ربانية وما زلت أكرر نصيحتي لك اطلبي الطلاق من زوجك وتزوجي عشيقك، فإنه أفضل لك في دنياك وآخرتك، قالت: وكيف أواجه المجتمع؟ وماذا أقول للناس؟ وأنت تعرف مكانتنا بالمجتمع وعائلتنا من أغنى العائلات ورجالنا أصحاب مناصب بالدولة، قلت: ولكن صحتك وسلامة إيمانك وقلبك أولى من ذلك كله، ثم أن هذا الطلاق ليس أول طلاق بعائلتك، فإذا تكلم عنك الناس واجهيهم وكوني قوية، ولكن لا تدخلي في معركة مع الله بفعلك للحرام، وانتهى اللقاء. وبعد ثلاث سنوات دخلت علي وهي شاحبة الوجه، فقلت لها خيرا إن شاء الله، قالت: لقد أصبت بمرض خطير ولا بد من السفر خارج بلدي للعلاج، وقد تخلى زوجي عني وعن دفع مصاريف العلاج، قلت: وماذا ستفعلين؟ قالت: عشيقي قال لي بأنه سيتكفل بعلاجي، قلت: وهل ما زلت مستمرة مع عشيقك؟ سكتت فترة طويلة ولم تتكلم، ثم قلت لها: عرفت الجواب، لا داعي للحديث، ولكن ما زلت أقول لك اطلبي الطلاق واتركي كلام الناس عنك جانبا، (فرضا الناس غاية لا تدرك ورضا رب الناس غاية تدرك)، وجلست تبكي وتقول: يا ليتني أخذت بكلامك من زمان، قلت ما زال في الوقت سعة، المهم أن تتخذي قرارا الآن بطلب الطلاق والزواج من عشيقك ثم سافري مع عشيقك وليتكفل بعلاجك كاملا، قالت هو قال لي هذا، وانتهى اللقاء. أعرف أن القارئ يريد أن يعرف نهاية القصة، ولكني أنا شخصيا لا أعرف نهايتها، فهي الآن في مرحلة العلاج، ونسأل الله لها التوبة وتصحيح المسار والشفاء، وقد استأذنتها بأن أكتب قصتها فوافقت مع اخباري بأن أخفي بعض المعلومات وأضيف قليلا على الرواية؛ حتى لا يكتشف أمرها، وقد فعلت ذلك بناء على وصيتها ولكني لم أخل بمحتوى الحدث نفسه؛ حتى تكون القصة عبرة لمن يعتبر، المهم أن نعلم أن الله يملي للظالم فإذا أخذه لم يفلته.