يوم الثلاثاء الموافق 28/11/1435هجرية تحل علينا مناسبة حبيبة على قلوبنا، نعتز بها ونفخر لتاريخ عطر بالغ التأثير والأثر حافل بالملاحم والبطولات التي شهد لها التاريخ وسجلها على صفحاته بأحرف من نور. يوم توحيد هذا الكيان العملاق على يد القائد الملهم جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه-، وفي هذه المناسبة الغالية من حقنا أن نفتخر ونعتز بالمنجزات الحضارية الفريدة التي أُنجزت في زمن قياسي، فرحمه الله أرسى قاعدة متينة لحاضر زاهر ومستقبل مشرق. في هذا الوطن المعطاء ومن هذا الوطن الغالي تتواصل مسيرة الخير والبناء والنماء، وتتجسد معاني الحب والوفاء والتلاحم. هذا اليوم ليس مجرد ذكرى أو حدث تاريخي عابر، وإنما هو يوم نستلهم فيه العبر والدروس من سيرة ومسيرة بطل وقائد عبقري وملحمة رائدة من أروع الملاحم انطلقت منها مسيرة الضياء فشعَّت في سماء دولة مترامية الأطراف توحدت بالإرادة والعزم القوي والنية الصادقة والإيمان بالله والاعتماد عليه سبحانه. لا شيء مستحيل!! فمن فطرة البداوة إلى قمة الحضارة !! ومن كيان ممزق وكيانات متنافرة إلى وحدة أُسر مترابطة متحابة!! فلنجعل اذاً هذه الذكرى مناسبة هامة نستحضر فيها كل القيم والمفاهيم والتضحيات التي صاحبت بناء هذا الكيان الشامخ، ولنجعل أبناءنا يشعرون بوزنها وحجم الجهود التي بذلت من أجل إرساء قواعدها المتينة، فلم يأت كل هذا العز والرخاء من فراغ. يقال «ان السماء لا تمطر ذهباً» ولكنها أمطرت بمشيئة الله ثم بجهود المغفور له بإذنه تعالى، فتحولت من صحراء قاحلة لصحراء تنبتُ ذهباً. مراحل حافلة بالإنجازات جوهرها الإيمان بالله وأساسها الاقتصاد وقاعدته الصلبة بناها المؤسس المعتمد على توفيق الله ونظرته الثاقبة وضعت الوطن الحبيب في مصاف القوى الاقتصادية المنتجة والمصدرة فقامت عليها نهضة شاملة وتطور سريع في كل المجالات خاصة العلمية والتعليمية ومكانة كبيرة تبوأتها مملكتنا في صناعة القرارات المؤثرة إسلامياً وعربياً وإقليمياً وحتى عالمياً لا لكونها أكبر مصدر للطاقة فحسب ولكنْ لوجود الحرمين الشريفين في بقاعها الطاهرة وخدمة الإسلام والمسلمين من خلال خدمة الحرمين الشريفين وخدمة قاصديهما من الحجاج والمعتمرين، ولا ننسى أنه-رحمه الله- أول حاكم مسلم دعا للتضامن الإسلامي، إضافة إلى العديد من المواقف الثابتة. المملكة العربية السعودية من أوائل الدول العربية التي شاركت في تأسيس جامعة الدول العربية عام 1945م، ووقف الملك عبدالعزيز إلى جانب الدول العربية في كفاحها للتحرر من الاستعمار والنفوذ الأجنبي، ووضع كل ثقله إلى جانب القضية الفلسطينية. ومكانة أخرى تمثلت في تفعيل دورها في المجموعة الدولية سواء من خلال منظمة الأممالمتحدة التي شاركت في تأسيسها أو من خلال المؤسسات الدولية المنبثقة عنها والهيئات والمنظمات الدولية الأخرى. هذا الوطن لا يستهان به فلو ذكرتُ كل مكانته إسلامياً وعربياً وإقليمياً وعالمياً فلن تكفيني صفحات كتاب. لنقف صفاً واحداً في وجه كل من يحاول المساس أو العبث بأمنه، وبالمناسبة.. عمل الأجداد لهذا الوطن الكثير وقدموا الأكثر فماذا عملنا وقدمنا ؟ ليجز الله المغفور له خير الجزاء وليجز أبناءه البررة خير الخلف لخير السلف خير الجزاء، وأدام الله عز الوطن واستقراره في ظل حكومتنا الرشيدة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد والأسرة الكريمة، وحفظ الله القائد والقيادة والشعب والوطن.