فيد.. بلدة تقع إلى الجنوب الشرقي من منطقة حائل، وتعتبر أحد الأمكنة الأثرية التاريخية للمنطقة، إذ تختزن جبالها نقوشا تاريخية تعود إلى عصور ما قبل التاريخ، فضلا عن كونها محطة رئيسة في درب زبيدة، وكانت مسجلة ضمن ولايات الخلافة العباسية وهي لقبيلة بني نبهان وبني أسد و طي وبها بادية وحاضرة إلى عهد قريب أغلب سكانها من قبيلة الاسلم من شمر ومن نزل بها وصاهرهم من جميع القبائل العربية الكريمة. وفيد غنية بالآثار الإسلامية وتربة خصبة للسياحة، لاقت اهتماما من رئيس الهيئة العليا للسياحة في منطقة حائل الأمير سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز، لأهميتها التاريخية وامتلاكها مخزونا أثريا ما يجعلها على قائمة المناطق السياحية في المملكة. من أهم آثارها * قصر خراش - برك زبيدة - المدينة السكنية - السراديب - منطقة التلال - فسقية القصر- الرحى العملاق لطحن الحبوب - الآبار حيث فيها ما يقارب 45 بئراً - القنوات المائية ويرجع تاريخها إلى العصور الإسلامية الأولى. وتعتبر فيد في منتصف الطريق بين مكةالمكرمة وبغداد على طريق زبيدة، وتبعد عن حائل 92 كم على الطريق السريع حائلالقصيم و 160 كم عن القصيم. وقد ذكرها العديد من كتب المؤرخين والجغرافيين وكتب الرحالة, ذكروا أنها محطة رئيسة للحجاج القادمين من العراق وبلاد فارس في العصر الإسلامي المبكر. تقع في منتصف الطريق بين الكوفة ومكةالمكرمة, كما أنها منطقة رعوية لقبيلة طىء وزعيمها زيد الخير الذي قدم على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في المدينةالمنورة فعرض عليه الإسلام فأسلم, وقال: الرسول (صلى الله عليه وسلم) ما ذكر لي رجل من العرب إلا رأيته دون ما ذكر لي إلا ما كان من زيد فانه لم يبلغ كل ما فيه وسماه الرسول (صلى الله عليه وسلم) زيد الخير واقطع له فيد وأرضين وكتب له بذلك كتابا. وجاء ذكر مدينة فيد عند (البكري) بقوله : (وأول من حفر فيه حفرا في الإسلام, أبو الدليم مولى يزيد بن عمر بن هبيرة, فاحتفر العين التي هي قائمة وأساحها, وغرس عليها...). ونظرا لأهمية مدينة فيد التاريخية والحضارية فقد اتجهت أنظار الباحثين والعلماء لاستكشاف معالمها الأثرية التي مازالت باقية, التي تتضمن بقايا أثرية تدل على أهميتها ودورها التاريخي والحضاري, من أجل التعرف على دورها التاريخي والحضاري عبر العصور وجعل مدينة فيد التاريخية نقطة جذب للزائرين من داخل المنطقة وخارجها وتحفيز السياحة الثقافية في منطقة حائل. ولهذا تبنت وكالة الآثار والمتاحف فكرة استكشاف معالمها وآثارها الباقية، وعرضت الفكرة على الأمير سعود بن عبدالمحسن أمير منطقة حائل ورئيس الهيئة العليا لتطوير منطقة حائل لتمويل ودعم المشروع, ورحب سموه الكريم بالفكرة وأصدر قرار الموافقة بدعم مشروع تنقيبات مدينة فيد التاريخية بالخطاب رقم 28- أ.ر -426 وتاريخ 21-9-1426 ه , وقدم لسموه الكريم عرض متكامل عن أهمية مدينة فيد تاريخيا وحضاريا وعن آليات العمل لاستكشاف المدينة من قبل وكيل الوزارة للآثار والمتاحف الدكتور سعد الراشد. وعلى ضوء ذلك قدمت خطة عمل مفصلة من مدير المشروع الدكتور فهد الحواس تبين مراحل العمل والاستكشاف التي تمتد إلى أكثر من خمس سنوات بميزانية مقدارها ثلاثمائة ألف ريال لكل موسم. وقام فريق العمل بعمل خرائط ومخططات للمواقع الأثرية, تضمنت مجموعة من الخرائط الكنتورية والشبكية لمواقع المدينة السكنية ومنطقة التلال وحصن فيد الأثري (قصر خراش) وبرك زبيدة التي تقع جنوب شرق الحصن, بالإضافة إلى رفع مساحي لأهم المعالم الأثرية, ورسم كافة المعالم الأثرية المكتشفة. وتم توثيق كافة المعالم الأثرية في الموقع فوتوغرافيا, أثناء المسح والتسجيل, بالإضافة إلى تصوير المعالم الأثرية القريبة من مدينة فيد التي شملت الرسوم الصخرية والنقوش والكتابات القديمة وأساسات المباني والدوائر الحجرية. كذلك تصوير كافة تفاصيل المعالم الأثرية المكتشفة في كل من منطقة التلال والسور الجنوبي للحصن وفسقية الحصن.