ربما يكون مونديال البرازيل من أكثر بطولات كأس العالم في المفاجآت.. والفضل يعود للاستعداد الارتجالي لأكثر المنتخبات خاصة الاوربية بسبب امتداد انشطتها وبطولاتها الى ماقبل بدء المونديال بأسبوعين.. بالمقابل لمس الجميع الجاهزية والأفضلية لمنتخبات امريكا اللاتينية.. وزاد تفوقها عوامل الطقس الحار الملائم لها بعكس المنتخبات الاوربية التي(ساحت مع الحرارة كما حال الشكولا) وإذا كان هناك من يتصور أن خروج البرازيل(قبل أو بعد)من المفاجآت غير المتوقعة.. فهذا ليس صحيحاً لأن خروجها كان متوقعاً لاسيما وأنها في مبارياتها الأربع الأولى لم يظهر المنتخب البرازيلي بالشكل الذي كنا نتوقعه. فالخبراء أجمعوا أن منتخب السامبا لم يقدم مايستحق عليه الوصول لربع النهائي.. خاصة أنه تأهل أمام تشيلي(بطلوع الروح)وبفارق ركلة جزائية ترجيحية.. لكن الأمانة تقتضي أن نعترف بأنه لعب أجمل مبارياته للآن أمام كولومبيا وفاز بهدفين مقابل هدف.. ونهوض البرازيل المتأخر من كبوتها ووفقاً لنظام التناوب بين القارات فهذا يعطي دائماً الأرجحية الدول المستضيفة. كما أن المنتخب الالماني لم يقنع إلا بمباراته الاولى.. وفوزه على البرتغال بأربعة أهداف نظيفة.. وفي مبارياته أمام غاناوامريكا والجزائر لم يظهر بالمستوى المأمول.. ولعب المانشافت أقوى مبارياته أمام فرنسا وقدم عرضاً مقنعاً استحق عليه الفوز والثناء.. وباتت الفرصة متاحة أمام نجمه توماس موللر لتعزيز أهدافه الأربعة.. وتصدر قائمة الهدافين في ظل غياب المتصدر الحالي رودريجز الكولومبي(6 أهداف)بعد خروج فريقه.. وابتعاد النجم البرازيلي نيمار(4 أهداف)عن المنافسة بعد إصابته بكسر في الفقرة الثالثة بالعمود الفقري.. وهذه الاصابة ستغيبه لفترة طويلة. ووصول الماكينة الألمانية لدور نصف النهائي شيء طبيعي ومتوقع وهي الرابعة على التوالي والأولى بتاريخ كأس العالم.. وقلت في مقال سابق إن المانشافت وهو في اسوأ أحواله يستطيع الوصول الى نصف النهائي.. والشئ الذي لفت انتباهي لاعبو فرنسا وجماهيرهم وكيفية تقبلهم لمفهوم الهزيمة والاقصاء بصدر رحب.. ونستخلص ايضاً أن المنتخبات المغمورة التي ليس لها تاريخ والساعية للشهرة على حساب المنتخبات الكبيرة المشهورة كان لها كلمة مسموعة.. فتأهل كولومبيا لربع النهائي(لأول مرة) انجاز تاريخي. وتبدأ يوم الغد الثلاثاء اولى مباريات دور نصف النهائي بين البرازيل والمانيا فيما تقام الثانية بعد غد الاربعاء, بين هولندا والارجنتين وسيحاول منتخب السامبا الطيران أمام المانشافت بدون جناحين لغياب تياجو سيلفا الكابتن والهداف المصاب نيمار قلب البرازيل النابض. وتأهل المنتخب الأرجنتيني للدور قبل النهائي بعد غياب دام(24)سنة اثر فوزه على منتخب بلجيكا بهدف جونزالو هيجواين وسيقابل الفائز هولندا الأربعاء . والفائزان سيلتقيان في المباراة النهائية الأحد المقبل حيث سنتعرف على هوية الدولة التي ستحمل شرف كأس العالم والتي ستحكم العالم لمدة أربع سنوات مقبلة موعد مونديال روسيا 2018.. وإلى اللقاء. [email protected]