لو وجهت السؤال المألوف والدارج لأي إنسان عادي قبل مونديال البرازيل (من ترشح للفوز بكأس العالم؟)، لقال دون تردد: البطولة محصورة بين اسبانياوالبرازيل والمانيا وايطاليا والارجنتين والبرتغال وانجلترا..لكن الحصاد لم يأت متكافئاً مع الزرع..ولم يتوافق حساب السوق مع داخل الصندوق..فخرجت مبكراً ايطالياواسبانيا وانجلترا والبرتغال ولحقت بهم تشيلي والاورغواي..ولولا لطف الله تعالى للحقت بهم البرازيل والمانيا والارجنتين من الدور الثاني. لا كبير ولا صغير في مونديال البرازيل، إنه مونديال الكومبارس..فهناك ثلاثة منتخبات تأهلت الى المونديال عبر الملحق القاري..اليونان على حساب رومانيا..وفرنسا على حساب اوكرانيا..والاورغواي على حساب الأردن..اضافة لمنتخبات تأهلت لكن لم تكن مرشحة لمراكز متقدمة في مونديال البرازيل مثل سويسرا وكولومبيا واليونان وكوستاريكا وتشيلي وبلجيكا وامريكا والجزائر والاورغواي والمكسيك. وما شهدناه في الدورين الأول والثاني يشيب له الولدان.. من كان يعتقد أن تتصدر هولندا وكولومبيا وكوستاريكا وفرنسا وبلجيكا مجموعاتهم ؟..ثم تصل هولندا وفرنسا وكولومبيا وكوستاريكا لربع النهائي؟، ومن كان يتصور أن منتخب البرازيل صاحب الأرض وأقوى المرشحين ينكشف حاله وعجزه منذ البداية في مباراته الافتتاحية أمام كرواتيا (تأهل بالمحلق الأوروبي على حساب ايسلندا)، ويفوز عليه بدفع ومباركة الحكم الياباني وخيبة الحارس الأوكراني؟ ثم يفشل في الفوز على المكسيك..ويفوز بشق الأنفس على الكاميرون (الحلقة الأضعف في المونديال)، ثم يتجرع المهانة والمرارة في الدور الثاني أمام تشيلي ويفوز بعد تحالف عارضة المرمى 3/2 بضربات الجزاء الترجيحية وبعد تعادلهما في الوقتين الأصلي والاضافي 1/1. والمنتخب الألماني عانى الأمرين، في الدور الأول تعادل مع منتخب غانا بطلوع الروح وخطف التعادل 2/2 في الوقت القاتل بعد أن كان خاسراً..وفي الدور الثاني مسح المنتخب الجزائري به أرض الملعب وعراه وكشفه وأربكه ووقف شوكة في حلقه ولم يفز الالمان إلا في الوقت الاضافي 2/1. أما المنتخب الأرجنتيني فربما كان أفضل حالاً منهما، ولو أن فوزه في مبارياته الأربع بشق الأنفس، فحقق فوزاً بالغ الصعوبة على نيجيريا 3/2، وسرق الفوز أمام ايران في الوقت الاضافي..وحقق فوزاً باهتاً على البوسنة 2/1 وفي الدور الثاني فاز على سويسرا بهدف قاتل في الدقيقة 118 من الوقت الاضافي. هذه ثلاثة نماذج لأقوى المنتخبات المرشحة للفوز بكأس العالم..ومما يؤكد تأرجح وتقلب المستويات اكثر أن خمس مباريات من أصل ثماني حُسمت في دور ال16 في الوقت الاضافي، منها مباراتان بركلات الجزاء الترجيحية.. ولن أدخل في تفاصيل أكثر..هل توافقوني بأنه مونديال الكومبارس؟... وإلى اللقاء. [email protected]