من أهم الخدمات التعليمية المساعدة للطالب والمعلم: الإرشاد الطلابي لكنه يأتي في آخر اهتمامات وزارة التربية والتعليم بالمملكة العربية السعودية، ولقد طرحت هذا الموضوع في حوار مباشر مع وزير التربية السابق حيث أجاب بأن الإرشاد الطلابي متخلف والسبب في ذلك عدم وجود دعم مالي لاعداد الكوادر المتخصصة والاعتماد في الوقت الحاضر على المعلمين والمعلمات، وهذه الإجابة لا شك في أنها تبريرية وغير مقنعة؛ لأن الوزارة بإمكانها لو كانت لديها فكرة واضحة عن أهمية الإرشاد الطلابي ودوره الإيجابي في مساعدة الطلبة وتوجيههم لأعدت برامج تدريبية لرفع كفاءة المعلمين والمعلمات المكلفين بخدمة الإرشاد أثناء العمل لكنها اكتفت بالتعاميم المبلغة روتينياً والتي مآلها الحفظ في الأرشيف. كما أن ثقافة الإرشاد الطلابي تكاد تكون مفقودة في أوساط المؤسسات التعليمية لأن بعض المسؤولين في المدارس وإدارات التعليم يجهلون أهمية وأهداف الإرشاد الطلابي ولا يعطونه حقه من العناية والاهتمام ولذلك فبعض المديرين يكلفون المرشد الطلابي بأعمال إدارية لا تمت للإرشاد بصلة مما يبدّد جهود المرشد فلا يستطيع تقديم هذه الخدمة التربوية الهامة لطلبة المدرسة وأولياء أمورهم ولا يتمكّن من التفرّغ لتثقيف ذاته لتطوير كفاءته الإرشادية. ووزارة التربية والتعليم المسؤولة عن تنفيذ مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم ربما لم تعط الإرشاد الطلابي ما يستحقه من التطوير حتى الآن رغم أهميته القصوى لمساندة العملية التعليمية ومساعدة الطلبة للتغلب على ما يعيق نموّهم. ومعلوم أن أدبيات الإرشاد الطلابي متاحة في كتب متخصصة تباع في المكتبات، لكن الجوانب التطبيقية للإرشاد في الدول المتقدّمة ينبغي الحديث عنها لأهميتها وذلك من واقع المعرفة بها عملياً عن قرب في مدارس أمريكا، على سبيل المثال: زرت المدرسة الثانوية في المدينة الجامعية، للحصول على معلومات تطبيقية عن الإرشاد الطلابي لحاجة بحث أعده للمقرر في مرحلة الماجستير، وجّهني مديرها إلى قسم الإرشاد بالمدرسة البالغ عدد طلابها ثمانمائة طالب وطالبة، وكان عدد المرشدين خمسة، وكل منهم مسؤول عن إرشاد وتوجيه مائة وستين طالباً، وللطالب حرية اختيار المرشد الذي يرغب، وكل مرشد يحمل درجة البكالوريوس في التربية ودرجة الماجستير في الإرشاد الطلابي، وطلبت تزويدي بوظائف الإرشاد وحضور بعض اجتماعاتهم بالطلبة حيث يتم الإرشاد جماعياً تارة أو فردياً تارة أخرى وكانت على النحو التالي: * الإرشاد والتوجيه التعليمي يشمل: مساعدة الطالب على التغلب على الصعوبات الدراسية، ومساعدته لاختيار التخصص العلمي الملائم لاستعداده وميوله وتوضيح الفرص الوظيفية المتاحة في سوق العمل للتخصص والجامعات والكليات المناسبة. * الإرشاد والتوجيه النفسي: لمساعدة الطالب على التغلب على معاناته النفسية بالتعاون مع ذوي الاختصاص. * الإرشاد والتوجيه الاجتماعي: لمساعدة الطالب على التكيّف الاجتماعي أخلاقياً وسلوكياً في المدرسة والمجتمع المحلي وتكوين العلاقة الأسرية الودية والعلاقات مع الأصدقاء، وقد يتطلب الموقف نُصح المرشد للآباء والأمهات وإخوة الطالب. * الإرشاد الصحي: ويهتم المرشد بصحة الطلبة للتغلب على المعوّقات السمعية والبصرية وغيرها وتثقيفهم صحياً وغذائياً. ويحيط المرشد طلابه بالاحترام ويتفهّم حالاتهم ويُعزز ثقتهم بأنفسهم ويوفر لهم المعلومات كالتخصُّصات العلمية بالجامعات ومتطلبات سوق العمل وغيرها. [email protected]