أثبتت دراسة أجراها كرسي الأمير متعب بن عبدالله بن عبد العزيز جامعة الملك سعود أن فيتامين " د " يعتبر أحد الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بمرض هشاشة العظام ( ترقق العظام ) والمنتشر بشكل كبير في المملكة بصورة تفوق انتشاره في الكثير من البلدان الغربية، كما أثبتت الدراسة أن لهذا الفيتامين علاقة كبيرة بالعديد من أمراض المناعة. وبعض أنواع السرطانات, وأمراض القلب والشرايين وقدرة الجسم على محاربة الإلتهابات المزمنة كمرض الدرن على سبيل المثال، .. معد الدراسة أستاذ الكيمياء الحيوية المشارك بكلية العلوم والمشرف على كرسي الأمير متعب بن عبدالله لأبحاث المؤشرات الحيوية لهشاشة العظام د. ناصر بن محمد الداغري .. تحدث حول تفاصيل الدراسة فقال :" نقص فيتامين (د) منتشر على نطاق واسع في المملكة بغض النظر عن العمر والجنس، أي أن النساء والرجال متساوون في نسبة نقص الفيتامين، كما أن انخفاض المستوى الغذائي لا يؤثر على مستوى الأشكال النشطة من فيتامين ( د ) وكذلك مستوى هرمون الغدة الدرقية PTH،" وأضاف الداغر:" لقد قام كرسي هشاشة العظام بعمل دراسة موسمية لمستوى فيتامين ( د ) لدى السعوديين بواقع 500 إلى 1000 شخص يمثل كل منهم عينة تجريبية، وتبين من خلال الدراسة أن نسبة الإصابة من 60 % إلى 80 %، وقد وجدت الدراسة كذلك أن مستويات فيتامين( د ) تكون أقل خلال موسم الصيف عنها في فصل الشتاء، مما يعزز الاختلافات الجغرافية من حيث التأثير الموسمي، لذا ننصح المواطنين خاصة في فصل الصيف بعدم التعرض لأشعة الشمس لمدة عشر دقائق يومياً، ذلك لأن التعرض لها صيفا قد يؤدي إلى الإصابة، كما أن الدراسة خلصت إلى أن هناك ارتباط وثيق بين مستوى فيتامين ( د ) وبعض عناصر ما يسمى بمتلازمة الأيض، بما في ذلك ضغط الدم، والسكر، ودرجة السمنة، وصورة الدهون عند الأطفال والبالغين على حد سواء، مما يجعل هذا النقص عاملاً خطراً في تطور الأمراض المزمنة غير المعدية والمنتشرة بشكل كبير في المملكة، لذا فإن العمل على رفع مستوى فيتامين ( د ) بكل الطرق الممكنة يقلل من الإصابة بهذه الأمراض مثل : ارتفاع ضغط الدم, والسمنة، وما يترتب عليها من مشاكل صحية، هذا بالإضافة إلى أن مستوى فيتامين (د) عند تناوله عن طريق الفم يتأثر بتناول مشروب القهوة والشاي لدى الأطفال، لذا ننصح من يتناول فيتامين ( د ) أن يكون ذلك ليلاً وقبل النوم حتى يتم امتصاصه و الاستفادة منه بصورة أكبر" وأشار الداغر إلى أن كرسي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز لأبحاث هشاشة العظام بفريقه الوطني والعالمي لا يأل جهدا في العمل الجاد والمتواصل في سبيل دراسة هذا المرض المزمن، والذي ينتج عنه كسور العظام التي لها تأثير كبير جدا على كل النواحي الصحية و العائلية و النفسية، كما أن تأثيرها الاقتصادي الهائل يتضح في دراسة نشرت في المجلة الطبية السعودية في العام 2010م وخلصت إلى أن كسور الورك الناتجة عن هشاشة العظام تكلف المملكة سنويا ما يزيد عن الأربعة مليارات ريال"