بدأ الناخبون في قرغيزستان الاحد الادلاء بأصواتهم لاختيار رئيس جديد يقدر على تضييق هوة الانقسامات التي تهدّد الاستقرار في الجمهورية السوفيتية السابقة في خطوة حيوية لاستكمال اصلاحات جريئة لإقامة اول ديمقراطية برلمانية في آسيا الوسطى. ومن شأن انتخابات نزيهة ان تقود الى اول تسليم سلمي للرئاسة في قرغيزستان ذات الاغلبية المسلمة التي لها اهمية استراتيجية بعد 20 عاماً من الحكم الاستبدادي. وتمثل الانتخابات ذروة الاصلاحات التي بدأت بعد تمرُّد دموي اطاح بالرئيس في العام الماضي. يثير انعدام الاستقرار في قرغيزستان قلق الولاياتالمتحدة وروسيا اللتين تديران قواعد عسكرية جوية في البلد الذي يقطنه 5ر5 مليون نسمة ويساورهما القلق ايضاً بشأن تهريب المخدرات وامتداد التشدّد اليها في المستقبل من افغانستان المجاورة.ولكن اثنين من المنافسين للمرشّح الاوفر حظاً في السباق وهو رئيس الوزراء المدعوم من موسكو المظ بك اتامباييف قالا انهما سيطعنان في النتائج اذا ما انتابتهم شكوك في نزاهتها مما يثير احتمالات وقوع احتجاجات ينظمها انصارهما. ويثير انعدام الاستقرار في قرغيزستان قلق الولاياتالمتحدة وروسيا اللتين تديران قواعد عسكرية جوية في البلد الذي يقطنه 5ر5 مليون نسمة ويساورهما القلق ايضاً بشأن تهريب المخدرات وامتداد التشدد إليها في المستقبل من افغانستان المجاورة. وقرّر الذين تولوا السلطة بعد ثورة ابريل 2010 بقيادة الرئيسة المنتهية ولايتها روزا اوتونابييفا تقليص سلطات الرئيس وجعلوا البرلمان الهيئة الرئيسة صاحبة اصدار القرارات في البلاد. وحمل رئيس الوزراء اتامباييف المؤيد للاستثمارات والبالغ من العمر 55 عاماً لواء الاصلاحات. وكانت سياساته شبيهة بسياسات الرئيسة التي عملت في السابق سفيرة لبلادها في لندن وواشنطن والمقرر ان تستقيل من منصبها في نهاية العام الجاري. واظهرت استطلاعات الرأي تقدّم اتامباييف رغم ما ابداه بعض المحللين من تشكّك ازاء امكانية حصوله على نسبة الخمسين في المائة المطلوبة لفوزه بالاغلبية. وفي حال عدم حصوله على النصف سيخوض جولة اعادة ضد منافس قوي من الجنوب. وتهدّد الانتخابات ايضاً بالكشف عن انقسام ثقافي بين الشمال والجنوب. ويواجه رئيس الوزراء الاكثر ميلاً للروس والتصنيع تحدياً قوياً من منافسين اثنين يمكنهما الاعتماد على النزعة القومية للناخبين في الجنوب الاكثر فقراً. ويرغب احد المنافسين الآخرين وهو اداخان مادوماروف البطل القومي في البلياردو ثلاث مرات في الغاء الاصلاحات الدستورية ومنح الرئاسة اهمية متساوية مع البرلمان. وقال المتنافس الجنوبي الآخر وهو لاعب الملاكمة كامتشيبك تاشييف ان الملايين من المواطنين القرغيز سيخرجون للشوارع للاطاحة بزعماء البلاد اذا ما شكوا في نزاهة الانتخابات. وسيسمح للرئيس الجديد وفقاً للدستور الحالي البقاء في السلطة لفترة واحدة مدتها ست سنوات وسيعيّن وزير الدفاع ومسؤول الامن القومي. ولم تعش قرغيزستان انتقالاً سلمياً للسلطة منذ استقلالها في العام 1991، وشهدت في مارس 2005 ثم في ابريل 2010 ثورتين داميتين واعمال عنف عرقية دموية (يونيو 2010) استهدفت خصوصاً الاقلية الاوزبكية في جنوب البلاد. ولفتت منظمة الامن والتعاون في اوروبا التي سيشرف 285 من مراقبيها على سير عمليات التصويت، في تقريرها الاخير الى خطر تعميق الانقسامات. وجاء في هذا التقرير الذي نشر في 24 اكتوبر «ان الانطباع العام هو ان الانتخابات قد تؤدي الى تعميق الانقسام بين الشمال والجنوب كما من المحتمل ان تزعزع الاستقرار في البلاد». وتشهد قرغيزستان البلاد الجبلية والفقيرة انقسامات عديدة بين القرغيز والاوزبك، وبين الشمال المديني والمزدهر نسبياً والجنوب الفقير والريفي عموماً، وبين انصار النظام السابق وانصار النظام الجديد.