حضور جماهيري كبير شهد افتتاح سوق عكاظ الخامس، كان الجميع ينتظر وينظر الى منصة المسرح مصوبا عينيه نحو باب دخول زهير بن أبي سلمى الجميع يترقب وينتظر فقرات الافتتاح الذي جاء ملفتا ومبهرا وهذا، ما لمسناه على وجوه الجميع مادفعنا الى محاولة تسجيل انطباعات مجموعة من المثقفين السعوديين والأشقاء العرب الحاضرين في سوق عكاظ.فكانت تلك الوقفات.. المسرح و الموسيقى في البداية تحدث رئيس اتحاد الكتاب السوريين حسين جمعة فقال : بعد يوم تميزة المادة الذي اشتمل عليها الافتتاح استطاع المنظمون أن يقدموا الشاعر زهير بن أبي سلمى بطريقة جديدة تتسم بالتشويق والجدية. ويتابع جمعة: وكذلك تقديم لوحة مسرحية تعبر عن الدلالات التي اشتملت عليها معلقة زهير بن أبي سلمى وهذه الدلالات عميقة في تأصيلها الوئام والسلام بين أبناء العروبة وكأن هذه المعلقة صالحة لكل زمان ومكان، فما أحوجنا نحن العرب لمثل هذه الدلالات التي اشتمل عليها العرض. ويضيف جمعة: نجح المخرج في تقديم عرضه حين استطاع اختصار الزمن من جهة ولم يضيع الوقت في الفواصل بين الفقرات وكذلك أجاد في تقديم الإخراج حين جمع بين الفن المسرحي وبين اللوحة الموسيقية فأسس في ذهن المتلقي تلك الدلالات وهذا النمط في الإخراج كما اعتقد هو نمط يفيد من جهة ويجذب المتلقي من جهة أخرى. صورة مشرقة وقال الكاتب سعود البلوي إن سوق عكاظ بنسخته الخامسة يرتقى مرتبة أفضل مما سبق ويتطور بما يتلاءم مع الدور التاريخي والحضاري لهذا السوق ماضيا وحاضرا، وقد جاء الافتتاح عاكسا الصورة المشرقة التي كان عليها العرب في سوق عكاظ في الجوانب الاجتماعية والإبداعية، وأيضا تميز الافتتاح بالمسرحية للشاعر الحكيم زهير بن أبي سلمى ودوره في حقن الدماء وإرخاء السلام بين العرب المتناحرين لما يزيد عن أربعين عاما. القادم أفضل ويعبر الشاعر المصري الدكتور محمد أبو دومة عن شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين والذي قام بعلاجه من مرضه على نفقته الخاصة، وعن الافتتاح يقول أبو دومة :افتتاح رائع يليق أن يكون المنظم الأول له شاعر. ويضيف: أتمنى أن يتطور سوق عكاظ بإضافة الاقتراحات التي طرحها سمو الأمير خالد الفيصل اليوم في كلمته لضيوف سوق عكاظ في أن يصبح السوق مفتوحا للتجار من داخل وخارج المملكة، وعدم الاكتفاء بلون واحد من الثقافة بل يشتمل على الألوان الثقافية الأخرى. ويؤكد أبو دومة: لقد شاهدنا اليوم عملا مسرحيا رائعا ومتميزا قدم نوعا من التناص بين الموروث التاريخي القديم ومفارقات الوقت الآني وكان الأداء بحق قويا وراقيا وكنت أتمنى أن أرى في العمل الملابس الشعبية السعودية فكل بلد له التنوع الشعبي والفلكلوري. ويختم: أهنيء الجميع وأتمنى وأتوقع أن يكون القادم أفضل مادام القائمون على سوق عكاظ جادين حقا ومصرين على النجاح. الأمير خالد الفيصل يدفع المسؤولين والهيئات المختلفة لتشجيع وتدعيم هذا المرفق الثقافي والتاريخي للاستمرار والنجاح والتحول الى سوق مستقبلية ضخمة تكون لها مكانتها. افتتاح ثري ومن جهته يرى الناقد والكاتب السوري نبيل سليمان أن الافتتاح جميل وهناك درجة عالية من التنوع، أما بالنسبة للعرض فقد أضاء مفاهيم وركائز من التراث لابد من الإشارة اليها والسير على نهجها حيث إن التراث العربي زاخر بكثير من محطات يجب أن تعرض على الأجيال الصاعدة التي هي بحاجة الى الالتفات نحو ركائز الماضي. ويتمنى سليمان أن يكون تواجد المرأة أكثر وأكبر في سوق عكاظ ولربما يأتي مع الزمن، وكذلك يجب أن يحرص المنظمون والقائمون على سوق عكاظ على تواجد الطلاب بمختلف المراحل والأعمار . ويختم نبيل سليمان: ما شاهدناه في الافتتاح علامة أخرى على الحراك الثقافي الكبير في المملكة وخاصة قوى في النقد الأجنبي الذي يعمل على حسب المناهج الحديثة وخصوصا السرديات فأصبحت أسماء مهمة وقوية متواجدة في الساحة العربية. نافذة جديدة ويقول الكاتب أحمد عائل فقيه : سوق عكاظ نافذة جديدة على ثقافة العصر من خلال استحضار التاريخ وهي إضافة حضارية فيما لو انفتحت فعالياتها على الإبداع الجديد واستضافة شعراء عرب كبار من أجل إعطاء سوق عكاظ سمة عربية أكثر اتساعا وانفتاحا على العصر بحيث يتحول سوق عكاظ على تظاهرة شعرية فقط بل حالة ثقافية وحضارية واقتصادية وبعد فكري عالمي. فيما تمنى القاص حسن حجاب الحازمي أن يكون هناك مجال لمشاركة كل الفنون وعدم التركيز على فن معين، وأن توضع جائزة كجائزة الشعر تكون جائزة للقصة والرواية، وأن يحضر مع العرض المسرحي للفنانين السعوديين عروض مسرحية متنوعة ومختلفة من الدول العربية وان تقدم جوائز كذلك لأفضل نص مسرحي فحضور مسرحيين من خارج المملكة يعطي لونا آخر ويضفي المزيد من المتعة والفائدة في سوق عكاظ. مرفق ثقافي ويتابع الأكاديمي السعودي عبدالرحمن الأنصاري: لم أكن لأدع فرصة سوق عكاظ هذا العام تفوتني والبوادر كلها تدل على أن السوق هذا العام مختلف فالإمكانات باتت أكبر والأمير خالد الفيصل يدفع المسؤولين والهيئات المختلفة لتشجع وتدعم هذا المرفق الثقافي والتاريخي الذي نرجو له الاستمرار والنجاح ولابد من أن تتحول السوق الى سوق مستقبلية ضخمة تكون لها مكانتها. حدث ثقافي وتقول الشاعرة بديعة كشغري: مناسبة سوق عكاظ حدث ثقافي مهم ورائع يجمع المثقفين بمختلف توجهاتهم وهو يتطور وأمر رائع أن يدمج الماضي بالتاريخ الحاضر ليعطينا صورة رائعة وحضارية ،وهناك تطور محلوظ لسوق عكاظ لهذا العام عن الأعوام السابقة إلا إني أتمنى أن يكون الحضور الثقافي أكثر وكذلك أن تعطى المثقفات مساحة أكبر للمشاركة والحضور . ضمان الاستمرارية و يطلب د. محمد الهرفي تطبيق اقتراحات وأفكار الأمير خالد الفيصل في أن يتواجد في السنة القادمة شركات ومؤسسات من المملكة وخارج المملكة للاستثمار وبهذا يكون هناك ممول مالي للسوق ويكون بذلك ضمان استمرارية السوق عندما يعتمد على نفسه في التمويل المالي. ويضيف الهرفي: وأتمنى أن تنعش الأسواق الأخرى والتي لها تاريخ مثل سوق هجر ومثل الأسواق إذا وجدت تشد الناس والأجيال نحو تاريخهم الماضي للاستفادة والقراءه والبحث. وقد شاركه في الأمنية د. سهيل القاضي ويضيف لا بد من وجود أسواق تجارية مصاحبة للمعارض ويتحول الى مركز . تجاري من فنادق وأماكن ترفيه حتى يستمر السوق، ويضيف القاضي وأن يكون هناك مؤتمر على مستوى العالم العربي بحيث نتعرف على ما يريده من سوق عكاظ وليبقى السوق إرثا للعالم العربي.