احتشد آلاف المتظاهرين المصريين في ميدان التحرير بالقاهرة الجمعة في مظاهرات للمطالبة بخارطة طريق أوضح الى الديمقراطية ووقف المحاكمات العسكرية للمدنيين. وأطلق النشطاء الذين قادوا ثورة أطاحت بالرئيس المصري السابق حسني مبارك في فبراير اسم //جمعة تصحيح المسار// على مظاهرات امس . ويمكن لمظاهرات امس أن تعطي مؤشرا لموقف الناس من المجلس العسكري الحاكم بعد مثول مبارك للمحاكمة الشهر الماضي. ونأت جماعة الإخوان المسلمين وحزبها الذي شكلته بعد الثورة بنفسها عن مظاهرات امس . والإخوان هم أكثر القوى السياسية تنظيما بعد حل الحزب الوطني الذي كان يحكم مصر. وبدأ المئات يتوافدون على الميدان منذ صباح امس، وحمل بعضهم لافتات تندد بالفساد وكتبت على إحداها عبارة //الشعب يريد تطهير البلاد.// وخلا الميدان والشوارع المحيطة من أي وجود لأفراد الجيش والشرطة. وقالت وزارة الداخلية :إنها سحبت قوات الشرطة من الميدان لمدة 24 ساعة اعتبارا من منتصف ليل الخميس للسماح لمظاهرات يوم الجمعة أن تمر بسلام. ويشكو كثير من المصريين من أنهم لم يشهدوا بعد ثماراً حقيقية للثورة التي قُتِل فيها زهاء 850 شخصا. ويقول البعض: إنهم يخشون أن يعمل الحكام العسكريون للبلاد من وراء الستار للبقاء في السلطة بعد اجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية والتي وعد الجيش بإجرائها بحلول نهاية العام الحالي. وقالت وزارة الداخلية: إنها سحبت قوات الشرطة من الميدان لمدة 24 ساعة اعتبارا من منتصف ليل الخميس للسماح لمظاهرات يوم الجمعة أن تمر بسلام. واعتصم آلاف المصريين في ميدان التحرير لأسابيع في يوليو للدفع بإصلاحلات سياسية أسرع ،وتسريع محاكمات مبارك ومساعديه باتهامات قتل المتظاهرين. وتدخّلت قوات الأمن لإنهاء الاعتصام وظلت قوات من الشرطة تتمركز في الميدان وهو رمز للانتفاضة التي أطاحت بمبارك. وقال المجلس العسكري الذي يدير شؤون البلاد منذ تخلي مبارك عن منصبه في بيان بصفحته على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي: إنه سيسمح بالمظاهرات السلمية، لكنه أضاف: إن //أي تجاوز ضد وحدات القوات المسلحة أو معسكراتها أو المنشآت الحيوية المصرية هو تهديد للأمن القومي المصري ولمصالح هذا الشعب العظيم وسيتم التعامل معه بمنتهى الشدة والحزم ومحاسبة مرتكبيه.// ويقول نشطاء: إن أكثر من 30 جماعة وحزبا سياسيا شاركوا في مظاهرات أمس . وقال حزب الجبهة الديمقراطية الذي أسسه نشطاء بعد الثورة: إنه سيطالب المجلس العسكري بإعداد //جدول زمني شامل يحدد خطوات الفترة الانتقالية ويبدأ بانتخابات الرئاسة.// وصرح محمد البرادعي المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية والمرشح المحتمل للرئاسة بأن المصريين من حقهم التظاهر بشكل سلمي خاصة وأن كثيرا من مطالبهم لم تتحقق بعد. لكن محمد سعد الكتاتني الأمين العام لحزب الحرية والعدالة الذي أسسه الإخوان لخوض الانتخابات البرلمانية المقررة في نوفمبر رأى أن الوقت لم يحِن بعد لتنظيم المزيد من المظاهرات لأن الاحتجاجات السابقة حققت بالفعل بعض النتائج. وأضاف: إنه إذا لم تتحقق هذه المطالب فحينها يعود الإخوان الى الميدان. وأعلن المجلس الأعلى للقوات المسلحة أنه سيسلِّم الحكم الى سلطة مدنية بعد الانتخابات التشريعية التي يفترض وفقا للجدول الزمني المعلن أن تبدأ إجراءاتها قبل نهاية سبتمبر المقبل والانتخابات الرئاسية التي ينتظر إجراؤها بعد عام، بحد أقصى، من تشكيل البرلمان الجديد. وتنتقد الأحزاب السياسية المدنية والحركات الشبابية قانون الانتخابات الجديد الذي صدر في 20 يوليو الماضي معتبرين أنه كان ينبغي ان يعتمد نظام الانتخاب بالقائمة النسبية وحده ،بدلا من النظام المختلط بين القائمة النسبية والفردي الذي ينص عليه.