أحرزت الأبحاث الطبية في السنوات القليلة الماضية تقدماً طبياً كبيراً في علاج أمراض القلب و تطورت بشكل مذهل معها الأجهزة الطبية ذات التقنيات الحديثة التي ساعدت كثيراً على اكتشاف و تشخيص الأمراض بشكل دقيق و مبكر ومن ثم العلاج. ونظرا لأهمية هذا النوع من الفحوصات قام مستشفى الموسى العام بتحديث قسم الأشعة التشخيصية في المستشفى بجهاز يعد هو الأحدث على مستوى المنطقة كما يعد إضافة نوعية للخدمات المقدمة من القطاع الخاص في المنطقة ، من إنتاج شركه جنرال إلكتريك الأمريكية . و هو أحدث ما وصلت إليه التكنولوجيا الطبية في مجال التصوير الطبقي الخاص بدراسة شرايين القلب والتي تتسابق الشركات المصنعة لتخفيض نسبة الإشعاعات التي يتعرض لها المريض. د. تامر حسان استشاري الأشعة ورئيس قسم الأشعة بمستشفى الموسى العام و يسميه البعض مكتشف الجلطات ، كونه أحدث طفرة نوعية في تشخيص و علاج الجلطات . الجميل في الأمر أن مكونات الجهاز تعد صديقة للبيئة و هو الجهاز الوحيد من نوعه القابل بالكامل لإعادة التدوير عند الانتهاء من اسخدامه .. كما أنه يوفر 60% من الطاقة المستخدمة عن مثيلاته من الأجهزة الأخرى . «الطبية» التقت الدكتور تامر حسان استشاري الأشعة ورئيس قسم الأشعة التشخيصية بمستشفى الموسى العام ليجيب عن أسئلة تخص الجهاز الجديد الذي يمثل طفرة في مجال التشخيص بالتصوير المقطعي . و فيما يلي نص الحوار.. ما الذي يميز هذا الجهاز عن أجهزة التصوير المقطعية الأخرى؟ يغني هذا الجهاز تماماً عن القسطرة التشخيصية للقلب و المعروفة بأخطارها العديدة ، حيث أصبح في الإمكان تصوير و تشخيص أمراض شرايين القلب من تكلس و ضيق ثم تحليلها بالأبعاد الثنائية و الثلاثية و الرباعية و من ثم اتخاذ الخطوات اللازمة للعلاج و تفادي الجلطات القلبية،لذا فهو مفيد جداً في فحص مرضى القلب بعد العمليات و التدخلات الجراحية مثل تركيب الشبكات و تغيير شرايين القلب و ذلك بشكل دوري و روتيني أي كفحص وقائي لتفادي الجلطات دون أي مشكلات ، وكل ذلك دون تدخلات جراحية ودون الحاجة إلى التخدير والتنويم في المستشفى. سرعة الجهاز تعد من ميزاته المهمة و يتمثل ذلك في السرعة الفائقة خلال خمس ثوان فقط لتصوير القلب ، و الدقة المتناهية و الوضوح العالي في تصوير أمراض الشرايين .
عادة ما نلاحظ أن الأجهزة الحديثة تتميز عن مثيلاتها من الأجيال السابقة بالسرعة، فماذا عن سرعة هذا الجهاز ؟ في الحقيقة سرعة الجهاز تعد من ميزاته المهمة و يتمثل ذلك في السرعة الفائقة خلال خمس ثوان فقط لتصوير القلب، والدقة المتناهية و الوضوح العالي في تصوير أمراض شرايين القلب و ذلك للتقنية الحديثة الموجودة المتمثلة في 64 لاقطا إلكترونيا ، حيث يمكن رؤية وفحص الشرايين الدقيقة التي لا يتعدى1ملليمتر ، إضافة إلى أن الجهاز الجديد يقوم بتشخيص ودراسة شرايين القلب مستخدماً كمية إشعاع منخفضة جداً بمعدل خمسة ميلليسيفرات للحالة وهذا أقل بكثير من الإشعاع المترتب على القسطرة المعروفة ، و هو أيضا يصدر درجة أشعة منخفضة جداً تقل عن الأجهزة المشابهة بنسبة 40 في المائة ، كما أنه عند استخدام الجهاز يحتاج المريض إلى نسبة أقل من الصبغة الملونة لفحص الشرايين ، إضافة إلى أن الجهاز يحتوي على طاولة تتحمل وزناً حتى 427 كيلوجراماً و يوفر إمكانية تصوير المريض بطول مترين ، و هذه نقطة مهمة لتصوير الشرايين القلبية للمريض و شرايين البطن و الأطراف السفلية في آن واحد و بكمية الصبغة الملونة المعطاة نفسها . كيف يمكن للجهاز تفادي الجلطات القلبية ، و ما هي أهداف الفحص؟ تشخيص المرض في أطواره الأولى بالفحص يمكنه من تفادي الجلطات القلبية وذلك قبل ظهور الأعراض في الحالات الآتية ( ارتفاع نسبة الكولسترول و الدهنيات في الدم ، ارتفاع ضغط الدم،مرض السكر،التدخين ، الوراثة،السمنة ) و يفيد أيضاً في تشخيص الحالات ذات الأعراض الغامضة مثل (آلام الصدر غير المقنعة، ضيق التنفس دون سبب واضح ، الإرهاق الشديد). كما يستخدم الفحص في حالة الالتباس أو عدم التأكد من الفحوصات الأخرى ، إضافة إلى رغبة بعض الأشخاص التأكد من سلامة الشرايين . و هل يفيد هذا الجهاز شريحة أخرى من المرضى غير مرضى القلب؟ بالتأكيد نعم ، لأن الجهاز له القدرة أيضاً على تصوير شرايين الجسم كافة مثل الرأس والرقبة و الصدر ( الأبهر ) و البطن و شرايين الكلى بسرعة لا تتعدى عشر ثوان و بدقة متناهية أيضاً،كما أن الجهاز يفيد مرضى السكري في تصوير شرايين الأطراف السفلية و شرايين البطن في فحص واحد ، و هو أيضا يساعد على الكشف المبكر و الدقيق عن الجلطات الرئوية القاتلة و عن سرطانات الرئة حتى يتسنى علاجها في مراحلها الأولى،إضافة إلى تصوير وتنظير القولون الملون دون تخدير أو ألم بدلاً من التنظير المتعارف عليه. كما أن للجهاز مقدرة على تصوير العظام بصورة ثلاثية الأبعاد تساعد جراح العظام على اتخاذ القرار السليم بكل دقة ، كما يمتلك الجهاز خاصية تصوير الأسنان لحالات زرع الأسنان بصورة ثلاثية الأبعاد . أضف على ذلك كونه جهاز الأشعة المقطعية الوحيد الذي يوجد به شاشة لعرض أفلام كرتونية للأطفال مما يخفف من عامل الرهبة لدى الأطفال كذلك و لسرعته العالية أصبح بالإمكان الآن تصوير الأطفال من غير الحاجة إلى التخدير الذي عادة ما يسبب توترا لذوي الأطفال.