اعتاد الرجل العربي على أن تكون المرأة خانعة خاضعة مستسلمة لأوامره ومنفذة لرغباته دون أن يجد منها أي اعتراض, يتلاعب فيها كيفما يشاء وتتكسر أنوثتها على أعتاب رجولته المهيبة من غير أن ترد عليه همسا أو إشارة وقد تكون لقمة سائغة له يمضغها ويمجُّها في أوقات هو يقررها, وتأتي المرأة المثقفة والمبدعة في مجال الأدب والفكر والثقافة وشتى صنوف الفنون الجميلة هاجسا للسيد الرجل الذي لا يمكنه أن يخفي إعجابه بها وبشخصيتها وعمق درايتها بالأمور ولا يمكنه أن ينكر استئناسه بأفكارها وأطروحاتها ورؤاها التي تتمخض من ثقافتها وحصيلة قراءاتها وعيشها تجارب عدة حيوات في عوالم القراءة والكتابة والفحص والتمحيص فيخشى القرب منها ويهابها أنثى جامحة تتقافز من على بعد أسياج العرف والتقاليد البالية أنه زوجها ويغار عليها وصار ينحت لوحاتها التشكيلية باسمه ويشارك بمسابقات محلية ودولية وتأتيه شهادات التقدير والدروع والشيكات والجوائز باسمه من أن تكون المرأة خادمة الرجل ومؤنسة لوحدته دون أن تحاججه فيما يختلف معها من معتقدات أو أفكار والويل لها إنْ تسيَّدَت الموقف وفاقت الرجل في الذكاء والجاه والشهرة والنجاح في العمل ولتبشر أنه سيصبّ جام غضبه عليها إيمانا منه أنها في حاجته ومادامت شهوة القوامة اللعينة في ناصيته سيتغلب عليها وينهيها إن فتحت له المجال وهذا ما لابد أن تنتبه له طبقة المثقفات الواعيات لحقيقتهن وأنا لا أريد أن أحرضهن في هذا الموقف غير أنني استشطت غضبا من موقف إحدى الفنانات المبدعات التي وهبت إبداعها لرجل تنكر لرجولته بحجة أنه زوجها ويغار عليها وصار ينحت لوحاتها التشكيلية باسمه ويشارك بمسابقات محلية ودولية وتأتيه شهادات التقدير والدروع والشيكات والجوائز باسمه وهي تعيش حالة نفسية مكتئبة تكاد تخنقها فتتنفس عبر الفرشاة والألوان وخطوط أقلام «البن سل» لتكتب مأساتها عبر الإبداع المبهم والمكبوت حسرة فمثل هذه المرأة المبدعة المهضومة من يبحث عنه بعض من الرجال لا أقول كل الرجال فهناك صورة ناصعة من رجال صانوا الثقافة المتقاطرة من الأنثى والتي هيئوا لها الأرضية الخصبة لكل جميل مثل تلك الفنانة المسكينة مشروع استثماري مهيب للرجل الضعيف الذي يتلبس القوامة المفرطة بهيمنة الإجحاف بحقوق الكمالات الإبداعية الجمالية المطلقة فحذار حذار أيتها البعباوات المثقفات من صيد أشاوس المسترجلين إمْرةً و قَوَاما!!