يعتبر موضوع الزواج أحد أكثر المواضيع أرقا وإشغالا للبال حيث إنه أمر مهم من جميع النواحي الدينية والأخلاقية والاجتماعية والاقتصادية فمنه تنشأ النواة الأولى لبناء جيل جديد قادر على مواصلة العمل للصعود إلى الأعلى والتقدم للأمام ولا يمكن أن يكون موضوع بهذا الحجم لا يشكّل عبئا على كافة أطياف المجتمع خصوصا بعدما شهدت الفترة الأخيرة عزوف كثير من الشباب والفتيات عن الزواج لأسباب مختلفة وأيضا ارتفاع نسبة العنوسة ومعدلات الطلاق ووصلت إلى أرقام خطيرة باتت تشكل ناقوس خطر يهدد المجتمع. ولذلك كان لا بد من إيجاد حلول سريعة ومتميزة من خلال إنشاء جمعيات خاصة بالزواج تقوم بعمل متميز في الاختيار الصحيح للزوج والزوجة يتبعه دورات تحضيرية وتثقيفية و تأهيلية للدخول في عش الزوجية ومن ثم يحصل على الدعم المادي وإتمام الزواج والمساهمة فيما بعد لحل عدد من الخلافات التي تحدث بين الزوجين خصوصا في العام الأول الذي يشهد حدوث الكثير من الاختلاف والتباين في وجهات النظر بين الطرفين. جانب من الندوة (اليوم) ومن هذه الجمعيات تأتي جمعية وئام الخيرية كخير مثال وصاحبة عصا السبق في هذا المجال حيث إنها تعتبر الجهة المتخصصة في شؤون الأسرة والزوجين بالمنطقة الشرقية وان جمعية وئام بدورها تدعو كافة أجهزة المجتمع من قطاع عام وخاص ورجال أعمال ومتطوعين لدعمها والتكافل معها ودعمها بكل السبل في سبيل صلاح الأسرة والمجتمع كما أن الجمعية تدعو إلى إقامة تعاون مع الجهات الحكومية المختلفة وخصوصا ذات العلاقة مثل الأمن العام والمحاكم ووزارة الشئون الاجتماعية وغيرها وتوجه الدعوة لرجال الأعمال لما لهم من دور كبير في التنمية المستدامة من خلال البرامج التوعوية المتخصصة بالجانب الاقتصادي الأسري وتسعى الجمعية الآن لتقديم مشروع المهارات الزوجية لطلاب المرحلة الجامعية كما أن الجهات المانحة من رجال أعمال ومؤسسات خيرية حريصة على تبين مشاريع وبرامج بناء المجتمع. العنف الأسري ووجهت جمعية وئام الخيرية التماسا إلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد أمير المنطقة الشرقية تطلب من خلاله توجيه المحسنين بمطالبة من يقدمون لهم المساعدة بإحضار شهادة بالحصول على البرنامج التأهيلي المقدم من قبلها. وتسعى وئام من خلال برنامجها إلى طرح قضية العنف الأسري ومحاولة تقليله بشكل كبير من خلال عمل عدد من الجهود والبرامج مثل برامج تأهيل المقبلين على الزواج بالإضافة إلى برامج موجهة لكافة شرائح المجتمع والتي حضرها أكثر من ثلاثة آلاف شخص في سنة واحدة وإنتاج المواد الإعلامية التي تبث عبر الفضائيات وهي مقسمة على أربعة محاور»العنف-العنوسة-الحوار الزوجي-إدارة ميزانية الأسرة»بالإضافة إلى الهاتف الاستشاري.
وجهت جمعية وئام الخيرية التماسا إلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد أمير المنطقة الشرقية تطلب من خلاله توجيه المحسنين بمطالبة من يقدمون لهم المساعدة بإحضار شهادة بالحصول على البرنامج التأهيلي المقدم من قبلها. هذا وأشار الشيخ عبدالعزيز الغديان القاضي بمحكمة الخبر إلى أن العقلاء يجمعون على أن الزواج من ضروريات الحياة وأن الشريعة الإسلامية جاءت بالحث عليه لما فيه من استجابة لرغبات النفس والفطرة وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله علية وسلم»يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء» رواه البخاري ومسلم وفي الزواج حصون للشباب من الانحراف والوقوع في الرذيلة وفيه استجابة لأمر النبي صلى الله عليه وسلم وفيه تكثير لأمة محمد وحفظ لأعراض المسلمين وصون للمجتمع المسلم من الآفات والأمراض القادمة إلى هذه البلاد من البلاد المشبوهة وفيه حصول الأمن والاستقرار للأسرة والمجتمع وانشغال الشباب بالأمور النافعة مثل طلب العلم وطلب الرزق كما يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم:»ثلاثة حق على الله عونهم»وذكر منهم-الناكح يريد العفاف»وان هذه الجمعية تفتح بابا لرجال الأعمال أن يخدموا المجتمع منه وذلك بدعمهم المادي للجمعية»من الزكاة أو الصدقات أو التبرعات»والأفضل أن يقدموا للجمعية وقفا عينيا يكون داعما لها على الاستمرار والتوسع في الخدمات لكافة المحتاجين بالمجتمع ولا شك أن رجال الأعمال يدركون أهمية هذه الجمعية في الحفاظ على الاستقرار بالمجتمع. والجمعية قد أسست صندوق وئام للقرض الحسن وهو أن يضع المتبرع مبلغا من المال يكون له صدقة جارية يتم من خلاله إقراض الشباب الراغبين بالزواج منه ومن ثم يعيدون المبلغ المقترض إلى الحساب مرة أخرى من خلال أقساط بسيطة وميسرة والجمعية تسعى لأن يكون رأس مال الصندوق عشرة ملايين ريال من أجل الاستفادة منه وطالب الشيخ الغديان بضرورة تخصيص محاكم خاصة للقضايا الأسرية كما هو الحال الآن بالعاصمة الرياض.
تعاون وتعاضد كما أوضح الدكتور عبدالواحد المزروع عميد كلية التربية بجامعة الدمام إلى أن من أراد الزواج فسيجد العون من الله سبحانه وتعالى كما جاء في الأحاديث بالإضافة إلى أن الزواج يعتبر الطريق الشرعي لإشباع الغريزة الجنسية بصورة يرضاها الله وأيضا يعتبر طريقة إلى كسب المزيد من الحسنات ووسيلة لاستمرار الحياة وتعمير الأرض فالأبناء الصالحون امتداد لعمل الزوجين بعد وفاتهما فقال عليه الصلاة والسلام»إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث، صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له»والزواج يعتبر من أفضل صور التعاون والتعاضد حيث إن الزوجة تكفي زوجها بتدبير أمور المنزل وتهيئة أسباب المعيشة والزوج يكفيها أعباء الكسب وتدبير شئون الحياة ومن خلال الزواج تكون هنالك فرصة لتقوية الصلات والمعارف من خلال المصاهرة واتساع دائرة الأقارب وإن انتشار الانحراف يعتبر أحد أسباب عدم الزواج وقدم الدكتور عبدالواحد المزروع ترحيبه بعقد وتوقيع شراكة مع جمعية وئام الخيرية ودعمها بكل السبل الممكنة.
بدوره أكد العميد قحاط محمد آل قحاط مدير إدارة الحقوق المدنية بالدمام إلى أن ارتفاع المهور وعدم تثقيف الشباب والبنات بأهمية الزواج وما هي المستجدات التي تنتظرهم في حياتهم الجديدة لها دور في حدوث الطلاقات والعزوف عن الزواج وإن لتأخير الزواج للفتاه أو الشباب العديد من المضار والمخاطر حيث إن التأجيل والتأخير بالزواج يؤثر على المجتمع وبشكل كبير خصوصا في ظل الانفلات الأخلاقي من خلال المواقع الالكترونية والقنوات الفضائية وغيرها متمنيا من أولياء الأمور عدم التباهي بالمهور وقاعات الأفراح بشكل كبير حيث إنها من أهم أسباب العزوف عن الزواج وعدم التوفيق فيه وأوضح بأنه يوجد هنالك مكتب للقضايا الاجتماعية يساهم بشكل كبير في حل العديد من الأمور والخلافات بين جميع الأطراف متى ما حصل أي مكروه لا قدّر الله.
عادات وتقاليد من جانبه تساءل العميد عبدالله البوشي مدير عام سجون المنطقة الشرقية عن الأسباب التي تؤدي إلى الخلاف والطلاق وارتفاع معدلاته بشكل كبير حيث إنه في السابق كانت هنالك العديد من القيود الاجتماعية والعادات والتقاليد الصارمة والتي تمنع الزوج من مقابلة زوجته والنظر إليها إلى يوم الزواج ومع ذلك لم تكن هنالك مشاكل كبيرة وحالات طلاق منتشرة كما هو الآن على الرغم من ارتفاع الوعي والثقافة لدى الجميع وانتشار الجمعيات الخيرية التي تساهم بهذه المساهمات الخيرة والمتميزة وطالب بحضور دعاة ومشرفين في حفلات الزواج وخصوصا الزواج الجماعي من أجل إلقاء خطب ومحاضرات في ظل تواجد العرسان وذويهم لتتم الاستفادة منه بشكل كبير وتطرق العميد البوشي إلى أن العديد من المتواجدين في دار الملاحظة من الشباب أو الفتيات يأتون بسبب الخلافات الأسرية التي تنشب بالبيت فلا يجد له من يرعاه ويوجهه التوجيه الصحيح وانه يتم السماح للنزلاء بالاتصال وزيارة أهاليهم ومنحهم زيارات حتى في منازلهم خارج السجن وخلوات شرعية مع زوجاتهم ويأتي هذا ضمن برامج التصحيح الأسري.
وتحدث الداعية المعروف وإمام وخطيب جامع أسيد بن حضير بالدمام والمدير التنفيذي لمؤسسة ابن المبارك الخيرية الشيخ عبدالعزيز السويدان إلى أن الغالبية يدركون أهمية الزواج لما فيه خير وصلاح الأمة والمجتمع وان أرقام العنوسة التي نسمعها ونقرؤها بشكل دائم هي أرقام خطيرة وكبيرة ومخيفة وتؤثر بشكل سلبي على المجتمع خلال المستقبل ولا بد من حل الأمور بشكل سريع وتخطيط سليم وليس العمل بشكل عشوائي نظرا لأهمية الموضوع وحساسيته وخطورته خصوصا وانه يتعلق بالشباب والأخلاق والمجتمع وعلينا البدء بتطبيق عدد من الخيارات والحلول ولو بشكل تدريجي بدلا من ترك الأمور هكذا وإن للأمة والخطباء دورا كبيرا في توعية وتثقيف المجتمع من خلال خطب يوم الجمعة ولا بد من عمل تقييم إحصائي لمعرفة مسببات الطلاق والبيئات التي يكثر بها وينتشر والبدء بالتثقيف والتوعية من خلاله بالإضافة إلى وجود أدوار متعددة لمراكز الأحياء وجمعيات تحفيظ القرآن الكريم.
100 شاب وفتاة وأشاد المهندس موسى الموسى المدير التنفيذي لمؤسسة الشيخ عبدالرحمن الراجحي الخيرية بالدور الذي تقوم به وتلعبه جمعية وئام في خدمة المجتمع وأوضح بأن المؤسسات والجهات المانحة تبحث بالاستفادة من خلال البرامج المفيدة للمجتمع ولا بد أن تكون هنالك دراسة كاملة ووضوح لهذه المنح بدلا من تقديمها بشكل عشوائي وغير واضح فلا بد من الاجتهاد في هذه الأمور وتقديم العمل بشكل متميز وواضح الأهداف والمعاني لكي يتم منحه وخصوصا في مواضيع الزواج التي تخدم شباب هذه الأمة .وأكد الدكتور محمد العبدالقادر مدير عام جمعية وئام أن الجمعية ولله الحمد سجلت العديد من المنجزات والنجاحات حيث تقوم بتزويج 100شاب وفتاة شهريا وتم دفع خمسة ملايين وأربع مائة ألف ريال من مساعدات حتى الآن وهنالك ستمائة وأربعون شابا استفادوا من المساعدات المالية وان هنالك تخطيطا للتعاون مع المحاكم لخفض نسب الطلاق بالمجتمع.
واحد من حفلات الزواج الجماعي بالشرقية (تصوير مرتضى بو خمسين)